الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

183 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

ra ma daaaaan

محمد عبدالعليم حسن - باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية:

ضيف حبيب ما أعظمه، يجيء كريما ما أكرمه، يكسو الأرض ضياء ما أبهى مطلعه، يهب النفوس زكاة ما أطيبه، وألزم قلوب الخاشعين الوجل والإشفاق؛ إنه شهر رمضان، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البيهقي في الشعب من حديث سلمان الفارسي قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: «أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء. قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم، فقال: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له، وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما: فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة»(١).

إن أول ما يشعر به المسلم عندما يبلغ شهر رمضان وهو معافى البدن أنه في فضل من الله عظيم؛ فقد أمهله الله تعالى ومد في عمره ليصل إلى هذا الشهر ليقوم بالعبادات الربانية الرمضانية من صيام وقيام وسعي في قضاء حوائج الناس وأمر بمعروف ونهي عن المنكر... هذا الشرف الذي حرم منه كثير من الناس إما لمرض، أو لموت؛ فكم من حبيب أو قريب أو جار فارق دنيانا وانتقل إلى جوار ربه في هذا العام وكان يتمنى أن يكون معنا مصليا صائما لكن سبق عليه القلم وأفضى إلى ما قدم.

نفحات

ومن أعظم النفحات الربانية والقربات في شهر رمضان صلاة القيام وهي من أفضل العبادات بعد الصلاة المكتوبة؛ فقد أورد البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، إذن صلاة القيام على وجه الخصوص من أسباب مغفرة الذنوب، فمن صلى القيام كما ينبغي فقد قام رمضان وعليه تكون الصلاة سببا في مغفرة الذنوب.

لكن النبي صلى الله عليه وسلم وضع شرطا لقبول هذا القيام وهو أن يكون إيمانا بالله واحتسابا للأجر عنده، لذلك يجب علينا الحرص على صلاة القيام وإتمامها على الوجه الأكمل. والمسلم يستمتع بالوقوف بين يدي الله ومناجاته مما يزيد من الطاقة والشحنة الإيمانية التي يكتسبها من صلاة القيام.

ويجب على المسلم أن يكون فطنا ويغتنم كل لحظة من لحظات هذا الشهر، لاسيما أنه يمر سريعا، فيصلي في خشوع وتدبر ليحصل الفائدة المرجوة من هذا الشهر وهو التقوى، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:184).

العشر الأواخر

وفي شهر رمضان يزيد المسلمون من التراحم فيما بينهم بسبب ما يضفيه هذا الشهر من تعزيز وتقوية لقيم التسامح والتعاون وإطعام الطعام وتفقد أحوال الأقارب والجيران، فكل الصائمين يعملون من أجل اكتساب الخير، يقول الله تعالي: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس:١٦).

وفي هذا الشهر الكريم أيام العشر الأواخر التي خصها الله بخصائص نذكر منها: أن فيها ليلة القدر التي أنزل الله فيها القرآن، وقـــد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه الأيام ما لا يجتهد في غيرها، فقد ورد في الصحيحين من حديث السيدة عائشــــــة، رضي الله عــــنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل وأيقظ الأهل وشد المئزر»(2).

وفي ليلة القدر توزع أرزاق العباد ويقدر الله فيها كل شيء, يقول الله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (الدخان:٤)، وقد جعل الله تعالى هذه الليلة خيرا من ألف شهر، وسبب ذلك ما ورد «أن النبي صلى الله عليه وسلم ذُكر له رجلٌ من بني إسرائيل حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر فعجب لذلك وتمنى ذلك لأمته، فقال يا رب أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر»(3).

وقد ذكر أن ليلة القدر توافق ليلة السابع والعشرين من رمضان؛ لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤكد ذلك، فقد جاء في الحديث الذي أورده الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر»(4).

وفي حديث عائشة «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان». وفي العشر الأواخر أيضا عتق من النار، ومن أعتق الله رقبته من النار لم يعذبه أبدا، ففي الحديث الذي أورده ابن ماجه والألباني من حديث جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله عند كل فطر عتقاء, وذلك في كل ليلة»(5).

الهوامش

1- ابن خزيمة في صحيحه ٣/١٩١، البيهقي في الشعب ٥/٣٢١.

2- البخاري ١٩١٣، مسلم ١١٦٩.

3- تفسير البغوي، ص٤٩١.

4- صحيح مسلم، ٨٢٥/١.

٥-أطراف المسند للحافظ ابن حجر، ٧/٢٠٣.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال