الثلاثاء، 07 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

50 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

yy890 

د.مجدي إبراهيم: البيئة لها دور في تغليب العاطفة وتصويبها مسؤولية العلماء والإعلام

الإعلام أكبر تأثيرًا على عقل الطفل فإما أن يجعله عنيفًا دمويًا مندفعًا أو عاقلا متزنًا

ينبغي إعطاء الطفل مفاتيح أساسية لبناء شخصيته ونماذج قويمة يأخذ منها وعنها

عندما ترى منكرًا فكِّر أولا واستخدام الحكمة وابتعد عن العنف والانفعال والغضب

على الشباب التركيز في صنع نجاح لينعموا بالثبات الانفعالي

النقاش مع الطفل في جميع تساؤلاته من أبرز ما يؤدي إلى سلامة النفس والعقل

التعميم من أخطر آفاتنا وعلينا تنشئة جيل يفكِّر ويستنتج ويستنبط ويميز ويقرِّر

د.سامي السرساوي: أي عاطفة لا تنضبط بالشرع وبال.. والعلماء ميزان العاطفة والعقل

اعطني إعلامًا لمدة عام أغيِّر لك المجتمع بأسره كيفما تشاء

نحتاج إلى جهد العلماء وصدق النوايا ويجب على الشباب أن يقرؤوا تاريخهم بصدق

استخدم ضوابط تغيير المنكر ولا تندفع خلف العاطفة فإنها تُدمر أكثر مما تُصلح

عندما يستشعر الشاب عظمة الله في قلبه تنضبط أفكاره وعواطفه

ضبط ميزان العاطفة والتنشئة بتربية الأبناء على قيم الإسلام وتنقية ما يشاهدونه

نعاني قلة الثقافة والمعرفة وعدم الارتباط بالواقع.. وعودة الانضباط بإسناد الأمور لأهلها

القاهرة - عبدالله شريف، محمد عبدالعزيز:

تصوير: رمضان إبراهيم

بالتأكيد نحن لسنا آلات معدومة العاطفة، وفي الوقت ذاته ليس من المفترض أن نغيب عقولنا وننساق فقط - وباندفاع وطيش – وراء عواطفنا سواء في قراراتنا أو ردات أفعالنا، فنبل المقصد لا يعفي من خطايا الوسيلة، فليس بالمظاهرات المنفلتة يكون الانتصار لرسول الله ضد الإساءات المتكررة، وليس بالتدليل المفسد للأبناء تكون المحبة والرحمة، وما تغيير المنكر رهن الاندفاع والعاطفة فحسب، بل يجب أن يحتكم إلى ضوابط الشرع والعقل.. وهذا ما نناقشة من خلال هذه المناظرة بين عالمين كريمين، د.مجدي إبراهيم حسين، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، ود.سامي السرساوي، أستاذ الشريعة والقانون وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.

كثير من المسلمين تأتي ردود أفعالهم محتكمة إلى العاطفة وليس إلى العقل.. ويظهر هذا في مواقف كثيرة منها اندفاع كثيرون إلى ارتكاب تصرفات غير محسوبة إثر وقائع الرسوم المسيئة المتكررة.. ويحدث هذا أيضًا حتى في تصرفات الزوجين مع بعضهما.. فلماذا تحتكم معظم تصرفاتنا إلى العاطفة لا إلى العقل.. وكيف يمكن تصويب ذلك؟

* د.مجدي إبراهيم: التفكير بالعاطفة له أصل تاريخي؛ فالشعوب العربية، لاسيما التي تطل على البحر المتوسط، تشترك في هذه الصفة مع البلاد الأوربية التي تقع على الضفة الأخرى من البحر، ومن  دلائله الميل للصوت العالي والمزاج الحاد والتقلب السريع في المشاعر وصعوبة إخفاء رد الفعل الذي يكون دائمًا متسرعًا.

والبيئية لها انعكاس على تكوين الشخصية كما تقول مراجع الطب النفسي والأبحاث التي تدرس العوامل التي تساعد في تكوين الشخصية، فالأماكن الساحلية تجعل الإنسان أكثر ميلا إلى الحرية، ويكون مزاجه متقلبًا كموج البحر، بينما من ينشأ في بيئة صحراوية يتسم بالقسوة نوعًا ما، ويكون متحفظًا في مشاعره.

وتظهر هذه المشاعر عند حدوث موقف مثير أو أمر جلل، فتجد العقل الجمعي ينطلق، والكل يتصرف بمنطق ما تربى عليه وما طبعته البيئة في وجدانه، فمنهم من يميل للاندفاعية والعنف بدون قياس العواقب.. وتصويب ذلك يأتي من خلال تفعيل دور الإعلام وصناع القرار وعلماء الدين لتغيير الرأي العام وتوجيهه إلى المسار الصحيح.

** د.سامي السرساوي: القطاع الكبير من المسلمين يغيب عنه الوعي الديني الكامل وتغلب عليه العاطفة التي ينبغي أن تكون مرتبطة بالكتاب والسنة، فأي عاطفة لا تنضبط بالكتاب والسنة هي وبال على الشخص وعلى الأمة؛ فمن حق المسلم أن يغضب عندما يساء للنبي ، أو أي موضوع ينال ثوابت الإسلام لكن بدون الاندفاع لهوى عاطفته.

وعلى أهل العلم والفضل أن يحددوا طرق إحكام العقل وضبط العاطفة وسبل الرد على الاستفزازات ردًا عمليًا، وليس من خلال العنف والتخريب كما يتخيل البعض، إنما رد عملي عن كيفية التزام المسلم بأخلاقيات دينه ونبيه محمد ؛ ففي زمننا الحالي عشرات المظاهرات في كل اتجاه لكنها لا تغير شيئًا على أرض الواقع لأنها غير منضبطة ومقيدة بما يرضي الله وبما يرضي رسوله .

وعلى الإنسان المسلم أيضًا ألا يتصرف إلا بناء على فهم ووعي لواقع الدين، ولا أتحرك بعاطفتي كـ"الدابة التي قتلت صاحبها"، وأن يعلم المسلم أن أي فعل أو رد فعل بدون وعي أو انضباط لا ترد حقًا ولا يمنع ظلمًا وعدوانًا، إنما يكون له آثار سلبية أكبر، وعلى الإنسان قبل أن يتصرف في أمر عام مراجعة العلماء لضبط ميزان العاطفة والعقل.

دور محوري للإعلام

هل تلعب مؤسسات الأسرة والتعليم والدين والإعلام دورًا "سلبيًا" في هذا الاتجاه.. وكيف يمكن تصويبه؟

* د.مجدي إبراهيم: للأسف بعض المؤسسات تتصرف بمنطق العقل الجمعي وتخضع للرأي العام وتفتقر إلى إعلام الأزمة وإدارة الأزمة، فالعالم العربي حتى الآن لا يوجد فيه إدارة أزمة في الإعلام.

والأسرة والإعلام من أكبر وسائل الاتصال تأثيرًا على عقل الطفل، وأصبح في يدها الأساس لشخصيته، فتجعله عنيفًا دمويًا مندفعًا أو عاقلا متزنًا، فالطفل في السبع سنوات الأولى من عمره يبدأ تجميع الأفكار والعادات، من الأسرة ومن التلفزيون.

ومما نراه من عنف في التلفزيون ومظاهر الفساد يمكن أن نقول أنه يؤثر بالسلب على عقل الطفل العربي فهو لا يعرض إلا ما يثير الشباب ويدمر العقل.

** د.سامي السرساوي: أعطني إعلامًا لمدة عام أغير لك المجتمع بأسره، والتلفزيون والإذاعة والصحافة لهم قدرة هائلة على الحشد والتوجيه والإعلام يشكل ضمير الأمة ويوجهها؛ فعندما يعرض الإعلام ما يسيء للدين أو لرموزه أو يعرض الإساءات التي يخترعها الغرب أو شعاراتهم أو يعرض مثيرات للشباب أو أغاني وأفلام هابطة ضد الإسلام فيعتبر دوره سلبي يضر الأمة والدين، لكن عندما يعرض ما يصحح الأخطاء أو يزيل الشبهات أو يقدم ما يفيد الدنيا والدين فيجب تحيته.

بناء الشخصية

ينساق كثيرون وراء عواطفهم في تقليد ومحاكاة بعض الشخصيات المؤثرة مجتمعيًا سواء كانت شخصيات إيجابية أم سلبية فنجد البعض يقبلون على التدين الشكلي والبعض يقلدون المشاهير في كل ما يفعلونه دون احتكام إلى عقل أو فطرة سليمة.. فما الأسس التي ينبغي زرعها في نفوس أبنائنا وبناتنا ليكونوا قادرين على التحكم في عواطفهم والاستماع إلى صوت العقل؟

* د.مجدي إبراهيم: اتباع وتقليد الغرب والاقتداء بهم ومحاكاة طرق لبسهم وكلامهم شيء موجود وأساسي بين المراهقين، وتشير دراسات علم النفس الاجتماعي إلى أن الشهرة عنصر جذب مهم جدًا، والنجاح أيضًا عنصر جذب، فكلما حقق الشخص المشهور نجاحًا أكثر، زاد تعلق الناس به ومحاكاة تصرفاته وأفعاله، لذلك على المشاهير التصرف بحذر والالتزام في كلامهم وسلوكياتهم لأنهم قدوة.

ووضع علم النفس عدة أسباب للتقليد منها الحاجة للأمان بدون خوض تجارب جديدة، بالإضافة إلى الحاجة إلى قبول الآخرين، فلكي يقبلوني لابد أن أكون شبيهًا لهم.

ومن الأسباب أيضا الاعتقاد بأن الآخر يمتلك معرفة أوسع، ولديه إنجازات أكبر فأنا أطمح للوصول إليه.

وجزء كبير من شخصية الطفل تتكون في السبع سنوات الأولى، فينبغي في هذه الفترة، إعطاءه مفاتيح بناء الشخصية ونماذج يأخذ منها وعنها.

** د.سامي السرساوي: هذا يحتاج إلى تغيير الثقافة الكاملة لدى الأطفال لما قبل الحضانة، والإعلام مسؤول بدرجة كبيرة حيث أنه رسخ على مدار سنوات كبيرة أن النموذج للمسلم ليس هو الحبيب محمد ، وليس الصحابة الأطهار أو التابعين بل الممثل الفلاني والمصارع واللاعب والزعيم الغربي حتى أصبح ذلك النموذج الراسخ لدى أغلبهم.

الكثير من الشباب أصبح عندما تحدثهم عن مثل هذه الشخصيات يسمع منك، وعندما تحدثه عن الصحابة أو الدين يتجاهل، علمًا بأنه في الإسلام نماذج وثوابت سبقت الغرب بكثير، حيث أنهم يعتبرون تلاميذ علينا، لكن للأسف أنهم أخذوا منا ولم يستكينوا، ونحن ركنا ونمنا حتى أجدادنا نهدم ما قدموه لنا، ونحتاج إلى جهد العلماء وصدق النوايا، ولابد على الشباب أن يقرؤوا تاريخهم بصدق.

ضوابط التغيير

كيف ينبغي أن يكون تعامل الإنسان السوي عندما يرى أمرًا منكرًا؟

* د.مجدي إبراهيم: الإنسان السوي عليه التفكير أولا قبل التصرف، ولتغيير المنكر لابد من استخدام الحكمة والقول الحسن كما تذكر آيات القرآن الحكيم، وتبدأ بضرورة البعد عن الانفعال والغضب والعنف.

وطريقة الغضب مختلفة من شخص إلى آخر، وكل شخص لديه مؤثر مختلف، ومن مظاهر الغضب زيادة الأدرينالين، وتسارع ضربات القلب، وعبس الوجه والاقتراب من الشخص لمحاولة اتخاذ رد فعل يرضي النفس المثارة.

ومن طرق ضبط النفس الوضوء لأنه يطفئ نار الغضب، بالإضافة إلى تعديل وضع الجسم من القيام للجلوس أو العكس، لتغيير دورة الدم والمخ، والمشي والرياضة واستخدام السبحة والحديث مع النفس.

وينبغي عدم الخوض مع الجاهلين، فمن يجادل الجاهل سوف يخسر، لأنه يعتمد على الصوت العالي، بالإضافة إلى أنه لابد من عدم الحديث إلا بحجة وأدلة فشرط نجاح المناقشة والمناظرة التساوي في العلم والحجة.

وينبغي دراسة طرق الرد على الاستفزاز لأن الرد الغاضب سوف يؤدي إلى عواقب سيئة، وعندما يرى المسلم من يهاجم الدين أو من يعمل منكرًا عليه أن يتركه إذا كان لا يملك العلم أو لا يستطيع التعامل كما أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله.

** د.سامي السرساوي: الرسول رسم الطريق لذلك من خلال الآيات والأحاديث، وقد قال الله عز وجل "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"، وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).. رواه مسلم.

وقوله : "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابًا من عنده ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم"، والتغيير باليد ليس لكل الناس، وعندما نرى أمرًا مسيئًا لا بد أن تكون ردات أفعالنا منضبطة بميزان الشرع والعقل.

فمثلا الدول التي تصدر منها إساءات لديننا، يجب أن نعلم أن هذه الدول يؤلمها المادة، فهي أكبر سوق تجاري ولا يحتاج هذا التصرف لفتوى من عالم، ولكن رد على منكر، بطريقة لا تسيء للإسلام، يقول النبي : "ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" رواه البخاري.

والتغيير باليد لمن عنده آلياته، فالمسلم يستطيع التغيير في منزله أو أولاده لكن لا يستطيع أن يغير في بيت جيرانه لكني أملك النصيحة له، والحث على تجنب المنكر، وقال الله في سورة آل عمران: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ".. فينبغي عند تغيير المنكر بإحدى الطرق الثلاثة أن تكون بأسلوب حسن وقال الله جل وعلا في سورة النحل: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، وإذا علمت أن هذا الشخص الذي تريد تغييره عن المنكر رجل عصبي عنيف فينبغي أن تلتزم التغير بالقلب وترفض المنكر، أما الاندفاع خلف العاطفة فإنك تُدمر أكثر مما تُصلح.

نصائح للشباب

الشباب على وجه الخصوص سريعو التقلب المزاجي.. فبسرعة يحبون.. وبنفس السرعة يكرهون.. فما النصائح التي يمكن أن تقدمها لهم في هذا الخصوص؟

* د.مجدي إبراهيم: انتشار الأفلام الرومانسية والأغاني العاطفية والكلمات المبتذلة أثر على تحكم الشباب في عواطفهم ومزاجاتهم، وتقلب المزاج والاندفاعية موجود بنسبة كبيرة في فترة الشباب، لكن وجود هدف واضح لهم مع بعض النجاحات يجعلهم يفكرون بنضوج أكثر.

التركيز في صنع نجاح هو الشيء الذي ينبغي أن يسعى له الشاب، فمدارس علم النفس تشير أن الطفل الذي يتربى على التنظيم والترتيب وضبط النفس يمر بمرحلة الشباب في هدوء وعدم تخبط.

** د.سامي السرساوي: قال رسول الله : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه".. في هذا الحديث، تحدث رسول الله عن الشباب ووعدهم بظل الرحمن إذا عاشوا في طاعة الله، فهي التي تنجي من الزنا وشرب المحرمات، والكذب والغش والنصب، فعندما يستشعر الشاب عظمة الله في قلبه تنضبط أفكاره وعواطفه.

وينبغي عند تربيتهم تثقيفهم وتغذيتهم دينيًا وإمدادهم بالعلم الشرعي، والعمل على إبعاد رفاق السوء عنهم، وتحفيظهم القرآن الذي يعتبر من أبرز أسباب ضبط الروح والنفس وإحكام تصرفاتها.

بين العاطفة وحسن التنشئة

تربويًا.. ينساق بعض الآباء في تدليل أبنائهم بلا حدود تحت سقف عاطفة الأبوة أو الأمومة متجاهلين ما قد يكون لذلك التدليل الزائد من آثار سلبية.. فما الطريقة السليمة للمزج بين العاطفة وحسن التنشئة؟

* د.مجدي إبراهيم: أكدت مدارس علم النفس الحديثة ضرورة رصد تطور السلوك عند الأطفال والاختلاف المراحل العمرية كل سبع سنوات.. والعاطفة التي وضعها الله في قلب الأم والأب لا يمكن منعها، لكن هناك ضوابط لها، فينبغي أن يكون مع الحب والتدليل حزم وحسم بطريقة تبتعد عن العنف.

وينبغي حال التربية الحذر من عدم الوفاء بالوعد والعنف والانشغال والسب والضرب وعدم الالتزام بتعاليم الشرع.

ولابد من خلق نماذج في خيال الطفل عن مدى أهمية الإيثار والبعد عن الأنانية، وافتعال مواقف تعليمية للطفل للسيطرة على النفس وكيفية القيادة، وعدم التحكم في اختبارات ملابسه وأكله.

والنقاش مع الطفل في جميع تساؤلاته من أبرز ما يؤدي إلى سلامة النفس والعقل، لأن هذه الإجابات هي التي تشكل تفكيره القادم، ومن المهم وضع الإجابات التي تجعل منه طفلا مسئولا غير مدلل.

** د.سامي السرساوي: وصانا الله بحفظ أمانة الأسرة والأبناء في نداء قال فيه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ"، فتربية الأبناء ينبغي أن تكون على الدين الذي أساسه الرحمة والعاطفة، ففي عهد صحابة رسول الله كان من هم دون العشرين يقودون جيوشًا نتيجة التربية على الإسلام الصحيح، كما حدث في شهر صفر سنة 11هـ عندما جهز النبي ، جيشًا ضم كبار الصحابة رضوان الله عليهم، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد رضي الله عنه، وكان عمره حينها يقارب 18 عامًا، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين.

فمن هنا، ينبغي ضبط ميزان العاطفة والتنشئة لدى الأطفال بتربيتهم على نصرة الحق والمظلوم وحب الناس والبعد عن الأنانية، وقول الصدق، وإطعام الطعام، وقص عليهم سيرة النبي والصحابة الكرام، وضبط ما يشاهدونه على التلفزيون.

ميزان التقييم

على المستوى العام اعتاد كثيرون أن يطلقوا أحكامًا عامة بصفة إجمالية.. فمثلا يقول البعض هذا النظام فاشل، أو الغرب يضطهد المسلمين، أو التعليم الديني سبب انتشار التطرف.. فكيف يمكن ضبط ميزان التقييم ليكون منصفًا ولا يطلق أحكامًا لا تحتكم إلى العقل.

* د.مجدي إبراهيم: يعتبر التعميم أخطر آفة وعيب من عيوب التفكير وللأسف التعميم ناتج عن أسلوب التعليم الذي يعتمد على التلقين والحفظ بجانب أسلوب التربية الذي يعتمد على عدم المناقشة والجدل.

وكلما نشأ الشخص في جو ديمقراطي وتعليم جيد كان قدرته على الاستنتاج والاستنباط أقوى وتزداد قدرته على التمييز وإطلاق الحكم الصائب على الأشياء.

وعقل الإنسان عندما يرى شخصًا آخر أو فكرة جديدة يبدأ في فحصها، فإذا اتفقت مع ما تربى عليه من عادات وتقاليد وتنشئة فإنه يصنفها لديه في مراتب ودرجات، وربما يطلق عليها حكمًا بالرفض أو القبول، لذلك من المفترض أن يكون هناك تربية سليمة على كيفية التعبير وتقدير الأشياء.

ويلعب الخوف والوسواس القهري وغيرها من أمراض النفس دورًا في إطلاق الأحكام، فبعض الذين نشأوا على الخوف من الغير ومن التجديد والابتكار يرفضون أي آخر، فضلا عن إطلاق أحكام غير دقيقة قبل التجربة وقبل الحصول على معلومات كاملة.

**د.سامي السرساوي: إذا أسند الأمر لكل متخصص انضبطت الحياة، ولكن تنطلق الفتاوى ممن هو غير أهل لذلك، وينبغي ألا  يتكلم أي شخص أو يطلق الأحكام جزافا، إلا إذا كان لديه علم في هذا الاتجاه، وجاء في الحديث الشريف أن رجلا سأل رسول الله عن موعد قيام الساعة فقال له رسول الله : "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" رواه البخاري.

ومن أبرز الأسباب التي أدت إلى إطلاق الأحكام غير الصحيحة قلة الثقافة والمعرفة، وعدم الارتباط بأرض الواقع.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال