✍ أيمن درواشة - كاتب أردني:

يحتاج الطلاب الموهوبون والمبدعون والمتفوقون إلى رعاية تربوية وتنمية مهاراتهم وقدراتهم من خلال البرامج الخاصة بهم والتي تتمايز عن الخدمات التقليدية في المدارس العادية.

وهذه البرامج غاية في الأهمية؛ لأنها «تعمل على تأهيل وإنتاج أفراد من ذوي الصفات المحببة كارتفاع الإنجازات التعليمية والعلمية مرتفعة الجودة، وهو ما يعرف باسم «الجودة أو النوعية في التعليم» (1).

وأثبتت الدراسات الميدانية والمسحية، أن الطلبة الملتحقين ببرامج رعاية الموهوبين والمبدعين والمتفوقين من أكثر الطلبة الحاصلين على شهادات التقدير؛ لأنهم الأكثر انخراطا في المشاريع العلمية المتخصصة، وهم الأكثر خبرة تطبيقية والأكثر قدرة على خدمة المجتمع.

واستندت فلسفة إنشاء برامج خاصة لتربية وتعليم الموهوبين والمبدعين والمتفوقين إلى عدة أسباب أهمها:

قصور مناهج التعليم العام

تتصف برامج التعليم العام بأنها ذات طبيعة جماعية؛ بمعنى أنها موضوعة لجميع الطلبة دون مراعاة للفروقات الفردية ولا ضعف الطلبة، فهي لا تلائم الطلبة الموهوبين والمبدعين والمتفوقين، كما أنها لا تصلح للطلبة من ذوي صعوبات التعلم، لكنها تناسب الطالب المتوسط.

كما أن المعلمين القائمين على تدريس هذه المناهج، ليسوا مؤهلين وعلى كفاءة عالية «للتعامل مع فئات خاصة دون الوسط أو أعلى من هذه الفئة، وأيضا لا يركزون إلا على الطلبة الوسط ويهملون الطرفين الآخرين» (2). وبالنسبة للطلبة المتفوقين والموهوبين؛ فإن هذه البرامج لا تلائم قدراتهم وإمكانياتهم وطموحاتهم؛ لذلك فهم بحاجة إلى معلمين وبرامج تعليمية من نوع خاص تختلف عن البرامج المقدمة للطلبة العاديين.

التربية الخاصة حق للمتفوق

يمثل الطلبة الموهوبون والمتفوقون ثروة وطنية هامة للوطن، ولا يجوز أن يتم إهمالها وإغفال رعايتها. إن حاجة الطلبة الموهوبين والمبدعين والمتفوقين إلى رعاية خاصة حق من حقوقهم، مساواة بغيرهم من الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات والمراكز التربوية.

تنمية المجتمع

لابد من استغلال الموهبة والتفوق حتى يستطيع المجتمع الوقوف في وجه التحديات التي يفرضها عصرنا، ويعتمد مدى نجاحنا في الوقوف بوجه التحديات على مدى الرعاية المقدمة لهذه الفئة من الطلبة، وتوفير الفرص التربوية الملائمة التي تساعد كل طالب على الوصول إلى قمة طاقاته. وكما هو معروف فإن الصراع الحالي والمستقبلي بين مختلف دول العالم «محكوم بقدراتها في المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية والعسكرية، ولا شك أن العقول يمكن أن تلعب دورا بارزا في تحقيق إنجازات وطنية على هذه الصُّعُد» (3).

تكافؤ الفرص

لا شك أن المجتمع الناضج هو الذي يقدم فرصا متساوية لجميع فئاته وأفراده؛ فالجميع يجب أن يشعر بالمساواة أمام القانون وأمام الفرص المتاحة لهم من أجل التعلم والإبداع في مختلف مجالات الحياة.

النمو المتوازن للطفل

نتيجة التفاوت في مستويات النمو الحركي، والعقلي والانفعالي للطلبة الموهوبين والمبدعين والمتفوقين، فإنهم يتعرضون لبعض المشكلات ناتجة عن عدم تكيفهم مع محيطهم.

فالاختلالات الكبيرة في النمو الفعلي والانفعالي للطفل الموهوب تؤدي إلى معاناة في الجوانب الاجتماعية والعاطفية، فالعزلة ونقد الذات والآخرين، والشعور بالملل والضجر، والفرار من مواجهة المواقف في بعض الأحيان، وتدني التحصيل المدرسي؛ هي بعض الأمثلة للمشاكل والصعوبات التي قد يتعرض لها الطلبة الموهوبين.

لذلك؛ يجب تقديم خدمات «التوجيه والإرشاد النفسي والإشراف الاجتماعي والرعاية الصحية» (4) لهم عبر تدخل منهجي من قبل المعلمين والمرشدين من أجل وقاية وحماية هؤلاء الطلبة من المشاكل والمضاعفات التي تترتب على استمرارها.

الهوامش

1ـ محمد قطناني، وهشام مريزيق. مرجع سابق، ص:191.

2- سعيد العزة. مرجع سابق، ص:91.

3- فتحي جروان. مرجع سابق، ص:171.

4ـ عبد الحافظ سلامة، وسمير أبو مغلي. «الموهبة والتفوق»، عمان: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، ط1، 2002م، ص:105.

 

• 7 دروس للنجاح من أديسون أهمها ...
• تطلعات الشباب
• "التعلم الذكي" كتاب يقدم لك ...
• "سنبقى متحدين".. يجمع الكشافة العرب
• "مهاراتك الناعمة".. اكتشفها من هنا