الإثنين، 29 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

264 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

22s

أكبر المشكلات الصحية عربيًا هي الأمراض المُزمنة غير المُعدية ثم إصابات الحوادث

الرياضة وضبط نوعية الأطعمة ألف باء الوقاية ضد الأمراض

 

القاهرة - أميرة توفيق:

هشام خشبة، طبيب أسنان حر، خريج دفعة 2006، مُتطوع في جمعية "صناع الحياة" منذ انطلاقها عام 2004، عضو مجلس أمناء صناع الحياة، ومدير جمعية صناع الحياة 6 أكتوبر، ويرأس مشروع "صحتنا" الخدمي، كان لـ"الوعي الشبابي" معه هذا الحوار حول المشروع، والهدف منه وما تم تحقيقه من خلاله..

-بداية حدثنا عن بداية المشروع والفكرة التي قام عليها؟

مشروع "صحتنا" أحد مشروعات "صناع الحياة"، بدأ عام 2005، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، والتي كانت قد أعلنت في نفس العام عن بعض الحقائق المهمة جدًا، والتي لفتت نظر القائمين على المشروع آنذاك، تلك الحقائق تقول إن 50% من أسباب الوفيات في الوطن العربي تتسبب بها الأمراض الحديثة المُزمنة غير المُعدية، فقديمًا في منتصف القرن الماضي، كانت الأمراض التي تُمثل العبء الأكبر على البشرية، هي الأمراض المُعدية، مثل الكوليرا، والتيفود، والأمراض الوبائية التي تنتشر بشكل كبير جدًا؛ بسبب فيروسات أو بكتريا، ولم يكن لها علاج وقتها، لكن مع مرور الوقت أصبحت تظهر نوعية مُختلفة من الأمراض، زادت مع مرور الوقت، هي الأمراض المُزمنة غير المُعدية على رأسها الضغط، السكر، السمنة، الالتهاب الكبدي الفيروسي، الفشل الكُلوي، هشاشة العظام... إلى آخر تلك الأمراض التي لا يكون السبب فيها فيروس أو بكتريا، بل يتسبب فيها التغيرات التي حدثت؛ بسبب اختلاف نوعية الطعام، وطريقة الحياة بشكل عام، وقلة ممارسة النشاط البدني، فهي أمراض مرتبطة بالعادات وأسلوب الحياة.

ومن وقتها أدركنا أنها تُشكل العبء الأكبر على البشرية وصحة الناس، فجعلناها الهدف الذي نعمل عليه، وقمنا بتوقيع شراكة مع منظمة الصحة العالمية المركز الإقليمي، بأن تقوم صناع الحياة بالتوعية ضد الأمراض المُزمنة غير المُعدية عن طريق الشباب، وكان هذا هو الهدف الثاني للمشروع، إذ أنه من المعروف مُعاناة شباب الوطن العربي من البطالة، وأنه يملك وقتًا كثيرًا غير مُستغل، وكذلك أهدافه وطموحاته بحاجة أن تتغير وتصبح أكثر أهمية، فكان الهدف توظيف طاقة الشباب الكبيرة في الأماكن التنموية، إذ أنه 6 من كل 10 أفراد في بلادنا هم شباب، فهم طاقة قوية لا يُستهان بها.

إذًا هل المشروع توعوي فقط أم أنه يُقدم العلاج أيضًا؟

الهدف الأساسي هو التوعية، فمنظومة الصحة تتكون من أشياء مُختلفة منها العلاج، الوقاية، والأمور المُتعلقة بالسلامة، فالجزء الخاص بالعلاج، هو الجزء الذي تتحمله الحكومات بشكل كبير جدًا، عن طريق التأمين الصحي، وهو عبء كبير جدًا ومُكلف، ومن المُستحيل لأية مُنظمة أن تتكفل به بشكل كامل، ولكن المفتاح لهذه الأمراض هي فكرة التعرض لها أصلًا، فاتجهنا نحن إلى فكرة "الوقاية"، وكنا نرفع وقتها شعار "اذهبوا إليهم وهم أصحاء، قبل أن يأتوكم وهم مرضى"، فالمريض الذي يصاب بالسرطان مثلًا، تكلفة حُقنة الكيماوي الواحدة التي يأخذها من 6000 إلى 10000 جنيه.. مريض الفيروسات الكبدية الذي يحمل فيروس C تتكلف جرعة العلاج الواحدة له نحو 25.000 جنيه، ولو ضربنا هذه الأرقام في عدد المصابين الذين يصابون بمثل هذه الأمراض سنويًا سنجد أن لدينا تكلفة بالمليارات، ومن الممكن لو اتجهنا بشكل بسيط جدًا إلى الأطفال الصغار في المدارس والشباب في الجامعات، وتحدثنا معهم عن أسباب هذه الأمراض وكيفية الوقاية منها، سنتجنب العديد من الإصابات بشكل كبير جدًا، ولذلك كان اتجاهنا الأساسي للوقاية.

غير أنه مؤخرًا بدأنا نتجه لفكرة القوافل الطبية؛ لأنه من الصعب أن تتحدث مع الناس خاصة في القرى عن أمور تتعلق بالوعي دون أن تُقدم لهم خدمة طبية، غير أنهم بحاجة فعلية لهذه القوافل، وهي لا تمثل الجانب الأكبر من المشروع مثل الجزء التوعوي.

هل الشباب المتطوع بالمشروع هم من فقط خريجي كلية طب وما له علاقة بها أم لا يشترط التخصص؟

هذا السؤال يرجعنا للفكرة الأساسية لوجود صناع الحياة، وهو توظيف الشباب في عمل تنموي يستفيدوا به من ناحية الخبرة والمهارة، ويفيدون به المجتمع من حولهم، وغالبًا ما تتراوح أعمار هؤلاء الشباب في الفترة العمرية من 19 حتى 25 عامًا، فأغلبهم تكون مهارتهم قليلة إلى حدٍ ما، حتى الطلبة الدارسين للمجالات الطبية والمتعلقة بهم يكونوا غير مُتخصصين بعد، فيكون التركيز على الشباب ككل، وتكون مهمته هنا هو "مُثقف صحي" فهو يدرس مجموعة من المعلومات يستوعبها ويحفظها جيدًا، وهي معلومات صحية وليست طبية أي غير مُتخصصة فلا تحتاج لكونه دارسًا أو متخصصًا، بحيث أن تلك المعلومات هو مستوى من الثقافة الصحية التي من السهل أن يتداولها الناس، فيما بعضهم البعض، فالشباب من المتطوعين من كل التخصصات، ويأخذون تدريبات على المواد العلمية التي يقومون بتوعية الناس بها؛ من خلال أطباء وأساتذة متخصصين في المجال الطبي، ويكون هؤلاء المتخصصين هم المدربين والمسئولين عن المادة العلمية، وعلى الشباب فقط أن يكون لديهم الاستيعاب الجيد للمعلومات، والقدرة على إيصالها بشكلٍ صحيح للجمهور المستهدف.

ما الفئات التي يستهدفها المشروع بشكل أساسي في التوعية؟

المشروع يركز على السيدات والشباب والأطفال، فغالبًا المستجيبين للتوعية بشكل كبير وفعال يكونوا من هذه الفئات، وكذلك هم أكثر الناس قدرة على إيصال المعلومات إلى المُجتمع، وتلك المعلومات حينما يدركها الأطفال والشباب منذ البداية، فإنها تستمر معهم كعادات يومية في حياتهم، فالثلاث فئات التي ذُكرت تُعتبر هي الأهم، والتي يتم التركيز عليهم، وكذلك هم الأكثر اقتناعًا بعادات جديدة، مادامت صحيحة وغير مؤذية.

وبالتالي تم عمل تعاون بين المشروع وبعض الجامعات المصرية، مثل جامعة عين شمس، والقاهرة، وجامعة طنطا، وجامعات أخرى عديدة، وكذلك عملنا مع عدد كبير من المدارس سواء في أقاليم مصر أو القاهرة.

كم حملة تبناها المشروع منذ انطلاقته وحتى الآن، وهل ترى أن لها "تأثير فعال"؟

أطلق المشروع منذ إنشائه إلى الآن 7 حملات، كانت بدايتها عام 2006، حيث كان وقتها ينتشر فيروس أنفلونزا الطيور، فقمنا بعمل حملة لمدة شهرين، تبعتها حملة للتوعية ضد "السمنة"، كان الهدف منها توعية الناس بأهمية ممارسة النشاط البدني وتقليل الأطعمة غير الصحية وتقليل نسبة الدهون في الأكل، وبعد ذلك حملة للتوعية ضد مرض السرطان، وهو أحد الأمراض الذي يثير الرعب في نفوس الناس بشكل كبير، وللأسف نحن في مجتمعاتنا العربية نتعامل مع مثل تلك الأمراض بطريقة خاطئة، ومن هنا كان شعار الحملة "نواجه السرطان بالمعرفة بدلًا من الخوف"، تبع ذلك حملة للتوعية ضد مرض الدرن أو السُل، وهو غير معروف بشكل كبير، وتطور العلاج به أدى لاختلاف في التعامل معه وانتشاره، وعملنا بعد ذلك على حملة لمواجهة الفيروسات الكبدية، والتي تعتبر المشكلة الأكبر التي تواجهنا، خاصة في مصر التي تعتبر البلد رقم 1 في نسب انتشار فيروس C تحديدًا، ثم كانت حملة "فهمني" للتوعية عن مرض السكر، ونحن في مصر لا نملك أرقام صحيحة عن نسبة الإصابة بالمرض، فاستمرت لمدة عام، لعمل استطلاع رأي عن الأسباب المؤدية لمرض السكر ونسب الإصابة به، وخرجنا ببعض الأرقام سيتم الإعلان عنها قريبًا.

والحملة السابعة والأخيرة والتي نعمل عليها الآن، ونتحدث فيها عن أربع عوامل خطورة "التدخين، قلة ممارسة النشاط البدني، تناول الأكل غير الصحي وتناول الكحوليات" والتي تسبب أربعة أمراض خطيرة هي "أمراض الجهاز التنفسي، أمراض القلب والضغط، السمنة، والسكر".

هل تتعاونون مع مؤسسات خيرية أخرى؟

بداية نحن في صناع الحياة لدينا إيمان بأنه يحب أن يكون هناك تكامل بين منظمات المُجتمع المدني والحكومة والقطاع الخاص، لأنه لن تقدر منظمات المجتمع المدني وحدها بإمكانياتها المحدودة أن تحل المشكلة الصحية من بدايتها حتى نهايتها، ولا الحكومات وحدها أو القطاع الخاص، مهما بلغت قدرة كلٍ منهم، فلن يقدر أحد على حل كل المشاكل وحده، ومن هذا المنطلق فإننا نبحث دومًا عن الشركاء، فمثلًا نبحث عن شركات لتمويل الحملات، وتعاوننا بالفعل مع العديد من الشركات، وكذلك بالنسبة للحكومة تعاونا مع وزارة الصحة أكثر من مرة، كانت أولها عام 2008، وآخرها في حملة أصغر عشرة، وكذلك تم التعاون مع منظمات أخرى خارج الحكومة، مثل منظمة الصحة العالمية و الأمم المُتحدة.

أما بالنسبة للجمعيات الأهلية الأخرى فالحقيقة أنه لم يتم حدوث تعاون إلى الآن، ونتمنى حدوث ذلك بالطبع، وأن يتحول التنافس إلى تكامل وأن نضع خطة مشتركة واحدة.

من واقع عملك في المشروع، ما هي أكبر المشكلات الصحية التي تواجهنا في المجتمع العربي؟

وفقًا لتغير خريطة الأمراض كما ذكرت من قبل، أصبح الأكثر انتشارًا والذي له عبء اجتماعي ومادي ونفسي كبير جدًا على البشرية هي الأمراض المُزمنة غير المُعدية، يليها الأمراض المرتبطة بالحوادث، خصوصًا حوادث الطرق التي ارتفعت نسبتها بشكل كبير جدًا، يليها الإصابات الناتجة عن الحروب والنزاعات، وفي النهاية الأمراض الوبائية المُعدية والتي قلت نسبتها بشكل كبير جدًا، ويظل الأكثر انتشارًا ومصدر تهديد خطير هي الفيروسات الكبدية وخاصة فيروس C، ويليه السرطان، وهما أكثر مرضيين قررنا العمل عليهما في الفترة القادمة.

وأحب أن أنوه أن هناك صلة وثيقة بين الأمراض المُزمنة غير المُعدية والتنمية من الناحية الاقتصادية، فليس فقط هذه الأمراض لها عبء صحي على الناس يتسبب في إعاقتهم عن ممارسة عملهم بشكل طبيعي، لكنها تتسبب أيضًا في عبء اقتصادي كبير جدًا على الدول التي تريد إحداث تنمية؛ لأن إنتاجية الفرد تقل بشكل كبير جدًا، فلو ضربت مثال بإحصائيات عن الشعب المصري، فمثلًا هناك 21 مليون مصري مُدخن، و30 مليون مصري لا يمارسون أي نوع من أنواع الرياضة، و28 مليون مصري مصابون بالسمنة، و36 مليون لديهم الضغط، و15 مليون مصابون بالسكر، و10 مليون لديهم مُعدل كولسترول زائد في الدم، وأكثر من نصف المصريين لديهم أكثر من 3 إلى 5 أمراض من تلك مجتمعة مع بعضها البعض في فرد واحد، فالطبيعي أن الإنتاجية تكون أقل بكثير جدًا، وكذلك عدد الساعات التي سيعمل بها في اليوم الواحد ستكون أقل بكثير، وبقياس ذلك على أي مجتمع يعاني من تدهور في أحواله الصحية لا يمكن أن نتوقع حدوث تغيير أو إبداع به.

وما أبسط العادات التي من الممكن تغييرها لتجنب الأمراض؟

ممارسة النشاط الرياضي، وضبط نوعية الأطعمة بشكل أساسي وبسيط جدًا، هي ألف باء الوقاية، فالكولسترول الزائد في الدم والدهون الزائدة في الجسم، لا تؤثر على القلب والشرايين والضغط فقط، ولكنها تعتبر نوع من أنواع التسمم، فتناول الطعام الصحي وضبط الوجبات التي نتناولها والإكثار من الخضروات بها ليس أمرًا مكلفًا أو من أبواب الرفاهية، بل هو مهم جدًا ويجب أن يوضع ضمن الأولويات لدى الإنسان، وهو بشكل كبير يؤمن حياة خالية من على الأقل أربعة أو خمسة أمراض مما ذكرتهم.

أما بالنسبة لممارسة الرياضة، فعلى الأقل يجب أن يقوم بأسهلها وهو المشي لمدة ساعة، وهي تضمن له أن يخلو من الشيخوخة المُبكرة الشكلية والجينية، وتساعد على ضبط حالته النفسية بشكل كبير، وتُساعد في إطالة العُمر، مع التأكيد أن الأعمار كلها بيد الله، وتعطيه قدرة عقلية وإبداعية كبيرة جدًا، أي أنه تجعله إنسانًا مُنتجًا مفيدًا لمجتمعه.

هل ترى أن لدينا مشكلة في التسويق للحملات الصحية، مقابل الدعاية والتسويق بالنسبة لشركات تصنيع الوجبات الجاهزة وما إلى ذلك؟

بالطبع لدينا مشكلة كبيرة، أو لنقل تقصير، فيجب أن يكون هناك أفكار دعائية بسيطة ومُبدعة تُنفذ بشكل قوي ومُلفت لكي تجذب الأنظار لها وتؤثر في الجمهور، مثل التي تكون للدعاية للمنتجات، والحقيقة أن الأفكار قد توجد وبكثرة ولكن المشكلة التي تواجهنا تكون في المادة.

هل ارتفاع أسعار الخدمات الطبية يؤدي لتواجد كسل من قبل الأفراد لأخذ خطوة الاهتمام بحالتهم الصحية؟

بنسبة كبيرة جدًا الحالة الاقتصادية، وارتفاع نسبة البطالة، ومستوى الدخل والمعيشة، كل ذلك يؤثر على قدرة الأفراد على تلقي خدمة طبية جيدة، وكل ذلك يجعله يُهمل دون قصد الاهتمام بحالته الطبية، وهنا يأتي دور العديد من الأشياء مثل حملات التوعية والتي من دورها غلق بوابة الأمراض وتقليل الإصابة بها، وكذلك يأتي دور الشباب المتطوع والمراكز الخيرية ويجب أن تزيد الأعمال التطوعية والإبداعية المُستمرة، ويجب أن يزيد عدد الأشخاص الذين يفكرون بشكل إبداعي في تقديم الخدمات الطبية بشكل أرخص وأفضل من الموجود.

ما أكثر الصعوبات والمشاكل التي واجهتكم في الحملة؟

أكثر المشاكل التي تواجهنا كمجتمع هي آفة النسيان، فعندما يكون لديك رسالة تعمل على إيصالها ويتفاعل معها الناس في البداية ويتحمسون لها، ثم نجد بعد فترة قصيرة جدًا، أنهم يعودون لما كانوا عليه من قبل، فتلك تعتبر أكبر المشاكل التي تواجهنا نفسيًا، إذ يشعر بعض المتطوعين أنهم لم يحدثوا تغيرًا على الإطلاق، ولكننا في النهاية نقول أن الثمرة الأكبر في كل ما نفعل أن هناك أناسًا كل يوم تؤمن بما نفعله، وأنه يجب أن نستمر به وننمي بلدنا.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال