الكويت - الوعي الشبابي:

"وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياةً واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق".

يبدو أنّ الكلمات فعلاً لا تموت، فعبارة الأستاذ العقاد التي كتبها منذ أكثر من خمسين عاماً تبثُّ الحياة اليوم في عقول الشباب نحو مبادرات ومشاريع ثقافية خلاقة، بدأت كحاجة وغدت اليوم ظاهرة.

وبحسب حنان العبدالله في الخليج أونلاين، فقد ولدت منذ خمس سنوات في الكويت فكرة جديدة تُدعى نوادي القراءة، وكانت مبادرة من بعض المثقفين المهتمين بنشر الثقافة لدى الشباب، إذ يعتقد هؤلاء المثقفون أن الثقافة ليست مقتصرةً على مؤسسات الدولة من مدارسَ وجامعات، بل إن للشباب دوراً كبيراً في إحياء الثقافة ونشرها في المجتمع، ولذا توجه المشروع لاستقطاب فئة الشباب كهدف رئيسي له. وانطلقت مبادرة مشروع الجليس الثقافي الذي أُسس في فبراير/شباط 2010، والذي اتخذ "مشروع إحياء الثقافة" شعاراً له.

تعمل نوادي القراءة كالتالي: تجمع أسبوعي مدة ساعة واحدة، يلتقي فيه محبو القراءة والمهتمون بالقراءة في مجال محدد ليختاروا كتاباً يقرؤونه خلال فترة النادي، ويتناقش المشاركون حول الأفكار والقضايا المطروحة في الكتاب. ويكتسب المشاركون مهارات تكوين العلاقات الاجتماعية مع ذوي الاهتمام، وإدارة الحوار، وتقبل تباين الآراء، وذلك من خلال تفاعلهم مع الكتاب وتفاعلهم بعضهم مع بعض.

وقد أثمرت المبادرة توجه عدد كبير من الشباب الكويتي لنوادي القراءة؛ لما فيها من أجواء جماعية محفزة على حسن استثمار الوقت والمطالعة، وهي قيمة مضافة لهذه المبادرة الثقافية في استقطاب الشباب فيما هو أنفع لأنفسهم ومجتمعهم، بدلاً عن الفراغ، إضافةً إلى جعل القراءة عادة وسلوكاً جماعياً ظاهراً في المجتمع.

وتوسعت تلك المبادرة من نوادٍ للقراءة وتجمّع للقراء لتكون مشروعاً رائداً يحتضن محبي القراءة والكتابة، بتشجيعهم أولاً على القراءة، ثم تطوير مهارات الكتابة لديهم، وذلك إيماناً بأن القراءة والكتابة عنصرا الثقافة اللذان لا ينفصلان.

ويطرح مشروع الجليس اليوم دورات تخصصية في الكتابة، مثل دورة الكتابة الصحيحة من الألف إلى الياء، ودورة "كيف تؤلف كتاباً؟"، ودورة فن المقال الصحفي، وغيرها من الدورات التي تطور مهارات الكتابة. ويوجد اليوم لدى مشروع الجليس الثقافي 75 نادياً للقراءة في مختلف مجالات القراءة؛ بين أدب الرواية، القصة، التاريخ، وغيرها. وبما يُقارب ألف عضو منتسب، ويسعى المشروع لهدف مئة نادي قراءة في الكويت خلال الفترة القادمة.

الجدير بالذكر أن اسم المشروع مُقتبس من البيت الشهير للشاعر المتنبي:

أعزُّ مكانٍ في الدُّنا سرج سابح *** وخير جليس في الأنام كتاب

والكتاب هو الجليس الحبيب والصاحب القريب..

 

"حروف".. إحياء الأمة بالمعرفة

وانتقلت العدوى خلال فترة قصيرة بين الشباب، لنرى انطلاقة مشروع تطوعي ثقافي جديد في عام 2012 تحت اسم مشروع "حروف" الثقافي، الذي تبنى شعار: "ربّ حرف أيقظ همة وأحيا أمة".

المشروع شبابي تطوعي غير ربحي، يديره مجموعة من الشباب لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين، ولديهم رؤية وطموحات يسعون لتحقيقها من خلال أنشطتهم وبرامجهم.

والجديد في مشروع حروف هو تنوع أنشطته ما بين نوادٍ للقراءة، وفعاليات جماهيرية، ورحلات خارجية لزيارة معارض الكتاب في الدول الخليجية والعربية، كما أقام المشروع رحلة ثقافية تاريخية لتركيا للتعرف على تاريخ الدولة، حيث يؤمن أصحاب المشروع أن المعرفة وسيلة للرقي الفكري والأخلاقي في المجتمع، ولذا يعتني المشروع بقراءة الكتب في المجالات الفكرية والاطلاع على المجتمعات الأخرى.

زان المرشد، صاحبة المبادرة في مشروع "حروف"، عن تطلعات المشروع للعام القادم قالت: "يسعى مشروع حروف في العام القادم إلى تحويل الآلية المتبعة في أغلب المشاريع الثقافية، وهي آلية اعتيادية عشوائية إلى منهج مُتّبع". وأضافت أنه "تم اعتماد منهج الارتكاز على مسألة القيم، فاخترنا 3 قيم (الإيمان والحرية والاختلاف) لتكون محور جميع أنشطة مشروعنا وفعالياته وأفرعه".

وأضافت رزان عن أنشطة النادي المتنوعة، قائلة: إن "حروف يضم نادياً للقراءة يتم خلاله عقد مناقشة أسبوعية لـ 18 كتاباً متنوعاً (فكرية/أدبية/سيرة ذاتية)، مقسمين على 9 أشهر، تتناول موضوع القيمة وماهيّتها". وإلى جانب نادي القراءة يوجد عدة مشاريع إضافية مثل: "برواز"، وهو ملتقى سنوي يطرح مواضيع فكرية تمس الشباب من خلال واقع تلك القيم الثلاثة.

"تراتيل"؛ وهو ملتقى سنوي يطرح مسألة علاقة القرآن الكريم بالثقافة من جوانب تلك القيم. ونادي الطفل للقراءة، الذي يهدف لتنمية القراءة وعقد زيارات ثقافية تعزز مفهوم تلك القيم السابقة من خلال الوسائل الممتعة. إلى جانب ذلك يهتم حروف بتنظيم الرحلات الثقافية واختيار الدول التي تتمثل بها تلك القيم.

• رؤية كويتية حول إستراتيجيات ...
• "أولمبياد اللغة العربية" يجمع طلبة ...
• "إيموجي" للحجاب باقتراح لشابة ...
• "اقتصد لتدوم".. حملة خليجية لترشيد ...
• "اقرأ لي".. حملة مميزة لذوي ...