السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

118 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

d3311

الرياض - تهاني العصيمي:

مع امتداد تطور الوعي الذي تشهده مجتمعات كثيرة، تزداد الرغبة في الأعمال التطوعية الإنسانية التي تسهم في تقدّم البشرية وتقوّي أواصر اللحمة المجتمعية، إضافة إلى أن الانغماس في التطوع ينعكس إيجاباً على الشخص المتطوع، يقول أرسطو «الرجل المثالي يشعر بالمتعة في إسداء المعروف».

ويبدو أن السعوديين في الفترة الأخيرة ينخرطون بقوة في أعمال تطوعية عدة في أوقات الأزمات، وكذلك في الأوقات المستقرة سواء كان تطوعاً واقعياً أو افتراضياً، ومشهد الشبان والشابات المتطوعين في إغاثة المتضررين ومساعدتهم من كارثة السيول التي ضربت مدينة جدة قبل أكثر من خمسة أعوام دليل واضح على مدى اهتمام السعوديين بالأعمال التطوعية وخدمة المجتمع. كما لم يعد التطوع مقتصراً على الرجال فحسب، بل أصبح عامل جذب للنساء وللأطفال ما دام باعث هذا الشعور يكمن في رغبة الارتقاء والنهوض بالمجتمع وفعل الخير، فكل ينطلق وفق إمكاناته وقدراته.

وعلى رغم أن كثراً من متخرّجي الجامعات من الشبان والشابات في السعودية لا يجدون فرص عمل تؤمّن لهم مصدر رزق واكتفاء ذاتياً، إلا أنهم لا يتوانون في مدّ يد العون والتوجّه إلى الأعمال التطوعية من طريق الاشتراك في مبادرات وبرامج يتسم طابعها بعمل الخير ومساعدة الغير، الأمر الذي انقلبت معه النظرة السلبية التي كانت سائدة في المجتمع السعودي منذ أعوام إلى الأعمال التطوعية على اعتبار تصنيف من يقوم بها بحبه للظهور، وكذلك وصف العمل فيها بالجهد الضائع كونه عملاً من دون مقابل مادي.

يأتي ذلك في وقت طالب فيه اختصاصيون وأعضاء من مجلس الشورى بتنظيم العمل التطوعي وإنشاء هيئة متخصصة في هذا المجال للارتقاء بهذا النوع من العمل وآلياته، في حين تسعى الجمعية السعودية المتخصصة في العمل التطوعي «تكاتف» إلى نشر ثقافة نشاطها بين أفراد المجتمع من خلال تنظيم الجهود التطوعية وغرس مفهوم المبادرة والشعور بالمسؤولية، فضلاً عن هدفها في إنشاء قاعدة بيانات للعمل التطوعي في المملكة.

ويعتبر» فريق إثراء» التطوعي من المبادرات التطوعية في العالم الافتراضي التي تهدف إلى إثراء المحتوى العربي في الموسوعة.

وانطلق الفريق بواسطة ميثم السلطان (مبتعث سعودي) عام 2012 في محاولة منه لسدّ النقص الموجود في المحتوى العربي «ويكيبيديا» بمشاركة 10 أعضاء ما بين مترجمين ومدققين ولغويين، إذ تمكّن هذا الفريق في خلال عام واحد من نشر نحو 25 مقالة مترجمة ومدققة لغوياً ونحوياً في شكل مميز.

ومن بين المبادرات الشابة التي انطلقت أخيراً ولا تزال تشق طريقها وتطمح في الحصول على موقع لها في خريطة التطوّع الواقعي إلى جانب الافتراضي «فريق مبدعون بصمت» الذي يعمل على دمج الصم في المجتمع من أجل تعزيز التواصل معهم وتسهيل انخراطهم.

ويهدف هذا الفريق الذي تشرف عليه السعودية نوره الكاف بمشاركة خمسة عضوات غالبيتهن من ذوي الحاجات الخاصة إلى تطوير الصم ثقافياً والمحافظة على حقوقهم ونشر لغتهم، فضلاً عن تعريف المجتمع بهم وبمواهبهم التي يمكن أن تعود بالفائدة على الجميع.

فيما يعتزم «فريق تميزي التطوعي» إطلاق أكبر حملة تطوعية على مستوى منطقة المدينة المنورة التي تعرف أيضاً باسم «طيبة» بعنوان (التطوعّ حياة وطيبة تستاهل)، بمشاركة 30 فريقاً تطوعياً ضمن أكثر من 30 مبادرة تخدم أكثر من 60 ألف مستفيدة ومستفيد من أهالي المنطقة، لتحقيق أهداف إنسانية وغرس قيمة العطاء، وتفعيل العمل التطوعي لخدمة المجتمع. ومن المبادرات التي يقدّمها الفريق، تنظيم رحلة عمرة للعمال، زيارة المرضى، تنظيم يوم ترفيهي في مراكز التأهيل وتوصيل وجبات للعمال، وكذلك مبادرة التبرع بالدم.

وتعزو مشرفة «فريق خمائل التطوعي التوعوي» أستاذة علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة وفاء العجمي، زيادة الإقبال على التطوع من الشبان والشابات إلى زيادة نسبة الوعي لديهم بأهمية العمل التطوعي وما يحقق لهم من نتائج إيجابية على المستوى الشخصي والبيئي، فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي التي سهّلت للأفراد الانخراط فيه وشجعت عليه. وتبيّن العجمي ثمار التطوع التي لن يشعر بها إلا من سلك هذا الطريق.

ووفق قولها ومن واقع تجربتها في العمل التطوعي التي امتدت نحو 20 عاماً «تعزيز العلاقات العامة والاجتماعية في شكل كبير، واكتساب الخبرات والمهارات العملية في فريق عمل واحد وتبادلها، أيضاً التطوع فرصة للإبداع وصقل المواهب، كما هو فرصة لتكوين صداقات جيدة، إذ يقوّي سمعة كل فرد متطوع في شكل كبير من دون حاجة إلى التعريف عن نفسه.

وتكشف العجمي أن التطوع «يحصّن من الإصابة بالاكتئاب المزمن المنتشر في وطننا العربي، إذ سيشعر المتطوع بالسعادة حين يرى نتائج عمله الطيب على الآخرين».

وتضيف: «في العمل التطوعي ستسنح لك الفرصة لاكتشاف قدراتك الخارقة والإبداعية من دون أي قيود، بل أحيانًا سيساعدك فريقك التطوعي على اكتشاف قدرات جديدة من خلال العمل بمبدأ الفريق الواحد. وستلمس المعنى الحقيقي لكلمة الإنسانية التي تعلو فوق معظم الكلمات المتناثرة في مجتمعاتنا من دون تطبيق». وتلفت إلى أن ما ينقص المؤسسات والحكومات في وطننا العربى هو الإحساس بقيمة الفرد نحو المجتمع، فيما العمل التطوعي يبرز ذلك من خلال الأفراد المتطوعين والمؤثرين في المجتمعات بعملهم.

وتزيد العجمي: «ليس الأمر بهذه السهولة. لكن أكاد أجزم لك أنّ أحد أبرز أسباب حصولي شخصياً على وظائف أحلامي والخروج بنتائج رائعة وملحوظة للجميع، انضمامي إلى العمل التطوعي والمثابرة والتفاني فيه بلا مقابل سوى إيماني بما أقوم به. لذا، أتوقع أن يصلك بريد بوظيفة جديدة بعد عملك التطوعي خلال عام أو عامين ربما».

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال