السبت، 23 سبتمبر 2023
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

البخاري.. أمير المؤمنين في الحديث

د.محمد صالح عوض - عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة: إن الحياة في ظلال الحديث الشريف، نعمة ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

74 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الافتتاحية

8 4 2015 9 51 21 AM

فيصل يوسف العلي :

لما كانت السابقة مستورة عنا، والخاتمة ظاهرة، جاء في الحديث «إنما الأعمال بالخواتيم»، كالوعاء، إذا طاب أعلاه، طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه، خبث أسفله، وأن ذلك مقدر بحسب الأعمال، وأن كلا ميسر لما خلق له من الأعمال، التي هي سبب للسعادة أو الشقاوة، والتعويل على كرم الله وفضله ورحمته، وأن دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة.

وللنفس حالتان، حالة استراحة إن حرمتها إياها كلّت، وحالة تصرّف إن أرحتها فيها تخلّت، فالأولى بالإنسان تقدير حاليه، فإن لها قدرا محدودا، وزمانا مخصوصا، ومن عاش لشيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه، وينبغي أن يقسم حالةَ تصرّفه ويقظته على المهم من حاجاته، ويتصفح ما صدر من أفعاله، فإن كان محمودا أمضاه، وإن كان مذموما استدركه إن أمكن، وانتهى عن مثله في المستقبل، وقد قيل: من كثر اعتباره، قلّ عِثاره.

                 فإياك والأمر الذي إن توسعت

       مواردهُ ضاقت عليك المصادر

                     فما حسن أن يعذر المرءُ نفسَه

       وليس له من سائر الناس عاذر

والأعمال بالخواتيم، إما أن يوقظ قبل موته بمدة يتمكن فيها من التزود بعمل صالح يختم به عمره، أو يوقظ عند حضور الموت فيوفق لتوبة نصوح يموت عليها، فالتوبة التوبة قبل أن يصل الموت النوبة، فيحصل المفرط على الندم والخيبة، فكن أيها العاقل مقبلا على شأنك، واجعل نصح نفسك غنيمة عقلك، ولا تداهنها بإخفاء عيبك، وإظهار عذرك وهذّب نفسك، بإنكار عيوبك، فإنه من لم يكن له من نفسه واعظ، لم تنفعه المواعظ.

20021252216

فيصل يوسف العلي :

 خلق الله الإنسان وعلمه البيان، ووهب له العقل ليعقل عن ربه ما شرعه وأبان، وجعله متميزا بالتكليف والأمانة، والحرية والكرامة.. وإن كرامة الإنسان وحريته هما أعز مقومات وجوده، بل مصدر قوته وعزته وافتخاره، فالإنسان هو ذلك المخلوق المكرّم على سائر المخلوقات، وقد شرفه الله بالخلافة على هذه الأرض.

 ولقد جاء الإسلام ليقرر الحقوق والحريات، وكفلها للجميع بدون تمييز. وهي حقوق ثابتة لا غنى عنها، وميزتها أنها منح إلهية. والحرية من صميم الحياة الإنسانية، وقد حفظها الإسلام لكل فرد، على أن لا يَمسّ حقوق الآخرين، أو يخل بقانون النظام العام، لأن الحرية في الأصل ليست مطلقة، وإنما هي قدرة الفرد على ممارسة أي عمل لا يضر الآخرين، فهي مقيدة.

والحرية أنواع، حرية الاعتقاد والفكر والقول والرأي والتملك والاجتماع.

فالإنسان في نظر الإسلام سيد هذا الكون، والمخلوق المدلل المخدوم {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (لقمان:20). وإن الحريات المقررة هي الضمان لاستقرار الدين ونمائه وازدهاره، وفي نفس الوقت الذي أطلق فيه الإسلام حرية الفكر قيَّد حرية الشهوة، ووضع لها الضوابط، وراقب سير الغرائز، وأقام لها الحدود والتكاليف.

وإن العالم إذا كان قد أصابه خير فمن حرية العقل والنظر، وإذا كان قد مسه ضرّ فمن حرية الهوى والعبث، ولا يجوز أن نخلط بين الحريتين، فعلى دعاة الحرية أن يفرقوا بين الأمرين، وأن يميزوا بين المنهجين.

ولكن الحرية التي ينادي بها المعتدلون، ويكرهها المعتدون، هي حرية النقد البناء، وحرية النصح والتقويم، وحرية مقاومة الحجة بالحجة، لا الاضطهاد والاعتداء والتشويه والقمع، فالحرية صدى الفطرة ومعنى الحياة، والإنسان يشعر بأن كل ذرة من كيانه تنشدها وتهفو إليها، وكما برأ الخالق الحكيم لكل جارحة أو حاسة وظيفتها التي تعتبر امتدادا لوجودها، خلق الإنسان ليُعَزّ لا ليذل، ويكرم لا ليهان، وليفكر بعقله ويهوى بقلبه.. فقد خلق الله الإنسان، وسخر له الكون، ليكون خليفة الله في الأرض.. فالإنسان الحر حقا: هو الشخص الذي تتجلى فيه المعاني الإنسانية العالية، التي يعلو بها عن سفساف الأمور ويتجه إلى معاليها، ويضبط نفسه، فلا تنطلق أهواؤه، ولا يكون عبدا لشهواته.

25222

فيصل يوسف العلي :

 إن الإبداع الفكري والعلمي للتراث الإسلامي، هو حصيلة قرون طويلة في عدة مجالات، تكمن في التراث المسطور الذي لا غنى للعالم عنه، وما ترك لنا الأوائل في خزاناتها من تراث خالد، وعلم نافع، أفادت منه الحضارة الغربية.

 ولايزال هذا التراث الهائل متناثرا في مدونات نادرة، سطرت باليد، اشتملت على معارف القدماء.. هذا التراث الثمين الذي ينبغي جمعه وصيانته من الهلاك.

 ومن المعلوم أن التراث الإسلامي ابتلي خلال القرون بمحن عديدة في مشارق الأرض ومغاربها، وضاع منه الكثير.

 فالإنسان منذ القدم يعتمد على غيره، ويحاول الإتيان بشيء جديد. فالاعتماد والابتكار هما من عوامل التقدم والارتقاء. وقد أخذ العرب والمسلمون عمن تقدمهم، واقتبس الغرب من العرب، وكان مما امتازت به القرون الأولى من الإسلام أن علوم الأوائل، التي بدئ بترجمتها، قد زادت العناية بها، وقد أدخلت هذه العلوم والصناعات في العربية روحا جديدا، فترجم إليها من عدة لغات، فاغتنت اللغة، ورأت من الأساليب والأفكار ما لا عهد لها به، وهذا أول تأثير من آداب الأمم الأخرى أصاب اللغة العربية، فأصبحت لغة علم وصناعة، بعد أن كانت لغة شعر وحكمة فقط.

 وما أضافه العرب من الثقافة الإنسانية إلى تراث من سبقهم من المفكرين، وما خلفته الحضارة الإسلامية لا حصر له.

 ونظرة إلى الأمم الناهضة القوية ذات التراث الضخم، نجد أنها تصرف عنايتها إلى القديم وإحيائه، وأن المقصد الأسمى والغاية النبيلة هما جعل تلك الأمة تؤمن بأن لها كيانا معتبرا في عالم الاكتشاف والاختراع، وأنه بإمكانها المساهمة في خدمة الإنسانية.

 إن الأمة العربية والإسلامية من الأمم التي خلفت تراثا في ميادين المعرفة، عاد على الحضارة بالتقدم والارتقاء، وقد وضعوا له الأصول والقواعد؛ درسا وتدقيقا لا تزال في أسسها وجوهرها. وإذا ضاعت الأصول، ضاع التاريخ معها، وذلك أن التاريخ لا يقوم إلا على الآثار التي خلفها الأسلاف، فإذا سطت محن الدهر أو عوادي الزمن على بعض هذه الآثار والتراث وأزالت معالمها، فقدها التاريخ، وكانت كأنها لم توجد، وبفقدها يجهل عصرها ورجالها.

 فلزاما على أهل الحل والعقد أن يتفرغوا للبحث والتفتيش عن التراث وجمعه وصيانته حتى يكون متاحا للدارسين والباحثين في شتى فروع المعرفة البشرية.

5 10 2015 8 52 20 AM

فيصل يوسف العلي :

إن النوع الإنساني مضطر إلى التعايش والتآلف والاجتماع في إكمال المعيشة، وإتمام وانتظام البنيان، فيحتاج إلى قيادة تقيم أموره على التقدم والتطور، فإن استعمال الأنظمة واللوائح والوسائل الحديثة، وإن كانت من ضروريات العمل المؤسسي ومن بديهيات الإدارة العصرية فهي لا تستوعب حقيقة النجاح، وتحقيق الأهداف في القيادة والإدارة، فهناك جوانب أخرى في القيادي تكون موضوع ضرورة وأهمية للنجاح، فالصفات الفطرية الموجودة داخل القيادي والإداري قد تهيأت بطبيعتها الربانية للقيادة والإدارة، ومع المعرفة والخبرة تكفي للتفوق والنجاح.

فالفطرة والصفات الموهوبة مصدر ضروري للقيادي الناجح من خلال امتلاكه معالم النجاح من الاستيعاب والفراسة والنضج والصدق والأمانة والضمير اليقظ، وهي تلك الصفات التي اتصف بها جميع الأنبياء والمرسلين، ويدل على هذا اختيار النبي  " صلى الله عليه وسلم"  بعض القادة وتقديمهم على من هو أقدم منهم إسلاماً وأكثر علماً وورعاً للصفات الفطرية التي ولدت معهم.

والقيادة الحقيقية ليست أوامر ونواهي، ولا وسيلة بناء مجد ذاتي، وإنما هي تنفيذ أعمال من خلال الآخرين، وتحقيق الأهداف بأعلى كفاءة وأقل تكلفة وأسرع وقت، فبعض الناس يولد قائدًا ببراعة وموهبة، وبعضهم يتعلمون القيادة، وهناك أناس لا يستطيعون أن يملكوا زمامها، وهناك أناس لا يستطيعون حتى مجرد التفكير بأن يكونوا قادة، «كل ميسر لما خلق له» ويمكنك أن تلمس بعض هذه القيادة الفطرية في بعض قادة العالم العظماء من الشرق والغرب في القديم والحديث كعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وصلاح الدين وغيرهم.

ومن ركائز القيادي الاعتماد على الذكاء الفطري والحسي، فهي علم وكياسة وذوق، وألا يكون بخيلاً ولا جاهلاً ولا جافياً ولا خائفاً، ويكون من الأقوياء في أبدانهم وعقولهم، والشفقة مع الآخرين والعناية بهم والتآلف والرفق، والرفق أصل في القيادة والإدارة، لأن القسوة إذا أفرطت نفّرت، وكذلك الرقة إذا أفرطت أطمعت، فخير الأمور الوسط، والقدرة على الاتصال والتواصل، فهي التي تفجر الطاقات داخل الناس، وتحول الأفكار إلى أفعال، ولأن الحياة الإنسانية في جميع صورها لا تقوم إلا بالتعاون، ولا تستقيم إلا بالنظام، ومن المهم ترك الغرور والاستبداد وإقصاء من قبلك ومن بعدك، والتغيير ممكن، ولكن بموضوعية وتشاور، دون الوعود الزائفة.

فيا أيها القيادي الناجح لا تتكلم دون تفكير، ولا تتهرب من المسؤولية، ووازن بين المصالح وحماية مصالح من معك، فالإخلاص والولاء والتفاؤل والحب من صفات القائد الناجح، وإن من البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه لا لمن يُبصره.

2222522122552

فيصل يوسف العلي :

إذا تأملنا واقع الأمة اليوم، وما تمر به من المحن والابتلاء، نلاحظ أن هناك مفاهيم غائبة عن الكثير، فقد حرص الإسلام كل الحرص على استقرار حياة الناس، والحفاظ على أمنهم وأرواحهم.

وهذا ما أوصى به النبي  " صلى الله عليه وسلم"  في خطبة الوداع من الإرشادات القويمة، والتعاليم الحكيمة، والنصائح العظيمة.. والكتاب العظيم الذي بين أيدينا قد بينها وفصلها. لذا، فإن الاعتناء بدراسة السيرة النبوية مهم للمسلمين ولغيرهم، لأنها التفسير الواقعي والتطبيق العملي لهذا الدين، وكيف استطاع النبي  " صلى الله عليه وسلم"  أن يحول العرب من أمة أكلتها الثارات والأحقاد إلى أمة وصفها الله بالخيرية، واستحقت الشهادة العالمية.

هذا وإن أسباب الخلل الواقع عائدة لغياب هذه الحقائق، وإن الجهل بها أوقع في خلل كبير، من الاستعجال والتنازل والقنوط والعزلة، والانحراف عن المنهج وتأصيل العصبية والحزبية، والخلط بين انتصار الأشخاص وبين انتصار الأمة، وظهور الحق والحقيقة.

فالإسلام الذي جاء به نبي الرحمة  " صلى الله عليه وسلم"  قد تولى تحديد المرتبة العظمى وإقامة المعالم، وإنارة السبل، ودعا الناس إلى الأخذ بها والانتفاع بثمراتها العاجلة والآجلة، رسم للناس الطريق القويم، والمنهاج المستقيم، الذي يكفل لهم السبق العظيم، فجاء بالشرائع والأحكام الكفيلة بأن تقيم مجتمعا إنسانيا فاضلا، إذا التزموا بتطبيقها، وترك المجال الواسع للاستزادة من النظم الحضارية.

فالعدل نظام كل شيء، والإنصاف عَزَّ في هذه الأيام، وسيطر مكانه الخلاف، فصارت الحاجة ماسة إلى المنهج السليم، والقسطاس المستقيم، لنزن الأمور، ونبتعد عن الجور، وقد تتحول الاختلافات الفكرية والسياسية إلى عصبية، تسود فيها القيم السلبية، من التعصب والتنازع وسفك الدماء، فتلغي العقل، وتأمر بالكره والعداوة.

إن قادة المجتمع والعلماء والعقلاء وصناع القرار هم من يوجه المجتمع للرقي والألفة والمؤاخاة ووحدة الكلمة، فلابد من دراسة علمية منهجية، توضح الرؤية، وتبين الطريق، وتتكاتف الجهود لكشف الأسباب والعودة إلى المجد.

دير جنادلة الغنايم تكرِّم حفظة القرآن الكريم

القاهرة – عبدالناصر العمدة: للعام الثالث على التوالي، شهدت قرية دير الجنادلة مركز الغنايم ...

أميمة عتيق تكتب: كيف تستقبلين شهر الصيام؟

 أميمة عتيق - باحثة وكاتبة مغربية: تقبل علينا في هذه الأيام القادمة نسمات عطرة للشهر الفضيل، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال