الأحد، 05 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

393 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الكويت – عثمان إسماعيل حسين - باحث وكاتب:

إن ما تعيشه مدينة القدس الطيبة المباركة أرضا وبشرا من محن وخطوب قاسية على امتداد عشرات السنين وحتى تلك اللحظة؛ لهو أكبر دليل على أنها ضحية تلك الشرذمة ذات التاريخ الأسود التي لا هم لها إلا الحقد والضغينة لكل الشعوب والأمم.

وما يحدث للقدس من انتهاك العرض والأرض وآدمية البشر ما هو إلا نتيجة سياسة اليهود الدموية وأساليبهم الملتوية ومؤامراتهم الدنيئة وادعاءاتهم الكاذبة والمزيفة والتي تأنف صفحات التاريخ من مجرد سماعها لا الكتابة عنها، ونسي هؤلاء بل تناسوا أن التاريخ يقف لهم بالمرصاد، يفند أكاذيبهم ويتصدى لادعاءاتهم الباطلة ويأبى أن تفتح لهم صفحاته زورا وبهتانا، فالتاريخ لا ينسى ما فعله هؤلاء على مر السنين منذ احتلالهم الغاصب والقبيح لمدينة القدس وصفحاتهم الملوثة بالدماء وسفك الأرواح بدءا بمذبحة دير ياسين 1948م ومرورا بمذبحة ناصر الدين، وكفر قاسم، وصبرا وشاتيلا، ومذبحة الأقصى، والحرم الإبراهيمي، ومذبحة قانا، ومذبحة المسجد الأقصى 2000م، حيث راح ضحية تلك المذابح آلاف الشهداء الأبرياء وهم عُزل لا حول لهم ولا قوة. ولا يملكون إلا حناجرهم وحجارتهم، ورغم ذلك لم تفلح صرخاتهم واستغاثاتهم مع تلك الشرذمة التي لا ترحم بشرا ولا أرضا، بل راحت تعيث في مقدسات مدينة الأنبياء فسادا وإفسادا.

إنها مدينة القدس التي وهبها الله تعالى البركة والقداسة والطهارة.. فهي مجتلى عين موسى، ومهوى قلب عيسى، ومسرى ومعراج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فعلى أرضها صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماما، ومنها عرج به إلى السماوات العلا حيث كانت رحلة الإسراء والمعراج وتشرف بلقاء الأنبياء برفقة جبريل عليه السلام.

وفيها فرضت الصلاة على أمة الإسلام عبادة وطهارة وتقربا الى رب العالمين قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الإسراء:1) فكانت القدس ولا تزال جوهرة المدائن ودرتها وزينتها وحليتها على مر التاريخ.

والقدس «عربية خالصة» دما ولحما مهما حاول هؤلاء المزيفون ومن يساندونهم سواء كانت قوى عالمية أو قوى خفية.. فهم لا يستطيعون طمس حقائق التاريخ الذي تخبرنا صفحاته الصادقة بأن تلك المدينة أنشأها العرب الكنعانيون قبل ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف عام قبل الميلاد حسب ما تؤكده الدراسات التاريخية والأثرية، وأن العرب الكنعانيين أتوا إلى مدينة القدس على هجرتين وأقاموا بها حضارة وحياة وتفرع عنهم بطون عدة فكان منهم الآراميون والفينيقيون واليبوسيون والعموريون مما أدى إلى ترسيخ الأصول العربية وغلبة الطابع العربي حياة ووجدانا وعادات وتقاليد، فالدلائل التاريخية تؤكد أن أهل فلسطين كانوا ينتمون إلى الجنس العربي، وأن اللغة العربية كانت لغتهم التي أخذوها عن بني كنعان الذين كانوا يتحدثون بها مما زاد من عراقة وأصالة عربيتهم وصقلها بطابع الوجدان العربي الخالص.

ثم جاء الفتح الإسلامي للقدس (16هـ - 637م) حيث نجح جيش المسلمين تحت إمرة أبي عبيدة بن الجراح في حصاره للقدس، وكان من نتائج هذا الحصار استسلام البطريرك صفرنيوس شريطة أن يعطي مفاتيح المدينة لخليفة المسلمين. وبالفعل ذهب الخليفة الفاروق رضي الله عنه إلى القدس وقابل البطريرك صفرنيوس على جبل الزيتون وتسلم مفاتيح مدينة القدس.. وكانت العهدة العمرية المشهورة حيث أعطى الفاروق رضي الله عنه أهل إيلياء (القدس) أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، فلا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم. وورد في هذا العهد نص في غاية الأهمية وهو ألا يسكن بإيلياء أحد من اليهود. ومعنى هذا أن اليهود غرباء عنها ولتؤكد حقيقة أن القدس إسلامية.

وتؤكد الوثائق التاريخية أنه لما حانت صلاة الظهر عندما زار الخليفة الفاروق كنيسة القيامة أشار عليه صفرنيوس ومن معه أن يؤدي خليفة المسلمين الصلاة داخل الكنيسة، لكن عمر رضي الله عنه رفض ذلك حتى لا يتخذها المسلمون مسجدا من بعده. وبذلك يضرب الفاروق رضي الله عنه المثل والقدوة في الوسطية الدينية ديانة وعبادة وحياة. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت القدس مدينة إسلامية واكتسبت روح الطابع الإسلامي، وأصبح العنصر الإسلامي على مر السنين هو العنصر الغالب والأكثر بكل ما يحمله من طابع حضاري وديني.

وإذا كانت مكة المكرمة كرمها الله تعالى وشرفها ببيته الحرام والمدينة المنورة شرفت برسول الله صلى الله عليه وسلم فمدينة القدس الطاهرة شرفت بالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال ومنه عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم في أشرف رحلة في تاريخ الوجود رحلة الإسراء والمعراج.

والمسجد الأقصى له جلاله وعظمته ومكانته في وجدان المسلمين، وليس أدل على ذلك مما ورد من أحاديث شريفة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» (رواه البخاري ومسلم).

إنه الشرف والتشريف الرباني الذي نالته تلك الأرض الطاهرة والمدينة المقدسة.. إن إثبات أن القدس عربية إسلامية لا يحتاج إلى دليل، وكيف نأتي بالدليل والقرآن الكريم يؤكد والحديث الشريف يوضح وصفحات التاريخ تشهد وتعترف أن عروبته وعراقته تسرى في دمائه وجلاله وعظمته وروحه الطاهرة وقداسته تشهد بسماء إسرائه ومعراجه؟

لكن الأهم أن مدينة القدس وما آلت إليه الآن أرضا وبشرا وحياة تحتاج إلى أن يعيد المسلمون حساباتهم تجاه ما يفعله اليهود على أرض الرسالات أرض الأقصى، أرض الإسراء والمعراج أرض القبلة الأولى للمسلمين، أرض الديانات والأنبياء، وأن تكون صرخاتهم أفعالا لا أقوالا ولا تكون شجبا واستنكارا، أن تتيقظ الهمم من سباتها وغفلتها إحياء لفكرة الجهاد التي رسخها صلاح الدين الأيوبي وآمنت بها قلوب المؤمنين حقا، فطردوا بها الصليبيين شر طردة وانتصروا عليهم وكان تحرير الأقصى.

إن صرخات أهل القدس وانتهاك أعراضهم مسؤولية كل مسلم على ظهر البسيطة، وإن ما يفعله أولئك الشراذم ما هو في حقيقة الأمر إلا لضعف المسلمين وتفرقهم واختلاف آرائهم.

فالدماء التي تسيل كل يوم، كل لحظة، والنساء اللاتي تهتك أعراضهن والأطفال الذين يعلو صراخهم البريء الموجع .. كلها تنادي المسلمين؛ أن يشحذوا الهمم ويضعوا تلك المدينة التي اصطفاها الله نصب أعينهم وأن تتوحد الكلمة إرضاء لله وإنقاذا لإخواننا الذين لا حول لهم ولا قوة.

  

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال