السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

76 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الكويت – احمد عبدالمنعم عيد:

القرآن الكريم كتاب الله تعالى أنزله على رسوله ﷺ ناسخا لكل ما سبق من الكتب ومهيمنا عليها، وجعله الله تعالى هاديا ومرشدا للبشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،

ففي كل باب ترتجي فيه البشرية الهداية يكون القرآن وحده هو الذي يهدي إلى التي هي أقوم {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء:9).

وجعل الله تعالى ذكر الأمة وشرفها في هذا القرآن إن حافظت عليه ودافعت عنه وأقامته في واقعها قال تعالى: {اسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} (الزخرف:43-44).

ووصف الله تعالى القرآن بالروح فهو حياة قلوب المؤمنين: { وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} (الشورى:52-53).

ووصف الله تعالى الناس قبله بالموات وأهله بأنهم لا يستوون مع غيرهم قال تعالى: {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:122).

وهو سلاح المؤمنين الماضي على أعدائهم الموجع لهم، والذي أمر الله رسوله أن يجاهد الكافرين به، فهو أمضى من أي سلاح، قال عز من قائل: {وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} (الفرقان:52).

وأعداء المسلمين يعلمون علم اليقين أن القرآن الكريم هو سلاح المسلمين الماضي، وأنه أقوى من أي قوة تزيت الباطل، واستساغت الكفر ورضيته منهجا وطريقا، ويفهمون تمام الفهم معنى {وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}، وأن الأمة متى تمسكت بهذا الكتاب فستكون لها الغلبة، فكان همهم الأول محاولة تشويه القرآن الكريم والطعن فيه كما قال المبشر تاكلي: «يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد الإسلام نفسه، حتى نقضي عليه تماما، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديدا، وأن الجديد فيه ليس صحيحا»(١)، وفي الجزائر كانت تعمل فرنسا على مسح هوية الجزائريين، واستخدموا كل الوسائل على رأسها المذابح، وكان الحاكم الفرنسي في الجزائر يقول بمناسبة مرور مئة عام على احتلالها: «يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم... ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم»(٢).

لكن الحاكم هذا خاب سعيه فقد علم أنه مهما فعل فلن يستطيع تغيير هوية أمة اعتصمت بكتاب الله، فقد قامت فرنسا بتجربة عملية قامت فيها بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماما.

وبعد أحد عشر عاما من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون... ولما ابتدأت الحفلة، فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري.

فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مئة وثمانية وعشرين عاما؟!(٣).

أجاب لاكوست، وزير المستعمرات الفرنسى: «وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!»(٤).

القرآن أقوى من فرنسا، هذه هي الحقيقة التي يعترف بها كل من عادى الإسلام أن القرآن هو سر قوة المسلمين، وهو المحرك لهم، وما دام المسلمون متمسكين به فلن نستطيع أن نفرض الحضارة الغربية، بل لن تكون الحضارة الغربية نفسها في أمان في ظل وجود القرآن، وهذا التفكير ليس بتفكير العوام لنقلل من شأنه، بل تفكير الرؤوس فيهم وأصحاب القرار والأمر والنهي منهم مثل جلادستون رئيس وزراء بريطانيا لمدة 12عاما من (1868م، إلى عام 1894م)، فقد كان يحذر من القرآن وتأثيره فيقول: «ما دام هذا القرآن موجودا، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان»(٥).

وقد واجه القرآن الكريم منذ نزوله على رسول الله ﷺ الكثير من حملات التشويه، والعديد من محاولات صد الناس عنه، وباءت كلها بالفشل، وخابت مساعي أوغاد البشر، وبقي القرآن هو القرآن، يزداد تجذرا في قلوب المسلمين كلما ازدادوا في محاربته، بل إن من أجمل ما قيل في القرآن الكريم في بداية نزوله ما جاء على لسان صنديد من صناديد الكفر أراد أن يساوم رسول الله ﷺ على دينه فلما استمع لرسول الله ﷺ وهو يقرأ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} (النحل:90)، قال: أعد. فأعاد ﷺ. فقال: والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر. ثم قال لقومه: والله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو ولا يعلى(٦).

وفي كل عصر من العصور يخرج من يطعن في القرآن ويقول فيه ما يمليه عليه هواه المريض، ويزينه عقله الضحل، ظنا منه أنه يستطيع أن يقضي عليه، وبالتالي يقضي على الإسلام، لكن الله تعالى في كل مرة يستنطقهم بالحق، ويستخرج منهم أعظم الأوصاف في القرآن الكريم والتي تصبح حجة عليهم وعلى أتباعهم، فهذا شبلي شميل (1850-1917م) كبير الملاحدة في عصره، والذي كان حربا على الدين، رآه أحد تلامذته يقرأ الفرآن فتعجب منه وعاب عليه فقال عدة أبيات من أجمل ما قيل في القرآن:

دع من محمد في سدى قرآنه

ما قد نحاه للحمة الغايات

إني وإن أك قد كفرت بدينه

هل أكفرن بمحكم الآيات

ومواعظ لو أنهم عملوا بها

ما قيدوا العمران بالعادات

نعم المدير والحكيم وإنه

رب الفصاحة مصطفى الكلمات

من دونه الأبطال في كل الورى

من سابق أو لاحق أو آت(٧)

وفي هذا العصر قد شاهدنا الكثير من المحاولات التي يرى من ظاهرها أنها إهانة للقرآن الكريم ويفسح لها المجال ويعطى أصحابها التصاريح الرسمية التي تبيح لهم فعل ما يشاؤون بالقرآن كحرقه أو تمزيقه، وهذه المحاولات تهدف في حقيقتها إلى قياس مدى تعلق المسلمين بكتابهم، هل فتر حبهم له؟ هل ضعف تمسكهم به؟ هل قلت غيرتهم عليه؟ ومن خلال ردود الأفعال من المسلمين يستطيعون وضع البرامج وتطويرها لقطع صلة المسلمين بكتابهم شيئا فشيئا، لكن بفضل الله تعالى في كل مرة يرون أن الأمة ما زالت متمسكة بالقرآن الكريم متعلقة به غيورة عليه، لا يتأخر الواحد من أفراد هذه الأمة عن فداء القرآن بماله ونفسه.

والمحاولة الأخيرة التي قام بها أحد المجرمين في السويد واجه من سمحوا بذلك حملة من الغضب اضطرتهم بعد الدفاع عن الفاعل بدعوى حرية التعبير إلى الاعتذار للمسلمين وتبرؤهم من الفاعل.

وكانت الكويت في كل مرة صاحبة اليد البيضاء والموقف المشرف دفاعا عن القرآن الكريم، فردة الفعل في الكويت لا تقتصر على عموم الناس وإنما يمتد الموقف إلى المسؤولين في الحكومة أو في مجلس الأمة الذي دعا أعضاؤه إلى اتخاذ إجراءات تتعدى الشجب والتنديد، وإلى دعوة منظمة المؤتمر الإسلامي لاتخاذ موقف موحد تجاه الإساءة إلى مقدساتنا وعلى رأسها القرآن الكريم ورسولنا محمد ﷺ وإلى التعامل مع الغرب بالمنطق الذي يفهمونه، كما طالبوا بسن قانون يجرم الإساءة إلى المقدسات الإسلامية ومعاقبة من يفعل ذلك كما يجرم من ينكر الهلوكوست.

وهذه الفزعة التي قامت بها الحكومة ووزارة الخارجية الكويتية دفاعا عن القرآن الكريم ومعهم مجلس الأمة بكل أعضائه ترسل رسالة للعالم أن للإسلام أهلا يدافعون عنه، وأن أمة القرآن ما زالت متعلقة به، تغضب لأجله غضبة تقوم لها الدنيا، ويتناسى معها المسلمون كل الحسابات السياسية، ولا ننسى الشعب الكويتي الذي يؤكد مع كل موقف مدى ارتباطه بهويته والتصاقه بدينه وحبه للقرآن الكريم، وهذا أمر ليس بغريب على دولة أولت القرآن رعايتها، وجعلته من أولوياتها من خلال إنشاء دور القرآن الكريم المجانية في كل المناطق وحلقات القرآن المجانية التي توجد في المساجد تسهيلا وتيسيرا على كل من أراد حفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى المراكز المتخصصة في القراءات والسند كالأترجة وابن الجزري.

فموقف الكويت، حكومة وشعبا، ليس مستغربا فهو موقف بلد عاش بالقرآن، وبذل الجهد والمال لخدمته ورعاية أهله وتكريمهم.

أدام الله تعالى علينا نعمة الإسلام والقرآن، ورد الله كيد الكائدين في نحورهم، وحفظ الله تعالى الكويت، أميرا وحكومة وشعبا، وأدام الله عليها نعمة خدمة الدين والقرآن والدفاع عنه وأكرمها الله كما أكرمت أهله.

الهوامش

١ - التبشير والاستعمار: ص40.

٢ -المنار، العدد 9-11-1962.

٣ - مدة الاستعمار الفرنسي للجزائر بلغت 132 سنة من 5 يوليو 1830م: 5 يوليو 1962م.

٤ - قادة الغرب يقولون، ص:51، نقلا عن جريدة الأيام، العدد 7780.

٥ - الإسلام على مفترق الطرق: ص:39.

٦ - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، 2/243.

٧ - المعجزة والإعجاز، د. سعد الدين سيد صالح.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال