الإثنين، 29 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

282 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

800615920415

القاهرة: أيسل محمد:

كما يمل كثيرون الأكل المكرر الذي اعتادوه طويلا، وكما يمل آخرون من وظائفهم التقليدية التي ربما تكون حلما صعب المنال لغيرهم، وكما تمل كثيرات من تسريحتهن، أو مكياجهن، أو أزيائهن، ويسعين جاهدات لخلع رداء الجمود والتقليدية عن كاهلهن، فإن الحياة الزوجية أيضا باتت تشكو الملل، وأصبح كل من الزوج والزوجة يعلنان تأزم حياتهما بعد أن تسللت إليها الرتابة والتقليدية، وبعد أن تسببت مشاغل وأعباء الحياة في تغييب الرومانسية التي كانت تغلف فترة الخطوبة وشهور الزواج الأولى.. الأمر الذي دفع البعض إلى تبني استراتيجية جديدة لتجديد وإنعاش الحياة تعتمد على إجازة زوجية قصيرة يبتعد فيها الطرفان عن بعضهما.. فهل تنجح مثل هذه الإجازة في إنعاش الحياة الزوجية ومحو النكد والفتور الذي يسيطر عليها؟.. تابعوا التفاصيل.

أقصى أمنيات "نجلاء" في الحياة كانت تتمثل في ارتباطها بزميل دراستها الجامعية "أحمد"، وهي الأمنية التي تحققت بالفعل قبل خمسة أعوام، قضيا العامين الأولين منها في سعادة وهناء، إلا أن جذوة الحب التي غمرتهما طوال سنوات الجامعة بدأت تخبو وتخفت شيئا فشيئا.. لم يطرأ عليهما أي تغيير في حياتهما بخلاف إنجابهما طفلين جميلين، فزوجها لم يغير طبعه اليومي بتقبيلها حال خروجه وعند عودته، إلا أنها لم تعد تشعر بحرارة هذه القبلات، ولا بالرنين المتميز الذي كانت تحدثه كلماته في وجدانها، فما الذي حدث؟ لماذا فقدت مذاق الحب؟ هل أصيبت مشاعرها تجاه حبيب العمر بالشيخوخة المبكرة، أم أنه من فقد جاذبيته ومصداقيته نحوها؟ أم أن عين الحسد تربصت بهما فأطفأت لهيب الحب وحولته إلى كرات من الثلج كئيب المنظر؟ حيرته شديدة لازمتها أياما طوالا، دون أن تدري أن عدوا آخر وراء حيرتها ومعاناتها، عدو اسمه الملل.

طوق نجاة

بينما عاشت "سهام" زوجة منذ ستة أعوام، العام الأول من حياتها في حلم وردي جميل، لم يستيقظا منه إلا بعد قدوم مولودها الأول، حينها وجدت سهام نفسها مضطرة للنوم بالرضيع في غرفة منفصلة حتى لا تزعج الزوج، ما فتح للفتور طريقا إلى حياتها الزوجية، لاسيما بعدما قرر "نبيل" زوجها الاستماع لنصيحة أحد أصدقائه بالسفر لثلاثة أيام من كل شهر بمفرده، ما أغضبها في بداية الأمر، لكنها اكتشفت بعدها أن "نبيل" كان يعود بعد كل إجازة أكثر اشتياقا إليها، ما جعلها ترحب بفكرة الإجازة الزوجية التي وجدت فيها طوق نجاة أعاد الرومانسية إلى حياتهما بعد أن كاد يخبو بريقها.

بداية جديدة

أما "أميرة" محامية شابة ومتزوجة قبل عشرة أعوام ولديها طفلان فتطرقت إلى تجربتها قائلة: كحال معظم الأزواج، وفي غمرة الانشغال بمطالب الحياة ومتابعة الأولاد رعاية ودراسة، اختفت المشاعر الجميلة التي كانت السمة الرئيسية في حياتي الزوجية بعد سنوات قليلة من الزواج، وتحولت العلاقة الرومانسية الحالمة إلى صراع مستمر حول دور كل منا ومسؤوليته في مواجهة ضغوط الحياة اليومية ومشاكل العمل والأولاد، وباستشارة اختصاصية أسرية نصحتني بالاتفاق مع زوجي بأن يبتعد كل منا عن الآخر لفترة، في البداية استنكرت الفكرة واستغربتها، كما أن زوجي سخر من الفكرة ووصفها بالهروب من المشكلة بدلا من مواجهتها.. ومع ذلك قررنا خوض التجربة في محاولة لكسر الروتين، فذهبت مع أسرتي في رحلة مصيفية لمدة أسبوع، بينما سافر هو مع عدد من أصدقائه لرحلة سفاري.. وخلال هذه الفترة اقتصرت علاقتنا على بعض المكالمات الهاتفية للاطمئنان.. وحينما عدنا فوجئنا بمشاعر الشوق تضرب أعماقنا وتستنفر الحب الذي توارى في زحمة الحياة، وكانت هذه بداية جديدة أعادت البهجة إلى أسرتنا بعد أن كاد الملل يعصف بكيانها.

مُسكِّن مؤقت

وبعد أن تعرفنا إلى معاناة وآراء بعض الزوجات وتجربتهن مع الأجازة الزوجية، نتعرف إلى أثرها مع عدد آخر من الأزواج، نبدأ بـ"جمال" الذي لم يمض على زواجه سوى ستة أشهر، والذي أعلن رفضه لفكرة الإجازة الزوجية، مبررا ذلك بأن اللجوء إلى هذه الفكرة يعتبر تحايل وهروب من المشاكل الزوجية بدلا من مواجهتها والعمل على حلها. مؤكدا أنه أيا كانت النتائج الوقتية الناجمة عن هذه الأجازة من تحسن في العلاقة أو المزاج، فإنها في النهاية ليست حلا.. فلا تعدو أن تكون بمثابة مسكن مؤقت يعود بعده الزوجان إلى المشاكل نفسها التي تغلف حياتهما. مشددا على أن مثل هذه الإجازة قد تفتح الباب أم الزوج أو الزوجة لممارسة حياته بحرية دون أية قيود من الطرف الآخر، لاسيما وأن طبيعة الأزواج الشرقيين تجعلهم يجدون في مثل هذه الأجازة ثغرة يمارسون خلالها نزواتهم بمنتهى الحرية بعيدا عن القيود الزوجية، ما يعني مزيدا من الإضرار بالبيت الهانئ لا إصلاحه!

تحرك المشاعر

أما "فريد" الذي احتفل قبل عدة أيام بعيد زواجه التاسع فلا يتفق مع الرأي السابق، مؤكدا أن طبيعة النفس البشرية أن تمل سريعا، وأن يصيبها الفتور من الأمور المكررة، لذلك تتحول الحياة الرتيبة على ما يشبه البحيرة الساكنة التي سريعا ما تتحول إلى راكدة، ما لم تجد من يقذف فيها حجرا يحرك مياهها ويجددها، وهذا ما ينطبق تماما على الحياة الزوجية التي تتسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي مر بها كثيرون في الأعوام الأخيرة والتي أدت بدورها إلى انشغال كلا الزوجين لتامين ما يكفي لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات، دون اكتراث بإعطاء المشاعر نصيبها من الاهتمام، فتتحول الحياة التي كانت كما البستان اليانع إلى صحراء قاحلة.

يضيف: من هنا، ومن خلال تجربتي الشخصية وجدت أن خير علاج لضخ دماء جديدة في عروق الحياة الزوجية، والقضاء على رتابة الحياة ومللها، أن يحصل كلا الزوجان على إجازة من آن إلى آخر، يبتعد خلالها كل طرف لأيام قليلة، ومن ثم يعودان بعدها وهما أكثر ابتهاجا، واشتياقا، واستعدادا لمواجهة المشكلات التي تطرأ من آن إلى آخر.

عودة إلى الرومانسية

يتفق "إيهاب" مع الرأي السابق، مؤكدا أنه من خلال تجربته القصيرة في الزواج، والتي تمتد لثلاثة أعوام، فإنه يرى أن اتجاه أي من الزوجين للابتعاد عن الآخر لفترة محددة، وباتفاق مسبق بينهما، أفضل بكثير من قيام الزوجة بترك المنزل عقب أي خلاف مع زوجها، مؤكدا أن الابتعاد على خلفية الخلاف يزيد من مشاعر الجفاء بين الطرفين،بينما الاتفاقعلى عدم تصعيد أية مشكلة وإعطاء فرصة للحل من خلال هذه الإجازة يعطي نتائج أفضل، خاصة إذا صاحب العودة من الأجازة قيام كل طرف بشراء هدية للآخر، أو قيامهما بإعداد احتفال مشترك يعيدهما على أجواء الرومانسية التي تمتعا بها في بداية زواجهما، مؤكدا أن مثل هذه الأمور البسيطة نجحت في الحفاظ على أسر عديدة كان يفكر أبطالها في الطلاق، ولم يجدوا منقذا لهم من هذه الهاوية سوى بأجازة زوجية قصيرة.

تحسين مزاجي

إلى ذلك، ينظر علماء النفس إلى الأجازة الزوجية بشكل مختلف، فوفقا للدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي لا يوجد اتفاق حول حل واحد لمشكلات الزواج، لاسيما أن العصر الحديث أفرز مشكلات اجتماعية واقتصادية وفكرية وعائلية ونفسية متعددة، كلها في حاجة لأساليب متنوعة.. غير أنه يؤكد أن الإجازة مفيدة لكلا الزوجين، حيث تساعد على استرخائهما ومساعدتهما على تجديد حياتهما. وبناء على ذلك فإنها تؤدي دورا مهما في تحسين مزاج الزوجين، وهذا بدوره يمنع تطور المشكلات بينهما، لكنها في الوقت ذاته لا تحل بشكل جذري غياب التفاهم بين الطرفين.

عكاشة ينصح أيضا المقبلين على الزواج بتنظيم أسلوب الأجازة كأسلوب وقائي من المشكلات.. شرط أن تتم باتفاق مسبق بينهما، بحيث تكون بمثابة جرعة تنشيطية لمشاعرهما العاطفية، وصحتهما الذهنية.

وحول كيفية استغلال هذه الإجازة على الوجه الأكمل، يؤكد عكاشة أنه من الأهمية أن يراجع كل طرف موقفه من الطرف الآخر، وأن يدرس كيفية التواصل معه، دون الاستسلام لتفاصيل الحياة اليومية المملة، مع البحث عن سبل جديدة للتفاهم واعتماد لغة النقاش الهادئ بين الطرفين، ليستمر قارب الزوجية آمنا مستقرا في نهر الحياة.

وتيرة واحدة

بينما تؤكد د. عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن أزواج العصر الحالي بحاجة إلى تجديد علاقتهما من آن إلى آخر.. مشيرة إلى أن الدراسات الحديثة كشفت ازدياد حالات الطلاق الناجمة عن تزايد الخلافات الزوجية ورتابتها، ما يعزز القول بأهمية قيام الزوجين سواء بشكل فردى أو ثنائي، بإجازة يقضونها بعيدا عن المشاكل الحياتية، خاصة الزوجة التي نادرا ما تجد وقتا كافيا تراجع فيه حياتها، وأسلوب معيشتها بالشكل الذي يرضى زوجها. كذلك تتيح للزوج الفرصة لمراجعة أوراقه، وتجديد حياته بالشكل الذي يساعد على استمرار الحياة بينهما. كما أنها تحرك مشاعر الشوق المتجمدة وتجدد احتياج كل طرف للآخر، وهذا من الصعب أن يحدث حال استمرار الحياة بين الزوجين في البيت على وتيرة واحدة، وسط مشاكل الأبناء والبيت وغيرها من ضغوط الحياة اليومية التي يعانى منها كلا الزوجين.

وحول المدة الكافية للاستفادة من هذه الإجازة، تشير د. كريم إلى أن هذا يتم وفق الظروف الاقتصادية لكل أسرة، لكن حتى لو كانت ليوم واحد نهاية الأسبوع، فهذا اليوم يتيح للطرفين استرجاع ذكرياتهما الجميلة، ومن ثم عودة الألفة والمشاعر بينهما.. غير أن الأهم من ذلك هو التقارب النفسي الذي يلعب دورا مهما في استمرار العلاقة الايجابية بينهما، مع ضرورة ألا تتم الأجازة عقب أي خلاف بين الطرفين، لأن ذلك من شأنه تعميق الخلافات أكثر.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال