الجمعة، 03 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

322 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

4 22 2015 9 30 14 AM

عبدالمجيد إبراهيم قاسم:

لقد كان ينظر إلى الأطفال قديما على أنهم رجال صغار، عليهم خوض غمار الحياة ومواجهة صعوباتها بطرائق الراشد وأساليبه. لكن، وبعد التطورات الهائلة التي شهدتها وتشهدها العلوم، والتغيرات التي طرأت على النظريات التربوية بخاصة، ومع تجدد المفاهيم حول عالم الطفولة وتبدل النظرة إليه، ثبت - قطعا - أن للأطفال قدرات واحتياجات وميولا خاصة بهم، فأدركت الأمم والشعوب - بإدراكها تلك الحقائق - قيمة هذه المرحلة الحقيقية، وأخذت بالاهتمام بأطفالها، وإيلائهم الرعاية الكافية، حتى عد هذا الينبوع الإنساني أهم ثرواتها، وأسمى الغايات التي تنهض بها إلى التطور والتقدم. وفي الوقت نفسه، عد ذاك الاهتمام مؤشرا إلى تقدمها ورقيها، ومقياسا لمكانتها بين مصاف نظيراتها.. وقد أصبح الاهتمام بتربية الطفل ثقافيا - تحديدا - هدفا استراتيجيا وتنمويا، ومن الضرورات التي تجتهد في مجالاتها الشعوب، كونها تحمل رسالة عظيمة في مضمونها ومحتواها. فالتربية الثقافية التي يتشربها الطفل اليوم، هي التي ستسهم في توجيه مسار حياته وتحديد اتجاهاتها مستقبلا.

لم تعد الأسرة أو المدرسة وحدهما مصدر الثقافة والمعرفة، بل إن الطفل أصبح يتلقاهما عبر وسائط أو وسائل عدة. والوسيط في ثقافة الأطفال هو كل أداة تستخدم في تقديم أو إيصال المادة الثقافية باختلاف أشكالها إليهم. ولوسائط ثقافة الطفل خصائص واعتبارات تختلف كثيرا أو قليلا عن خصائص وسائط ثقافة الكبار. وفي الوقت نفسه، فإن لكل وسيط ثقافي طبيعة وآلية مختلفة عن غيره من الوسائط، إلا أن أفضلها على الإطلاق ما لاءم طبيعة الطفل، وقدم له صورا ومواقف واقعية عن الحياة.

تتعدد هذه الوسائط وتتنوع، ابتداء بالكتاب المطبوع، ووصولا إلى بعض المنجزات التقنية الحديثة كالإنترنت، ومرورا بالصحيفة والتلفاز والسينما والإذاعة والفيديو والمسرح والمتحف والمعرض والرحلة الاستكشافية وغيرها. ويمكن تقسيم وسائط الثقافة إلى ثلاثة أنواع: وسائط الثقافة المقروءة، ومنها الكتاب والمجلة، وهو نوع يستخدم المطالعة كوسيلة اتصال وتأثير، وميزته أن الرسالة فيه تبقى ثابتة، يمكن الرجوع إليها. والوسائط المسموعة، كالإذاعة والاسطوانات، والوسائط المسموعة المرئية، كالتلفزيون والمسرح والسينما والفيديو، وهي تعتمد الصوت والصورة في نقلها للثقافة، وتمتاز بدرجة عالية من الفعالية والتأثير، لأنها تتوجه إلى حاستي السمع والبصر.

1- الكتاب: أولى وسائط تقديم الثقافة وأهمها، ولا يمكن الاستغناء عنه مهما تقدمت الوسائط الأخرى.. إذ يعد أكبر مورد لتنوع ثقافة الطفل، والبوابة العظيمة التي تقوده إلى المعرفة بمفهومها العام والشامل. من أهم خصائص كتاب الطفل وشروطه:

- المضمون: وما يطرحه من أفكار ومعارف وقيم مناسبة، ومدى تحقيقه للاعتبارات التربوية والنفسية والتذوقية الخاصة بالطفل.

- الإخراج والشكل: يؤديان دورا مهما في جذب الطفل، وتنمية حبه للمطالعة، كأن يكون حجم الكتاب مناسبا، وغلافه جذابا، شكلا ولونا، وأن يحتوي على رسوم ملونة ومعبرة.

2- المجلة: وسيلة تثقيفية مهمة في حياة الأطفال، فهي تحسن مهاراتهم القرائية، وتزيد في حصيلتهم اللغوية، وترقى بتذوقهم الفني والجمالي، عبر ما تقدمه من مجموعة المواد، كالقصص والأشعار والمعلومات وغيرها من المواد الثقافية المتنوعة، وعبر ما تحققه من تفاعل إنساني، ودافعية مرتبطة بميول الشريحة الموجهة إليها.

3- الإذاعة: للكلمة المسموعة دورها المهم في رفد الطفل بالثقافة.. والإذاعة كوسيلة إعلامية تعتمد الكلمة، وتستخدم المؤثرات الصوتية، إنما تثير خيال الطفل عبر تحويل الكلمات إلى صور صوتية نابضة بالحياة. إن الإذاعة تسهم في التعليم والترفيه والتذوق عبر برامجها التي تتنوع بين الغناء والموسيقى والقصص والحكايات، وبرامج المهارة والترفيه والتواصل. كما أنها تملأ أوقات الفراغ بالمفيد والممتع، وتكسب مهارات عدة، كالتدرب على الخطابة والنطق السليم، وحسن الاستماع والإصغاء.

4- التلفاز: أهم مصادر تثقيف الطفل وأكثرها جاذبية وإمتاعا له، إذ يجمع بين العديد من المؤثرات كالصوت والصورة، واللون والحركة. ولعل طبيعة الطفل المولعة بالاستكشاف والاستطلاع، جعلت هذا الجهاز السحري يستأثر بحيز كبير في نفسه. والتلفاز - في الحقيقة - ليس وسيلة لتزويد الطفل بالمعارف والقيم والعادات السلوكية فحسب، بل وسيلة تمتلك شيفرة تأثير مهمة في شخصيته، وتكوين وعيه الثقافي الإنساني. وهي تسهم إسهاما أساسيا في بنائه التربوي عموما، ذلك إذا مكناه من الاستفادة من البرامج المفيدة والمناسبة كبرامج التعليم المبسط، وموضوعات الطبيعة والحيوان، وأفلام المغامرات الشيقة، والقصص العلمية المناسبة.

5- المسرح: وسيلة اتصال فكرية وثقافية واجتماعية لا يختلف على أهميتها اثنان. ويكفي الاستشهاد بمقولة الشاعر الإسباني لوركا بأنه: «ترمومتر تقاس به عظمة البلاد». للمسرح في حياة الطفل دور كبير، فهو ينمي مداركه، ويوسع ثقافته، ويدربه على ضبط انفعالاته وتفريغ شحناته العاطفية، ويبعث في قلبه مشاعر الفرح والسعادة. بيد أن أهم مزايا المسرح تتمثل في التجسيد الحي للمواقف، وما يحققه من تأثير وتفاعل أولا. وفي المزج بين الكثير من الفنون الإنسانية، كالتمثيل والإلقاء والحوار والاستعراض والغناء، وتنوع المؤثرات التي تعتمدها عروضه، كالموسيقى والضوء والصوت والإضاءة، ثانيا. وفي تعدد أنواعه، كالمسرح المدرسي ومسرح العرائس ومسرح الظل، وتلون أشكاله، كالمسرح الغنائي والشعري والنثري والحواري، ثالثا.

6- السينما: وسيلة اتصال مهمة، تؤدي دورا بارزا في نشر الثقافة وتعميم المعرفة، وتعد - بعد التلفاز - من أكثر وسائل الإعلام تأثيرا في نفوس الأطفال، حيث الصورة المتحركة والناطقة، والقادرة على شد انتباههم وجذبهم.

7- الفيديو: اختراع حضاري ملازم للتلفاز ومكمل له، تكمن ميزته في استخدام التسجيلات والبرامج التعليمية على نطاق واسع، وفي الاحتفاظ بها وعرضها في الأوقات المرغوبة.

8- المتحف: مرآة تعكس تاريخ الشعوب وحضاراتها، وأداة تربوية وثقافية تمتاز بمقدرة هائلة على رفد الطفل بالثقافة. كما يحقق أغراض التعرف على التراث الإنساني، والاطلاع على عادات الشعوب في المراحل المختلفة وتقاليدها، إضافة إلى تنمية التذوق الفني والجمالي للأطفال.

ولوسائل الإعلام عموما، كمنظومة واسعة لنقل الثقافة، دور مهم في مجال تثقيف الطفل، وصياغة المفاهيم الثقافية الحديثة في حياته، من خلال التوجه التربوي السليم، والتأسيس لشخصية طفلية متوازنة.

 تختلف خصائص كل وسيط ثقافي للطفل عن غيره بحسب طبيعة الوسيط نفسه، غير أنها تشترك جميعا في مجموعة خصائص لعل أهمها على الإطلاق: مراعاتها لمتطلبات نمو الأطفال في كل طور، ومن مختلف جوانبه الإدراكية والعاطفية والاجتماعية، وتوافقها، شكلا ومضمونا، مع ميولهم ودوافعهم، والاستجابة لرغباتهم واحتياجاتهم في المعرفة والتعبير والإبداع. ثم أن تتصف هذه الوسائط بالمقدرة على الإثارة والتشويق والإمتاع، لتتمكن من الولوج إلى نفس الطفل، وتحرك أحاسيسه وانفعالاته. ومن المهم هنا أن تتنوع هذه الوسائط، فلا تقتصر العملية التثقيفية على وسائط معينة بذاتها، بما يجعلها مصدرا لإثارة تفاعل الأطفال وشد انتباههم. ولكي تؤدي هذه الوسائط دورها المطلوب في التربية، وتحقق الأهداف المرجوة، ينبغي التوجه بها توجها جادا، والعمل على تطويرها بصورة مستمرة، وربطها بأحدث المعطيات، وإحاطتها بأسباب التشويق والجاذبية.. إذ لم يعد ممكنا اليوم اختصار مسألة «تثقيف الطفل» بالكتاب أو بطريقة صناعته، لأنه أصبح مفهوما أشمل وأعمق. وقد أشار أحمد فضل شبلول لهذا الجانب بقوله: «لم يعد أمر ثقافة الأطفال مقصورا على طريقة صنع الكتاب بشكل يجذب إليه الطفل، أو على اختيار النص الشعري أو الحكاية أو القصة المناسبة له، ولم يعد الأمر مقصورا كذلك على مناقشة تقديم ما هو غير ناطق من حيوان أو طير بطريقة ناطقة، لقد جلب التطور التكنولوجي والإلكتروني معه أشكالا وأفكارا ومشاكل جديدة لأطفالنا، وينبغي على صانعي ثقافتهم الجديدة استيعابها أولا، ثم طرح مضامين جديدة تناسب هذه الأشكال».

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال