الأربعاء، 15 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

125 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

rvwett

برلين - الوعي الشبابي:

في ظل تصاعد ملحوظ لمعدل الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وبعض المؤسسات الإسلامية في ألمانيا، إضافة إلى تصاعد خطاب الكراهية، يسعى المركز الألماني للتثقيف السياسي بمساعدة مدونين ألمان إلى محاولة توضيح صورة الإسلام.

حيث تساهم وسائل الإعلام بشكل كبير في تشكيل التمثلات السلبية والصور النمطية عن الإسلام والمسلمين، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت تشكل للشباب مصدراً مهماً للمعلومات، وباعتبارها وسيلة لا تخضع للرقابة، تنتشر عليها محتويات تبنى على العنصرية والتخويف من الإسلام والمسلمين.

المركز الاتحادي الألماني للتثقيف قرر العمل على خلق خطاب معتدل من خلال مشروع على موقع يوتيوب يهدف للتعريف بالإسلام بمساعدة مدونين شباب يحظون بشعبية كبيرة في ألمانيا.

- الإسلام بلغة غوته

شاب ألماني ذو شعر أشقر وبشرة بيضاء، يرتدي ملابس عصرية، ويشرح من خلال مقاطع مصورة على يوتيوب مفاهيم الإسلام، فالأمر بدا يتعلق بالمدون الألماني الشاب ميركو دروتشمان (29 عاماً)، الذي قبل أن يكون مدوناً فهو صحفي ومقدم برامج مشهور في التلفزيون الألماني، حيث أسس عام 2012 قناته على يوتيوب، التي تحظى بأكثر من 223 ألف متابع.

ويقدم من خلال القناة الدروس الخصوصية في التاريخ، وتفسيرات لبعض القضايا السياسية الراهنة، كالأزمة اليونانية وحركة الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب (بيغيدا) المناوئة للمسلمين.

وعلى الرغم من أن الشباب عادة لا يهتمون كثيراً بمثل هذه المواضيع الجافة والمعقدة، فإن المواد الذي يبثها دروتشمان تحظى بمشاهدات مرتفعة بين الشباب، السر الذي يرجع إلى نجاحه في طريقته السلسة والمبسطة في توصيل المعلومة للجمهور.

دروتشمان يرى بأن الإسلام من المواضيع المهمة التي باتت تحتاج بشكل ملُح إلى التطرق لها، ويقول لموقع "دي دبيلو" الألماني الناطق باللغة العربية: "أنا مسيحي ولا أنتمي للدين الإسلامي، لكني أرى بأن صورة الإسلام في ألمانيا تتعرض لظلم كبير وفهم خاطئ، لهذا أحاول تصحيح المعلومات الخاطئة حول الإسلام والمسلمين".

وحول مشاركته في مشروع المركز الاتحادي للتثقيف السياسيي، قول دروتشمان: "لقد سبق لي أن تطرقت لموضوع الإسلام في قناتي في المقطع المسجل "تفسير الإسلام في خمس دقائق"، وهو مقطع قصير ضمن المقاطع التي أنجزتها عن الديانات السماوية في العالم، وهو لم يكن ضمن مشروع المركز الاتحادي للتثقيف السياسي، بل كان مبادرة فردية مني".

وأضاف: "يجب التوضيح أن الفكرة من وراء هذا المقطع هي تقديم نظرة عامة حول الإسلام لغير المسلمين، إذ لا يمكن شرح الإسلام في ظرف خمس دقائق أو تسع، ولكن هدفي كان هو حث المتابعين من غير المسلمين على التفكير والبحث والقراءة عن الإسلام لمحاولة تصحيح الصور النمطية".

- رسائل للشباب

ويقدم الفيلم المتحرك القصير، تحت عنوان "ما معنى الجاهلية"، الذي أنجزه دروتشمان ضمن مشروع المركز الاتحادي للتثقيف السياسي، معلومات حول التطور التاريخي والمعاني المتعددة لمصطلح "الجاهلية".

وبحسب دورتشمان، فإن هناك العديد من المفاهيم التي قد لا يستوعبها المتلقي الألماني من خلال وسائل الإعلام أو في المدرسة، بالأخص المفاهيم حول الإسلام، ويقول: "هذه التسجيلات المصورة تقدم للشباب الألماني بالأخص معلومات ومحتوى محايد وموضوعي"، مضيفاً: "أحاول من خلال قناتي مخاطبة الشباب بشكل مباشر، وأقول لهم بأن الصورة التي تمتلكون عن الإسلام أو تكونت لديكم من خلال مصادر غير موثوقة هي صورة خاطئة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة".

وهنا يشير إلى أهمية المصادر، التي تعد الجزء الأهم في تكوين وتقديم مفاهيم صحيحة حول الإسلام، قائلاً: "مصادري الأساسية التي أعتمد عليها هي المعلومات التي يقدمها المفكرون والباحثون في العلوم الإسلامية، الذين يعملون معنا ضمن المشروع، إلي جانب الاطلاع على المؤلفات العديدة حول الإسلام وكذلك جمع المعلومات الجيدة من المواقع الإسلامية على الانترنيت وبهذا أستطيع تكوين نظرة شاملة حول الموضوع".

- ردود الفعل

المشروع الذي أطلق عليه إسم "مفاهيم الإسلام" حظي بالترحيب لدي البعض، كما قوبل بالنقد والسخرية من قبل آخرين بالأخص زوار موقع يوتيوب: "بشكل عام تفاعل عدد كبير من المتابعين باهتمام مع مقطع فيديو "الجاهلية"، وعبر البعض عن سروره لأنني عالجت الموضوع، كما كتب لي بعض المسلمين بأنهم أنفسهم كانوا يجهلون المعنى الحقيقي لهذا المصطلح"، بحسب دروتشمان.

واختلفت آراء الشباب الألمان والمسلمين حول قناة دروتشمان المحتوى الذي تقدمه عن الإسلام ومفاهيمه، حيث يقول الشاب الألماني هانس (18 عاماً): "أعجبني فيديو ماذا تعني الجاهلية للمدون الألماني دروتشمان، إنه رائع ويستند على بحث جيد"، مضيفاً "أود لو أشاهد المزيد من الفديوهات حول مفاهيم الإسلام كمفهوم "الجهاد" مثلاً، حيث أن هناك غموض كبير حول هذا المفهوم بالذات".

في المقابل، يرى شاب مسلم أن الفيديو في حد ذاته جيد، لكنه يرى أن الموضوع المختار ليس في غاية الأهمية، قائلاً: "هناك العديد من غير المسلمين الذي يودون التعرف على الإسلام وأعتقد أن مواضيع مثل نشأة الإسلام وأركان الإسلام أهم، لكن هذا لا يعني أنني لم أعجب بالفكرة".

من جانبها، ترحب أسماء وهي شابة مسلمة بتجربة دروتشمان، وترى أنه بالرغم من كونه ألماني مسيحي، أستطاع أن "يقدم محتوى موضوعي جيد حول مفهوم الجاهلية في الإسلام وتتمنى أن ترى المزيد من المواضيع حول الإسلام على قناته".

ومن ضمن الانتقادات أنه لا يجوز لشخص غير مسلم أن يتحدث عن الإسلام، حيث يقول دروتشمان: "بصراحة نادراً ما أواجه هكذا تعليقات ومثل هذا الانتقاد لا أرى أنه في محله، لأنه يمكن لشخص غير مسلم أن يتحدث عن الإسلام، كما يفعل أي شخص مسلم عندما يتحدث عن الدين المسيحي، والفكرة هنا هي تقديم معلومات فقط وذلك من خلال البحث الجيد وليس من الضروري أن أكون معتنقاً لديانة ما حتى يتسنى لي الحديث عنها".

مراد كايمان، المحامي والمستشار القانوني للاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية، أشاد من خلال مقال له نشر على موقع "إسلامك"، بالمبادرة، معتبراً إياها جيدة، لكنه لا يعتقد بأن المدونين الألمان الذين ينقصهم التكوين في العلوم الإسلامية، يمكنهم ترك أثر مقنع في نفوس الشباب.

- فعالية المشروع

الهدف من المشروع هو إنشاء منصة لتقديم معلومات حول الإسلام وفتح باب الحوار والنقاش، بحسب الناطق الإعلامي المركز الاتحادي للتثقيف السياسي دانيال كرافت: "نحن نسعى من خلال هذا المشروع إلى خلق نقاش بين المسلمين وغير المسلمين، من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة".

ويعتقد دروتشمان أن قلة المعرفة والجهل بالإسلام هو سبب الخوف والعداء، ويقول: "من الطبيعي أن الأشياء التي يجهلها الإنسان يتعامل معها عادة بالرفض والعداء، لهذا فالتوعية وتقديم المعلومات مهمين في الوقت الراهن حسب رأيي"، ويتابع بقوله: "من خلال التعليقات والتفاعل المكثف، أستطيع أن أقول بأننا نجحنا في الحث على النقاش، وشخصياً أرى أن هذا رائع وأننا بهذا قد حققنا الكثير".

يذكر أن من بين المشاركين في المشروع أيضاً المدونة الشابة هتيش شميت، وهي من أصل تركي وفلوريان مونت المعروف “بلفلويد” والذي يعد من نجوم اليوتيوب في ألمانيا، إذ بلغ عدد متابعي قناته حوالي 2.5 مليون متابع.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال