الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

131 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

kodwatnaa

محمد عبدالباقي - باحث دراسات إسلامية:

خلق الله الإنسان في هذه الدنيا ووضع له منهجا يسير عليه ودستورا كفل له السعادة في الدنيا والآخرة، كما أن الإنسان يصنع آلة ويضع معها كتالوجا يصف فيه كيفية التشغيل والصيانة لهذه الآلة، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بدستور لأنه يعلم خلقته وصنعته، قال الله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك:14).

والقوانين التي وضعها الإنسان لتنظم حياة الناس ولتكون المرجع لكل الناس يحتكمون إليها، ولكن يظل هذا المنهج وتلك القوانين حبرا على ورق، وتفقد أثرها وفائدتها كونها معطلة؛ لذا بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة وأسوة للناس في جميع أمور حياتهم يرجعون إليه ويحتكمون إلى سنته وشريعته قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21).

وضع الله في النبي محمد الصورة الكاملة للمنهج الإسلامي، والصورة الحية الخالدة على مدار التاريخ، وهو التشبيه البليغ للسيدة عائشة حينما وصفته للسائل عن أخلاقه بقولها «كان خلقه القرآن».

إذا ذكر رسول الله ذكرت الأخلاق والصدق والأمانة والعفو والعفاف والوفاء...

وهذا أمير الشعراء شوقي في تعداد بعض أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة، وخصاله الكريمة، وشمائله المباركة:

زانتك في الخلق العظيم شمائل

يغرى بهن ويولع الكرماء

والحسن من كرم الوجوه وخيره

ما أوتي القواد والزعماء

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى

وفعلت ما لا تفعل الأنواء

وإذا عفوت فقادرا ومقدرا

لا يستهين بعفوك الجهلاء

وإذا رحمت فأنت أم أو أب

هذان في الدنيا هما الرحماء

وإذا غضبت فإنما هي غضبة

في الحق لا ضغن ولا بغضاء

وإذا رضيت فذاك في مرضاته

ورضا الكثير تحلم ورياء

وإذا خطبت فللمنابر هزة

تعرو الندي، وللقلوب بكاء

وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما

جاء الخصوم من السماء قضاء

وإذا بنيت فخير زوج عشرة

وإذا ابتنيت فدونك الآباء

وإذا صحبت رأى الوفاء مجسما

في بردك الأصحاب والخلطاء

وإذا أخذت العهد أو أعطيته

فجميع عهدك ذمة ووفاء

يا أيها الأمي حسبك رتبة

في العلم أن دانت بك العلماء

الذكر آية ربك الكبرى التي فيها

لباغي المعجزات غناء

كان الصحابة يتعلمون منه أمور دينهم ودنياهم، فكان مثالا في الصدق، ونبه المربون إلى ذلك، عن عبدالله بن عامر: دعتني أمي يوما (أي: نادتني أمي ذات يوم)، وذلك وهو صغير، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها (أي: تنادي عليه) تعال أعطيك، (أي: أقبل عندي لأعطيك شيئا)، ولم تسم هذا الشيء، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما أردت أن تعطيه؟». قالت: أعطيه تمرا (أي: أرادت أن تعطيه تمرا)، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة»، ينبه النبي الآباء والمربين إلى أهمية القدوة في حياة الأبناء.

قال ابن حزم: من أراد خير الآخرة، وحكمة الدنيا، وعدل السيرة، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها، واستحقاق الفضائل بأسرها، فليقتد بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليستعمل أخلاقه، وسيره ما أمكنه، أعاننا الله على الاتساء به بمنه، آمين.

كان صلى الله عليه وسلم مثالا وقدوة في التربية والتعليم والتوجيه، لاسيما مع المخطئين والعصاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوه وهريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين» (البخاري).

وعن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: وا ثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله، ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: «إن هذه الصلاة، لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» (مسلم).

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: «إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنى، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه. مه. فقال: ادنه، فدنا منه قريبا. قال: فجلس قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء» (أحمد والطبراني والبيهقي).

لا يتخيل إنسان أن يكون هذا التصرف أو رد الفعل من أي معلم إلا أن يكون رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، إنه المعلم الأول والمربي الذي لم تأت البشرية بمثله.

كان يقول عن نفسه: «إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، وإنما بعثني معلما وميسرا»، كان مربيا حكيما ومعلما حليما صلى الله عليه وسلم، وإذا أردنا الحديث عن النبي القدوة المربي المعلم وأخلاقه فإننا سنحتاج إلى مقالات عدة، ولكن نكتفي بهذه الشواهد، فما أحوجنا أن نتعرف أولا على نبينا ونقرأ عن قدره وخلقه ومكانته صلى الله عليه وسلم، فما أساء من أساء إليه إلا لجهله وعدم معرفته.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال