الأحد، 28 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

212 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

122524552252

الوعي الشبابي :

ما إن يقترب هلال رمضان حتى تتزين الشوارع المصرية وتتلون بأبهج الألوان، تعلق الرايات التي يتفنن الصبية في صناعتها وتزيينها بالمصابيح الكهربائية، كما تضاء شرفات المنازل بالفوانيس.. وما ذلك إلا انعكاس للضوء والشفافية التي تغمر القلوب، التي تتخلى في هذا الشهر الفضيل عن كل شائبة وعصبية، ولا يبقى فيها غير التسامح والنقاء والتكافل.. «الوعي الإسلامي» تعيش معكم أجواء شهر الخير والقرآن، فإلى التفاصيل. 

يحرص المصريون على الاستعداد الإيماني لشهر رمضان منذ منتصف شهر شعبان، حيث تبدأ المساجد في استقبال مصلين قلما توافدوا في غير رمضان، وما إن يقترب رمضان حتى تُعلن حالة من الاستنفار الإيماني، فيبدأ الحرص على الصلاة، ويسارع كثيرون بشراء المصاحف لتلاوة القرآن، وتشهد المساجد قبل أيام من رمضان الازدحام بآلاف المصلين غير التقليديين، كما تحرص الفتيات والنساء على الالتزام بتغطية الرأس وربما ارتداء حجاب كاملًا رغم أنهن غير محجبات بقية العام.

جو روحاني

وارتبط شهر القرآن بعديد من مظاهر الخير والتسامح، كقوافل الدعوة التي تجوب القرى لتفقيه الناس في أمور دينهم، فضلًا عن الخيام الدعوية التي تعدُّها وزارة الأوقاف والأزهر، كما انتشرت منذ سنوات ظاهرة الخيام الرمضانية التي تستقبل العائلات بعد صلاة القيام، حيث السهر في جو روحاني من التواشيح الدينية أو البرامج الثقافية التي تنظمها جمعيات وأندية ومكتبات عامة وكذلك المساجد، حيث يلتقي في هذه الاحتفالات رجال الدين والفكر في حوار رمضاني تمتزج فيه القضايا الدينية بالقضايا الاجتماعية والفكرية وغيرها.

وإذا كان التذبذب بين الطاعة في رمضان والتكاسل فيما سواه أمرًا مرفوضًا، وإذا كان هذا السلوك في العلاقة مع الخالق يشوبه الخطأ كما يقول د. صبري عبدالرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فإنه يحمل في طياته مخافة من الله، وإدراكًا بأنه وحده القادر على محو الذنوب، وأنه ليس أهون ناظر إليهم، بل هو أرحم ناظر ومطلع على حالهم، وأنهم يقرون بأن الله قد يجعل في هذا الشهر خير عاقبة لحالهم، وصلاحًا لأمرهم.

صلة وتواصل

ولأن شهر رمضان يمثل أهم مناسبة دينية في مصر، ويعتبرونه شهر اللقاء مع خالقهم، تقول سحر إبراهيم ربة منزل: أحرص وزوجي وأولادي على الإكثار من العبادة والطاعات خلال هذا الشهر حتى نصل إلى قمة التقرب من الله في العشر الأواخر، كما نحرص على ختم القرآن أكثر من مرة.. إلى جانب صلة الرحم وزيارة الأقارب والتواصل مع المسلمين خلال هذا الشهر الكريم، وذلك إدراك منا بتقصيرنا خلال بقية العام لمشاغل الحياة المتعددة التي تضطرنا أحيانًا لتجاوز هذه السلوكيات الحميدة، وأمل منا في نيل المغفرة من خالقنا في شهر المغفرة والرحمة.

وتشير إلى أن صلاة التراويح من أهم الشعائر الدينية التي تحرص الأسرة المصرية على أدائها في المساجد التي تمتلئ على آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة، وتخرج النساء إلى المساجد مشمرات عن سواعد الجد في الطاعة كما الرجال.

تكافل

بدوره يؤكد حسين محمد صاحب مكتبة لبيع الكتب الدينية أن المصريين على الرغم من اهتمام معظمهم بالمظاهر الاجتماعية طوال العام فإنهم يحرصون في رمضان على الجانب الروحي، حيث يكثر الإقبال على شراء المصاحف لإهدائها أو التصدق بها ووضعها في المساجد، لافتا إلى مظهر آخر يدل على التسامح ونبذ التعصب متمثلًا في موائد الرحمن التي تعتبر من أكثر المظاهر التي يتميز بها الشارع المصري طوال شهر رمضان، والتي لا تفرِّق بين مسلم ومسيحي في تناول الطعام لحظة انطلاق مدفع الإفطار، ولا تفرق بين فئة وأخرى، فالجميع لحظة الإفطار كأسنان المشط، لا تكاد ترى فرقًا بينهم، الجميع يعيشون جوًّا من التكافل الاجتماعي الذي يغيب في كثير من شهور العام، وفي هذا الصدد اعتبرت الداعية الإسلامية آمنة نصير أن شهر رمضان فرصة للتكافل الاجتماعي، وأن موائد الرحمن صورة من صور هذا التكافل وانتشارها تعبير واقعي عنه.

انبذوا الغضب والعصبية

وتؤيدها في ذلك الداعية د.عبلة الكحلاوي التي أكدت أن رمضان فرصة ثمينة لكي يتواصل المسلم مع أخيه المسلم ويعاود أهله، ووجهت حديثها لمن له خصام مع أي إنسان آخر قائلة: عليك المبادرة بالسلام لتصفية الخلاف، اغتنم الشهر الكريم في الطاعة ونشر التسامح والمحبة بين الناس جميعًا مسلمين وغير مسلمين، ولا تجعل شيطان النفس يحوله إلى شهر للشحناء والخصام والعصبية.

وتحدثت عن نفسها في رمضان قائلة: على الرغم من تزايد أعبائي ونشاطي في رمضان أحاول بقدر الإمكان التواصل مع أهلي وجيراني ومعارفي، لكن إذا لم أتمكن من ذلك في بعض الأيام فإنني أستعيض عن ذلك بلقاء الأحباب من خلال الأجهزة الإعلامية، لاسيما أنني أؤمن بأن دوري كداعية واجب مقدس ورسالة لابد من أن أقوم بها، ودائمًا هناك تواصل مباشر بيني وبين الناس، وأحيانًا من خلال حوار عادي تتولد أسئلة للبعض وأرد عليها.. فليس بيني وبين الناس حواجز، فكل من يسألني في أي مكان أجيبه مادام الأمر متاحًا، حتى إن البعض يتصل بي في منزلي ولا أتردد في الإجابة عن تساؤلاته.

وتطرقت د.عبلة إلى أبرز المشكلات التي تواجه الزوجين في «سنة أولى رمضان بعد الزواج»، وأول المشاكل التي تقع فيها الزوجة هي افتقادها لعائلتها الكبيرة ولأهلها، وبالتالي قيامها بأعباء البيت وحدها وشعورها أن المسئولية أصبحت كلها على عاتقها، ولا أحد يساعدها مثلما كانت عند الأهل، وأنها تتوقع مساعدة الزوج لها في الأعباء المنزلية في هذا الشهر، لكنه في كل الحالات لا يفعل شيئاً قبل الزواج وبعده، وبالتالي تشعر بالغضب والعصبية، وبعمق الأعباء المنزلية، وعندما لا يفهم الزوج سبب هذه العصبية ولا يتفهمها نستطيع القول إن رمضان الأول كان التغيير به سلبيًّا وليس إيجابيًّا، ولحل هذه المشكلة على الزوجة أن تنظم وقتها، وتعطي قدرًا من الوقت للاهتمام بنفسها وشكلها ومظهرها، ولهذا نتيجة إيجابية جدًّا على نفسيتها، ولابد أن تشعر نفسها بجمال المسؤولية الملقاة على عاتقها، ولا تأخذها بمأخذها السلبي، مؤكدة ضرورة أن نغسل قلوبنا من أي مشاعر غير ودية، وأن نخصص وقتًا مناسبًا لصلة الرحم وزيارة الأهل والأصدقاء.

ظروف معيشية

من جانبه يشير د.أشرف شلبي أستاذ علم النفس إلى أن شهر رمضان فرصة لإزالة غبار الخلاف والشقاق وهموم الحياة ومتاعبها بين الناس عامة وبين الزوجين خاصة، ولكي يتحقق ذلك لابد من بعض الأمور التي ينبغي أن يراعيها الزوجان في هذا الشهر الكريم، فمع حلوله يتغير نمط الحياة المعتاد، ويحدث انقلاب في مواعيد النوم والطعام والعمل، وقد تتغير تبعًا لذلك شخصية المرء وطباعه، مما يفرض على الزوجين التكيف مع الوضع الجديد وترويض الطباع والعادات والتعاون لتوفير الوقت والراحة النفسية للطرف الآخر حتى يؤدي عبادته دون أي منغصات أو مكدرات.

ومن الأمور التي لها أعظم الأثر في زيادة المودة والمحبة بين الزوجين أن يجتمعا على طاعة الله وعبادته، حيث ترفرف ظلال العبادة وبركات الطاعة من خلال صلاة التراويح والقيام والتهجد وقراءة القرآن وعمارة البيت بذكر الله، أيضًا رمضان فرصة مهمة لتقوية الروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية مع أهل الزوج والزوجة ومع الجيران من خلال الزيارات والاتصالات والدعوة إلى الإفطار مع الأسرة.

وفي رمضان كذلك تجتمع العائلة كلها على الإفطار، مما يجعل أمام الزوجين فرص استثمار هذا اللقاء في تقوية العلاقة بينهما وبين أبنائهما، من خلال الحوار وتبادل الحديث ومناقشة المشاكل وحلها.

أيضًا من الأمور التي ينبغي أن تراعيها الزوجة ضبط ميزانية شهر رمضان ومراعاة إمكانات الزوج وظروفه المادية، وينبغي على الزوج أن يساعد زوجته في القيام بشؤون البيت والعناية بالأطفال، ولا يلحق بالرجل بذلك أدنى عيب، بل هو من محاسن الأخلاق وشيم الرجال، فقد قال أفضل الخلق ص: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال