القاهرة – محمد عبدالعزيز:

صدر عن سلسلة "قراءات صينية" والتي تصدرها دار صفصافة للنشر بإشراف الأستاذ الدكتور حسانين فهمي حسين، الكتاب من ترجمة حميدة محمود فرج المعيدة بقسم اللغة الصينية كلية الألسن جامعة عين شمس، مراجعة واشراف الاستاذ الدكتور حسانين فهمي حسين الأستاذ المساعد بكلية الألسن.

الكتاب من تأليف البروفسير بي جانغ خونغ، أحد أبرز المتخصصين في الدراسات الاقتصادية بالصين، وعضو اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي الثاني عشر للحزب الحاكم. يلقي الضوء على استثمارات الصين الخارجية، ويتناول كيفية تعزيز هذه الاستثمارات.

مشكلات وحلول ومقترحات

ولا يهتم الكتاب فقط بذكر المشكلات والتحديات التي تواجه الاستثمارات الخارجية، بل يقوم بذكر بعض مقترحات وحلول أيضًا، كالطبيب الذي يشخص المرض ويصف العلاج. فمن ضمن المشكلات التي ذكرها المؤلف هو عدم التوازن بين الاستثمارات التي تضخها الصين بالخارج والاستثمارات التي تستقطبها إلي الداخل ... فالأولى وصلت في 2012 إلي 502 مليار و800 مليون دولار ... أما الأخيرة فوصلت إلى 2 تريليون و159 مليار و600 مليون دولار.

وعرض الكتاب أيضًا مشكلات أخرى تعاني منها الاستثمارات الصينية الخارجية، من بينها غياب آليات السوق، بما في ذلك انعدام التوازن في تنمية الكيانات الاستثمارية، والانفتاح غير الكامل لأسواق هذه الاستثمارات، وعدم اكتمال النظام الضريبي لهذه الاستثمارات، علاوة على عدم تكامل النظام القانوني والسياسات المعنية باستثمارات الصين الخارجية، والخلل في آليات التنظيم والسيطرة على هذه الاستثمارات، إلى جانب تعرض استثمارات الصين الخارجية لخسائر وأضرار النزعة الحمائية الاستثمارية بصورة متكررة إلخ. ما يؤكد احتياج استثمارات الصين الخارجية إلى مزيد من الدفع والدعم.

خطط دفع الاستثمارات

وقد تناول الكتاب منظومة لتعزيز استثمارات الصين الخارجية تتكون من ثماني أنظمة، هي: النظام القانوني، ونظام الرقابة والإدارة، والنظام الضريبي والمالي، ونظام الملكية الفكرية والتوحيد المعياري، ونظام مكافحة المخاطر، ونظام تعزيز مناطق التعاون الاقتصادية والتجارية في الخارج، ونظام دفع الاستثمار في الأوراق المالية خارج البلاد، ونظام الخدمات الاجتماعية. وخلال تناوله لكل نظام، كان يذكر الكتاب في البداية نبذة عن هذا النظام، ثم يتناول الخلل الذي يعاني منه، يليه معالجة وبعض مقترحات لحل هذا الخلل.

كما اهتم الكتاب أيضًا بشدة بذكر بعض خطط واستراتيجيات الحكومة الصينية في دفع الاستثمارات .. كاستراتيجية "الخروج"... وهي خطة واستراتيجية تدعم سياسة الدولة الأساسية في الانفتاح على الخارج، وتعمل على الربط بصورة جيدة بين الاستثمارات التي تضخها الصين خارج البلاد، والاستثمارات التي تستقطبها الصين، كما تعمل على توسيع مجالات الانفتاح، وتحسين هيكله، ورفع جودته.

الحماية الفكرية

أيضًا، ركز الكتاب على تعزيز الحماية الدولية لحقوق الملكية الفكرية الخاصة بالاختراعات الصينية.. فطبقًا للكاتب، "احتلت الصين المرتبة الثانية عالميًّا من حيث الطلب على تسجيل براءات الاختراع، كما احتلت المرتبة الأولى عالميًّا من حيث عدد العلامات التجارية التي قامت بتسجيلها، وكانت شركة زد تي إي ZTE لأجهزة الاتصال هي الشركة الأكثر طلبًا لتسجيل براءات الاختراع لعام 2011، كما جاءت شركة هواوي في المرتبة الثالثة، مما يبين تغير نظرة الشركات الصينية لحماية حقوق الملكية الفكرية، حيث أدركت ضرورة المبادرة والسرعة في حماية حقوقها الفكرية، الأمر الذي أدى إلى تضخم احتياجات الصين الفعلية لتعزيز الحماية الدولية لملكيتها الفكرية."

رصد المخاطر

اهتم الكتاب أيضًا بالوقوف على ذكر أهمية رصد المخاطر السياسية والتجارية والأمنية في الدول المضيفة للاستثمارات الصينية، كما ذكر بعض الاحتياطات: كإصدار (دليل بلدان (مناطق) التعاون الاستثماري الأجنبي) وتقارير عن البيئة المحلية للدول المضيفة للاستثمارات، وإصدار الإنذارات الأمنية المبكرة في أوقاتها، والقيام بإجراءات فحص ودراسة حول تأسيس الشركات وتنفيذ المشروعات في الدول ذات المخاطر العالية، وتقديم التوجيهات للشركات من أجل مكافحة المخاطر الخارجية، وتنظيم دورات تدريبية للأفراد المعنيين بالشركات التي تسافر خارج البلاد في مجال السلامة الأمنية، ومساعدة الشركات على إيجاد حلول لمشاكل الأخطار الأمنية التي تواجهها.

ويقول الناشر عن الكتاب: "بينما تتقدم الصين بسرعة لتصبح واحدة من كبريات اللاعبين في مجال الاستثمارات الدولية خاصة في إفريقيا، فإن المكتبة العربية مازالت تعاني من فجوة معرفية فيما يتعلق بهذا الواقع الذي بدأ يتخلق حولنا، ويسعى هذا الكتاب لسد الفجوة في هذا المجال وتقديم إضاءات على دور التنين الصيني الناهض في مجال الاستثمارات الخارجية".

ويضيف "يتميز الكتاب بأن مؤلفه هو أحد المطلعين على خفايا التخطيط الاقتصادي في الصين وأحد الخبراء المقربين من الحزب الحاكم في بكين".