الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

36 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

mostak balll

القاهرة – الطيب حسين:

يرسخ "الوعي" أقدام الشباب على المستقبل، فيجعل لهم اليد العليا في نهضة أمتهم، لا سيما في عصر السماوات المفتوحة، والغزو الفكري، وسيل الأفكار المناهضة للمعتقدات والقيم.. وتحفل الأمة الإسلامية، بتاريخ واسع من إسهامات الشباب، وأدوارهم في إقامة حضارة مترامية الأطراف، شع نورها في أرجاء الدنيا.

ومن هذا المنطلق، كانت لنا هذه الإطلالة على آراء كوكبة من العلماء والمتخصصين، ورؤيتهم لهذه الأهمية، وكيفية الانطلاق منها لبناء أجيال قوية، تقود الأمة للحضارة والنهضة والتقدم.

منحة لا محنة

«منحة لا محنة، وفضل من الله به علي، وأرجوه أن يكون سببا في رفع منزلتي عنده».. بهذه الكلمات بدأ أحمد محروس، الطالب في الفرقة الثالثة، بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، حديثه عن حياته، حيث ولد كفيفا، قبل أن يكتشف بعد سنوات إصابته بمرض منعه من الحركة إلا لأمتار، وبحرص وحذر شديدين.

أحمد ابن قرية منيل السلطان، في مركز أطفيح بمحافظة الجيزة، أنموذج للشاب الإيجابي والفاعل في مجتمعه، فضلا عن تمتعه بإرادة وعزيمة قويتين، تدفعانه دائما إلى الاستمرار في السعي نحو تحقيق أهدافه، التي يرى أن كل إنسان يجب أن يكون له أهداف يسعى لتحقيقها، لأن الله لم يخلق البشر عبثا.

نموذج مضيئ

يقول أحمد: «ولدت كفيفا، لم يكن أبواي يعلمان بإصابتي، مرت الأيام وبإجراء بعض الفحوصات الطبية، اكتشفا الأمر، حاولا علاجي، وسعيا في كل طريق وطرقا كل باب، لكن تعذر العلاج، فرضيا بقضاء الله وقدره، وسلما الأمر إليه».

تابع: مرت سنوات الطفولة، وحان موعد التحاقي بالدراسة النظامية، وهنا واجه أسرتي سؤال، أي التعليمين أصلح لحالتي؟ الأزهري أم التعليم العام؟ وبعد بحث وتناصح، اهتديا إلى إلحاقي بالأزهر، وهذا كان من توفيق الله، ونعمه الغامرة علي».

ويتابع: «كانت البدايات صعبة، ففضلا عن الزحام في الفصول الدراسية، كانت إصابتي في بصري تثير اهتمام الأطفال، ولأن جميعنا أطفال، كنت أواجه بعض عبارات التنمر، ولم يكن حينها لدي معرفة بالمعاني الجليلة المنطوية في امتحان الله لي، فكنت أعاني من هذا الأمر، فضلا عن كوني الكفيف الوحيد في القرية، لكن مما فتح الله به علي، هو محاولة قلب الواقع لصالحي، عن طريق المشاركة في المسابقات التعليمية والأهلية، وحصولي على المراكز الأولى فيها، وعديد من التكريمات المختلفة، هذا الأمر رفع من حالتي المعنوية بشكل كبير جدا، وكان له عظيم الأثر الطيب علي».

وعن تفاصيل مرضه بخلاف العمى يقول: أصب بمرض العظم الزجاجي، فكانت عظام جسدي معرضة للكسر بكل سهولة، ودون الحاجة إلى حركة.. هذا المرض بدأ بآلام شديدة، مثلت لي معاناة كبيرة حينها إلى الآن، ولكن تغيرت حياتي جذريا، فلم أعد أستطع الحركة دون مساعدة أحد، ليتولى أبي أمري، والذي اعتاد حملي إلى أي مكان وفي أي وقت، كما استدعت حالتي الجديدة، خروج شقيقي من التعليم العام، إلى الالتحاق بالأزهر كي يساعدني ويكون عونا لي، وبفضل الله تمكنت من استكمال تعليمي بتفوق في جميع المراحل، وحصلت على تكريم من المحافظ، وحققت جزءا كبيرا من حلمي بالالتحاق بكلية أصول الدين، والتي أسعى بعد التخرج منها إلى إعداد الماجستير ثم الدكتوراه، أنتظر حاليا إجراء جراحة، ستساعد في حل مشكلتي بشكل كبير، لكن هناك عوائق تواجهها، أسأل الله أن تزول».

الطالب أحمد، وجه نصيحة لأبناء الأمة قائلا: «رسالتي لأبناء أمتنا أولا بالرضا، فالرضا مفتاح كل خير، وهو طريق للسعادة والراحة النفسية ومن ثم القدرة على العطاء وخدمة المجتمع، ثم أوصيهم بالصبر والتحلي بالإرادة والعزيمة، وأن يكون لكل منهم هدف، يسعى لتحقيقه بلا يأس أو إحباط، مؤكدا: الله لم يخلقنا لنأكل ونشرب ونلبس، إنما خلقنا لغاية وهدف، ومن هنا يجب أن يكون لكل منا هدفه في الحياة، وأن يكون نموذجا إيجابيا، فالأمة بأبنائها وسواعدهم، ولا يصدنهم عن طريقهم شيء، مهما اعترض طريقهم عارض، أو واجهتهم مشكلة».

كل المستقبل

إلى ذلك، قال الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل وزارة الأوقاف المصرية سابقا، إن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل، وما قامت دولة واشتد ساعدها إلا بأيدي شبابها وسواعدهم، ولذلك نجد أن القرآن الكريم أثنى على الشباب خيرا عندما قال تعالى: { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)} (الكهف:13)، وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم)، دائما يعتني بالشباب، ولا ننسى الدولة الإسلامية قامت على أكتاف الشباب، مثل سيدنا الإمام علي بن أبي طالب، وعبدالله بن مسعود، وزيد بن حارثة، وأسامة بن زيد، وغيرهم من صفوة شباب الأمة على مر العصور، هم الذين كانوا دائما وأبدا في مقدمة الجيوش، وهم اللبنة الأساسية في بناء الأمة، وكانت لهم الريادة في العمل والكسب الحلال.

وتابع: من هنا كان الرسول (صلى الله عليه وسلم)، يعظم دور الشاب، ونجد أن نبي الله يوسف عليه السلام، ضرب أروع الأمثلة للشباب في الاستقامة والخوف من الله تعالى، وهكذا كان نبي الله موسى عليه السلام، حيث كان يأكل من كسب يده، وهاجر وذاق الأمرين في سبيل بناء المستقبل الواعد، فيجب على شباب الأمة أن يتعلم من هذه الصفوة، التي نحتت في الصخر، وساهمت في بناء دولة الحق وعمادها العلم والعمل، ورأس مالها الصلاح والتقوى، ومن هنا يجب على شباب أمتنا أن ينتبهوا لهذا الأمر، فالاستقامة والصلاح أساس النجاح لأي أمة، تريد النهوض والتقدم والرقي والحضارة.

أضاف أن الوعي يبدأ من الأسرة ممثلة في الأم، يليها الأب، ولا ننسى قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء... الحديث)، رواه البخاري ومسلم وابن حبان، فالأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، ويمكن أن يأتي في المقام التالي المدراس والجامعات، فلابد أن يكون هناك منهج، يأخذ بنواصي الشباب إلى طريق الحق والاستقامة والرشاد.

وتابع أنه يأتي بعد ذلك دور الإعلام، فله دور مهم، لكن للأسف نجد المادة الإعلامية في وقتنا الحاضر، هدامة أكثر منها بناءة، تحتاج إلى وعي وتخطيط جيد ونهوض، لأن الشباب في وقتنا الحاضر يعيش حالة من الضياع خاصة على مستوى الوعي، فلابد أن نهتم بشبابنا، ونقدم لهم الأخلاقيات والمثل العليا، ونفتح لهم أبواب العلم والعمل لتحقيق أهدافهم، لأن النفس إن لم يشغلها الحق، شغلها الباطل، وفي حقيقة الأمر، يجب أن تكون هناك ندوات للشباب واهتمام أكبر بهم، لنأخذ بأيديهم إلى طريق الحق والرشاد.

من أهم خطوات التغيير

وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث الإعلامي لجامعة الأزهر ووكيل كلية الإعلام السابق، إن الوعي بمفهومه العام هو قدرة الإنسان على استيعاب الحقائق والأحداث من حوله، وهو يندرج في قائمة المعايير الأساسية التي تحدد درجة تفاعل الإنسان مع معطيات البيئة والمجتمع، وتتحدد قوة هذا التفاعل أو ضعفه تبعا لما تفرضه المؤثرات التي يتعرض لها في مجتمعه وبيئته، وهذه المؤثرات هي التي تقرر نوعية الاستجابة، وردود الفعل، موضحا أنه من المسلم به أن الوعي يخضع في تشكليه للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية وغيرها، ومن هنا يرتبط الوعي لدى الأفراد ارتباطا وثيقا بأمن المجتمع واستقراره، لأنه نتاج طبيعي للمجتمع وانعكاس للوجود الاجتماعي، فالجمهور الواعي وبخاصة شباب الأمة هو المدرك لما يدور حوله في الحياة والعالم من منافع وأضرار ويتحلى بقدرته على وزن الأمور بميزان صحيح يثمر أفعالا صحيحة، ومن هذا المنطلق يعد الوعي من أهم خطوات التغيير.

وأكمل أنه من هنا نجد تعرض شباب الأمة لموجات عاتية من وسائل الغزو الثقافي والفكري التي تحاول تغييب وعيهم بل صناعة وعي يحقق أهدافا سياسية وأخلاقية وفلسفية ودينية وغير ذلك بعيدة كل البعد عن مكونات الأمة الحضارية، ومناقضة لأهداف المجتمعات العربية والإسلامية في الرقي والتقدم والازدهار، خاصة في ظل السماوات المفتوحة وانفتاح الشباب على كل الأيديولوجيات والثقافات المتعددة.

تابع: من هنا، كان لزاما وفريضة على كل وسائل التنشئة والتثقيف والتعليم وعلى المفكرين والعلماء بداية من الأسرة وانطلاقا من المدرسة والجامعة والمساجد ووسائل الإعلام المختلفة، وغيرها من الكيانات المؤثرة في الواقع المجتمعي، أن تقوم بالحفاظ على تشكيل وعي شباب الأمة بغرس القيم التي تستهدف الحفاظ على المجتمع من الأخطار، وإحداث تغيير حقيقي في سلوك الشباب، نحو القضايا المجتمعية بهدف إيجاد الشخصية الإيجابية التي تتصرف بروح المسؤلية.

وذكر أن ذلك يقتضي أيضا، تحصين شباب الأمة ضد الدعايات والأفكار التي تريد أن تقتلعهم عن مكونات حضارتهم وذلك بتوصيل البيانات والمعلومات الكافية للشباب بصورة مفهومة وميسرة ومقنعة، وذلك بكافة الطرق الممكنة بهدف تيسير المعرفة الإنسانية، وكشف الحقائق وتعريفهم بالقضايا التي تسهم في تحقيق الأمن والسلامة للمجتمع، وذلك على الساحتين المحلية والدولية، حتى يستطيع شبابنا التزود بالخبرة الكافية التي تمكنهم من التعامل مع مختلف القضايا ووضع الحلول المناسبة لها، وإشراكهم بصورة جادة وإيجابية في قضايا المجتمع، من خلال التربية السليمة وبناء الإنسان المدرك لمسؤلياته عن أمن المجتمع في ظل مناخ تسوده الحرية والمسؤولية.

محاربة الجمود

بدوره، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن تنويع مصادر المعلومة ضروري من أجل إعداد شباب واع وإيجابي في مجتمعه، موضحا أن المشكلة التي يعاني منها شباب الأمة في الوقت الراهن هي الجمود الفكري، لأن البعض يعتنق فكرا معينا، ويعتقد اعتقادا جازما أنه الصواب، وبالتالي يرفض كل الأفكار والآراء الأخرى، هذا الجمود يؤدي إلى حالة من اثنتين، إما التطرف، أو الإلحاد للأسف الشديد.

وكشف أن التربية تساهم في تكوين الجمود لدى الأبناء، محذرا من مخاوف الانفتاح، شريطة أن يكون محصنا من الانزلاق في اتباع الأفكار والمذاهب الهدامة أو الضالة، موضحا أن كل ما على الأسرة هو التربية السليمة الصحيحة، ثم تركه يتخذ القرار ويقيس ما يعرض عليه في الحياة، بعد امتلاكه القدرة على تمييز الخبيث من الطيب.

وتابع أنه كلما كان الشاب على تربية مستنيرة، ويمتلك سقفا مرتفعا من الحرية، ويستطيع الحكم على الصواب من الخطأ، كلما كان شخصية ناضجة أكثر، ويكون عنده القدرة على التمييز ما بين الخطأ والصواب بشكل صحيح، لأن الوعي يحميه، ويجعله يتخذ قرراته على نحو بعيد عن الخطأ.

وأكمل أنه من هذا يتضح لنا، أن الشاب كلما كانت قرارته فيها اندفاعية أو انفعالية أو عاطفية، فغالبا يشوبها الخطأ، وبالتالي تترتب عليها آثار سلبية، ستصيب المحيط به لا محالة، وقد يصل صداها للمجتمع في بعض الحالات، وتؤثر فيه بشكل مباشر، والعكس صحيح أيضا، فكلما كان لديه القدرة على الوعي المكتسب، كلما ساهم بإيجابية في محيطه الاجتماعي، ومن ثم أمته.

وذكر فرويز، أن هناك عدة مصادر لبناء الوعي لدى شباب الأمة، تأتي في الرأس منها الأم، فهي رقم 1 و 2 و3 في عملية بناء الوعي، ثم يأتي بعدها الأب، والذي كلما تمتع بشخصية ناضجة ومستنيرة، كلما انعكس هذا على أبنائه، بمنحهم المعلومات السليمة، وغرس المعايير الصحيحة في نفوسهم، وبالتالي ستكون نسبة نجاح تربيتهم مرتفعة، ثم يأتي الدور بعد ذلك تباعا، من المؤسسات التعليمية، إلى المسجد وهكذا، وهذه المصادر هي الموثوقة في علم النفس.

  

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال