الجمعة، 03 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

350 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

رويدا محمد - باحثة تربوية - مصر:

يعد الحوار من أهم أدوات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي الفعالة التي تتطلبها الحياة في المجتمع المعاصر لما له من أثر في تنمية قدرة الأفراد على التفكير المشترك..

وهو من أفضل الوسائل التي تؤدي إلى الإقناع وتغيير الاتجاه الذي قد يدفع إلى تعديل السلوك الإنساني إلى الأحسن، وتزداد أهميته في الجانب التربوي في البيت والمدرسة، خاصة في دعم النمو النفسي والتخفيف من مشاعر الكبت والمخاوف والقلق، فأهميته تكمن في أنه وسيلة بنائية علاجية تساعد في حل كثير من المشكلات.

فالتربية التي تقوم على الحوار ترفض كل أشكال العنف والإكراه وتسقط الحواجز النفسية فيما بين الوالدين والأبناء (بنين وبنات).

إن الحوار أسلوب موضوعي يتيح للوالدين الفرصة للتعرف على أبنائهم عن كثب من خلال منحهم الحرية في طرح آرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم حول الأمور المرتبطة بشؤون الأسرة، ومن ثم يدرك الوالدان أهمية فتح قلوبهم للأبناء، ومد جسور الحوار معهم عندما يصبحون في مرحلة المراهقة.

ولذلك يؤكد المهتمون بالتربية أن الحوار يعد وسيلة الاتصال الأكثر فعالية بين الوالدين والأبناء، وهو الأسلوب الأمثل لتبادل الآراء فيما بينهم، لذلك لابد من البدء باستخدام لغة الحوار منذ مرحلة الطفولة، لكي يعتاد الأبناء على هذه اللغة عندما يصبحون شبابا، والوالدان يبنيان من خلال الحوار تلك العلاقة القوية بينهم وبين أبنائهم.

والحوار عندما يكون أسلوبا متبعا داخل الأسرة، فإنه يسهم بشكل كبير في نشر هذا النوع من الثقافة خارج إطارها إلى المجتمع الخارجي، بحيث يصبح لدينا أفراد يملكون القدرة على بناء أفضل العلاقات، ولديهم مهارات عالية في التواصل مع الآخرين بحيث يتقبل كل منهم الآخر في جو من الاحترام والتفاهم.

أسلوب الحوار

لعل ما يدعو للحوار مع الأبناء داخل البيت والمدرسة هو الإيمان بهدف نبيل، وهو تحقيق التقبل عن طريق التواصل مع الأبناء، وهذا يتحقق عن طريق الحوار الإيجابي الذي يتيح فرصة لنمو الأبناء وبناء شخصياتهم بعيدا عن اللوم والحكم المتسرع والتوجيه الجاف وغرس الكبت والعداء في نفوس الأبناء.

والحوار الإيجابي لا يحتاج إلى الرسمية، بل هو حوار عفوي له تدريجاته، للطفولة لون وللرجولة ألوان أخرى، لذا يجب على الوالدين أن يفتحوا قلوبهم لأبنائهم كي يعبروا عن آرائهم بحرية وسهولة، وينصتوا لهم.

كما يجب أن يبدأ الوالدان الحديث بإظهار مشاعر ودية تجاه أبنائهم، فإظهار الحب والتعاطف أثناء الحوار مع الأبناء يساعدهم في تحقيق استقرارهم النفسي، وتكوين تصور شامل للحياة يتفق مع القيم الدينية والأخلاقية، ويحمي الأبناء من الوقوع في المشكلات السلوكية أو التربوية والنفسية.

فوائد الحوار مع الأبناء

يحظى الحوار باهتمام كبير من قبل التربويين لإدراكهم أثره الوقائي والعلاجي الإيجابي، ويشيرون إلى أن الإنسان لا يولد ممتلكا لمقومات الحوار وآدابه، وإنما يحصل على ذلك من خلال الأسرة متمثلة في الوالدين حين يثقفون أبناءهم على التعامل والتواصل لحل المشكلات بالحوار، ويتخذونه أسلوبا تربويا للتعامل معهم، ذلك أن الحوار الهادف بين الوالدين وأبنائهم سيعزز بناء العلاقات الإيجابية بين الوالدين والأبناء، ويعزز ثقة الأولاد بأنفسهم ويؤكد وينمي استقلاليتهم، ويشجعهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.

ويتفق علماء النفس والتربية في العالم كله على هذه الحقيقة، وهي أن فتح قنوات الاتصال والحوار مع الأبناء هو من أفضل الوسائل المعينة على التربية السليمة، وقبل أي محاولة من جانب الآباء لتغيير سلوك معين في الأبناء المراهقين أو زرع سلوك آخر، لابد أولا أن تكون قنوات الاتصال بينهم وبين الأبناء مفتوحة، وذلك لأن الحوار الهادف البناء هو «الحل السحري» لتربية وتقويم الأبناء.

فللحوار أثره في بناء شخصية الأبناء، فالإنسان الذي ينشأ على حوار هادف وبناء سينشأ إنسانا سويا مؤمنا إيمانا قويا بخالقه لا تزعزعه أعاصير ولا تؤثر على عقيدته تيارات فكرية، يتمتع بخلق قويم، محب لدينه ووطنه، خال من العقد النفسية، متعايش مع نفسه قبل تعايشه مع الآخرين، راض وقانع بما وهبه الله عزوجل له من قدرات ومهارات يعمل على تنميتها واستثمارها للخير.

مخاطر انعدام الحوار

عندما ينعدم الحوار بين الوالدين وأبنائهم، يبحث الأبناء عن البديل الذي يمكن أن يحاورونه سواء من الأصدقاء أو عن طريق الإنترنت، وهو ما يشكل خطورة كبيرة، حيث إنه لا يمكن الوقوف على مدى صلاحية هذه المصادر في استقاء المعلومات من عدمها، وهنا يحتاج الأبناء إلى توجيه من الوالدين بالمواقع المفيدة التي يمكن اللجوء إليها.

وصفوة القول هي أن انعدام الحوار بين الوالدين والأبناء قد يتسبب في حدوث مشكلات كبيرة في حال تعرض الأبناء إلى مصادر غير موثوقة لتلقي المعلومات، بالإضافة إلى هذا فإن انعدام الحوار بين الوالدين والأبناء في الصغر يؤدي إلى انقطاع صلة الرحم في الكبر، وإلى انعدام الثقة بين أفراد الأسرة وحدوث المشكلات النفسية المترتبة على انقطاع لغة الحوار في داخل الأسرة.

  

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال