الخميس، 02 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

385 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

6708916621

تحقيق- إحسان سيد :

حين تخرج الزوجة للعمل يكون شاغلها الأول هو كيفية تحقيق النجاح والتميز في عملها أو وظيفتها دون أن يطغى ذلك على احتياجات الزوج ومطالب الأولاد، غير أن التجربة قد تكون مخيبة لدى بعض النساء، أو تكون ناجحة لدى بعضهن، ولعل المعيار في الحالتين هو موقف الزوج من عمل زوجته ومدى تقديره لدورها في الحياة وحدود قدرته واستعداده لمساعدتها لتحقيق النجاح والتوازن الذي تسعى إليه في إطار هذا الدور.

وهنا نتساءل: هل الزوج يمكن أن يكون دافعًا لنجاح زوجته وتقدمها وتميزها، أم إنه عامل إحباط وإفشال لها؟

وفي الحالتين، كيف تتصرف الزوجة في الآتي: بيتها وزوجها وعملها... الإجابة في هذا التحقيق..

في البداية، نستطلع واقع حياة بعض العاملات وموقف أزواجهن منهن ومن عملهن.

أماني فؤاد – صحفية- قالت: بعد ولادة طفلي الأول حصلت على أجازة رعاية طفل، وفي هذه الفترة كان زوجي خير معين لي في رعاية ابني، ثم ابنتي، وتخفيف الأعباء المنزلية لأتفرغ لهما، لكن بمجرد عودتي إلى العمل تغيرت الحال، فصار زوجي يدقق في كل شيء، ويلقي عليَّ مسؤولية أي مشكلة، سواء في البيت أو لابني وابنتي، وفي كل موقف كان يهددني بأنه سيمنعني من الذهاب إلى العمل، فكان ذلك يمثل ضغطًا شديدًا على أعصابي، فكنت ألح في الدعاء بأن يعينني الله على التوفيق بين بيتي وعملي الذي أحبه حتى لا ينفذ زوجي تهديده، ورغم زيادة الأعباء بقدوم طفلي الثالث، إلا أن زوجي ظل على حاله لا يساعدني ولا يتابع معي الأولاد في الدراسة، وعندما فكرت في الاستعانة بخادمة تساعدني في أعمال البيت حتى أتفرغ أنا له ولأولادي وعملي كان يتهكم عليَّ ويتصيد لي أي خطأ أو تقصير، ولو صغير، ويقوم بتفخيمه ويرجعه دائمًا إلى انشغالي بعملي.

واع ومتفاهم 

حمدية سرور– مدرسة سابقة- قالت: زوجي رجل واعٍ ومتفاهم إلى أقصى حد، إذ يرحب بخروجي للعمل، ويشجعني عليه، حتى إنه عندما يكون لديَّ أي ارتباط خارجي ذي صلة بعملي يتابع هو البيت والأولاد في فترة غيابي، ولا يرهقني بأي مطالب في البيت، فأهم شيء عنده هو الاهتمام بثقافة الأولاد ودراستهم ومتابعة عباداتهم اليومية، وقراءة القرآن، وعندما أشعر بإرهاق أو تكاسل يحفزني هو على النزول والاجتهاد في عملي وأداء رسالتي في الحياة، وعندما تركت عملي كان هذا اختياري الشخصي دون أدنى ضغط من زوجي لأتفرغ لرعاية أولادي، خاصة بعد أن انتقلنا إلى محافظة أخرى.

د .آمال سعيد– مدرس مساعد بكلية التمريض- قالت: تزوجت بعد أن التحقت بالدراسات العليا، فكان زوجي عاملاً مساعدًا جدًا لي، ففي أيام الامتحانات كان يعفيني من أعباء الطهو، وعندما وضعت ابني وتعطلت قليلاً عن دراسة الدكتوراه كان يتعجلني، ويطلب مني المسارعة باستكمال الدراسة، رغم أنه محاسب وليس له صلة بمجال عملي.

سماح كمال محمد– مخرجة فنية في إحدى دور النشر- قالت: زوجي متعاون معي في كل الأمور، فأحيانًا يشتري الطعام، أو يصطحب ابنتينا من وإلى الحضانة، وأحيانًا يرتب لي الشقة عندما أكون مرهقة، أو في انتظار ضيوف.

خلود المناوي– مسؤولة علاقات عامة- قالت: كنت مجتهدة في عملي، وبعد الزواج لم أتوان عن الحفاظ على ذات المستوى حتى لا يقال: إن الزواج عطلني أو أضعف عزيمتي، وحاولت بكل طاقتي أن ألبي مطالب زوجي وألا أهمل أو أقصر في بيتي، وكان ذلك على حساب صحتي، فكنت دائمًا متوترة وعصبية خوفًا من التقصير أو الفشل أو التعرض للنقد من قبل زوجي، أو رئيسي في العمل، وقد حدث ما كنت أخشاه؛ فقد لاحظت أن زوجي بدأ يتغير تجاهي كلما تقدمت في عملي، إذ صار يستخف بعملي ويهينني أمام الأقارب، ويدعي أن عملي بدأ يؤثر على التزاماتي الزوجية والأسرية، حتى بدأت أشعر أنه يغار من نجاحي، ويحاول أن يحبطني أو يدفعني إلى الفشل، أو اتخاذ قرار ترك العمل.

زوجي سر نجاحي

سوزان الزهراوي– محامية- قالت: منذ اللحظة الأولى من تخرجي صممت على أن أخطو نحو النجاح المهني بخطوات ثابتة دفاعًا عن الحق، وإقرار العدل والدفاع عن المظلوم، وعندما تزوجت نقلت لزوجي هذه الرغبة، فتعاون معي في تحقيقها، فكان يساعدني في تنظيم وقتي، وأحيانًا يتناوب معي أعمال المطبخ وترتيب الشقة، كما كان يتولى اصطحاب الأطفال إلى الحضانة، ويعود بهم قبل عودتي من عملي، فلولا زوجي وتفهمه لطبيعة عملي وتقديره لدوري في المجتمع لما تمكنت من النجاح أو الاستمرار في أداء رسالتي وتحقيق طموحاتي المهنية.

قد أجريت عدة دراسات عن واقع حياة النساء العاملات وموقف أزواجهن من عملهن، منها دراسة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية حول هذا الموضوع أظهرت أن الحياة التي تعيشها المرأة العاملة بين عملها وبيتها جعلتها ذات طبيعة مختلفة وصلبة، حيث تتحمل جميع مسؤوليات المنزل والزوج والأطفال، ولا تتذمر أو تشكو، وفي الوقت ذاته تستطيع ضبط مطالبها؛ لأنها تعرف قيمة النقود والمشقة التي تتحملها في الحصول عليها.

وفي دراسة أخرى منشورة، أجراها الباحث الأميركي «وارين فاريل» – خبير الشؤون الأسرية – على 3 آلاف أسرة تبين أن الزيجات التي تتمتع فيها الزوجة بالاستقلالية تكون أكثر استقرارًا من غيرها، حيث إن استقلال المرأة المادي لا يهدد كيان الأسرة، بل يعود بالنفع على جميع أفرادها، فالزوجة العاملة أقدر على حل المشكلات ومواجهة الأزمات، ومن ثم إسعاد زوجها، كما أن ثقتها بنفسها تجعلها لا تحاول السيطرة عليه، فضلاً عن أن الأسرة التي يعمل فيها الزوجان تتمتع بدخل أكبر؛ مما يخفف الضغوط على الزوج، ويشعره بالاطمئنان إلى استقرار الأسرة ماديًا حتى وإن تعرض هو إلى أي مكروه.

وحول موقف الزوج من عمل زوجته وتأثير ذلك على حياة الزوجة واستقرارها، يقول د .محمد المهدي– أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس– في حالات كثيرة يكون هذا الموقف مبنيًا على سلوك الزوجة، وهل أهملت واجباتها كزوجة وأم، أم أنها وازنت بين هذا وذاك؟ فإذا استطاعت الزوجة أن توازن ولم يشعر الزوج باضطراب أو خلل في البيت، أو في حياة الأولاد، فلن يكون لديه اعتراض مادام موافقًا مبدئيًا على فكرة العمل.

ويضيف د .المهدي أن الأصعب يظهر في حالة رفض الزوج مبدئيًا لعمل زوجته، فإذا أعلن رأيه قبل الخطبة، فعليها أن تلتزم بهذا الشرط، وإذا رفضت فعليها أن تلجأ إلى التفاوض معه للوصول إلى حالة التراضي والوفاق.

أما إذا كان رفضه تاليًا للخطبة والزواج، فعلى الزوجة أن تسأله: لماذا يرفض عملها؟ وهل هذا الرفض متعلق بأمور ذات صلة بطبيعة عملها، أم لأن هذا العمل مجهد جدًا ويؤثر على أدائها في البيت؟

وقد يكون الزوج معترضًا على مبدأ العمل مطلقًا مهما قدمت له الزوجة من حلول ومقترحات، وهنا يبقى على المرأة أن توازن بين موقف الزوج ورغبتها في العمل، فتحاول إقناعه في البداية؛ فإن لم تجد تلجأ إلى من يقنعه؛ فإن لم يقتنع، تقاس الأمور حسب ظروف الأسرة ومصلحة الأولاد.

الطموح الواقعي

وتعلق د .أميرة بدران– خبيرة التنمية البشرية– على هذه القضية قائلة: يتوقف الأمر على طريقة تفكير الزوج وموقفه من المرأة ونظرته لها، وليس على تعاونه أو عدم تعاونه معها، فالزوج المتعاون يجعل الحياة أسهل والتعامل معه يكون بسيطًا سلسًا، فلا يكون عائقًا أمام أداء دور زوجته المهني أو الاجتماعي، وتلفت النظر إلى أن الرجل الشرقي له طبيعة خاصة لابد أن تحترمها، فإذا كانت الزوجة طموحة ينبغي أن يكون طموحها متدرجًا وواقعيًا لا يتعارض مع طبيعة الزوج، ولا تصل هذه الطموحات إلى درجة الأنانية وتفضيل المصلحة الشخصية على مصلحة الأسرة.

أما الزوج غير المتعاون فموقفه مرتبط بطبيعته، وهل هو شخص غيور أم شكاك أم مستغل ماديًا لزوجته؟ فإذا عرفت المرأة شخصية زوجها كان عليها أن تعامله في إطار هذا الفهم.

فإذا كان غيورًا عليها أن تكون دبلوماسية في عدم نقل أو إشاعة أخبار نجاحها إليه أو على الأقل تنقلها إليه بشكل متدرج وطبيعي، بحيث تشعره أنه هو سبب نجاحها وتميزها، وأن الفضل في ذلك – بعد الله – يرجع إليه وإلى دعمه ومساندته لها ومساعدتها في البيت، وأن رضاه يأتي في المقام الأول عندها، أما إذا كان مستغلاً، فعليها أن تضحي بجزء من دخلها لتقليل مشاكلها الأسرية معه، ولابد أن تبذل جهدًا كبيرًا للحفاظ على التوازن بين البيت والعمل، ويكون لديها استعداد نفسي وتقبل داخلي لبذل هذا الجهد.

وتنصح د .أميرة كل زوجة عاملة بأن تقوم بتربية أبنائها بشكل يجعلهم أكثر تحملاً للمسؤولية، واعتمادًا على أنفسهم، مما يخفف الضغط الواقع عليها، ويكون لديها دائرة للدعم النفسي ونقل الخبرات وتبادل الأفكار والمقترحات، سواء من الصديقات أو الأقارب، أو حتى الجارات المؤتمنات، وأن تستعين بالأجهزة والأدوات وأية وسائل تسهل لها أمور الحياة، وقمة ذلك كله: الدعاء الدائم إلى الله تعالى بأن يعينها ويساندها حتى تؤدي جميع أدوارها بنجاح وكفاءة ورضا.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال