الثلاثاء، 16 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

108 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

takwaaaa

مصطفى عبدالعزيز التوني- باحث بوزارة الاوقاف المصرية:

 

من المتصور، لاسيما في شهر رمضان الفضيل، أن يحول المسلم عاداته من نوم ويقظة ومشي ودخول وخروج وقضاء شهوة ونفقة وطعام وشراب، إلى عبادات؛ بأن يقصد فيما ذكرنا: التقوي على طاعة الله وإخلاص النية وابتغاء الأجر..

ويلزم نفسه بالآداب الشرعية والأدعية والأذكار الواردة فيما يعرف بأعمال اليوم والليلة، فينال على كل ذلك من الله المثوبة.

أما غير المتصور، فهو ألا يقع منه ذلك، وأشنع منه أن يحدث العكس، فيحول عباداته إلى مجرد عادات، فيحرم نفسه بذلك ما أعده الله لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وأكثر الناس في شهر رمضان على أحد هذين النوعين الأخيرين، وهم فيما بينهما على درجات متفاوتة، وبقدر الاقتراب من التي قبلهما تكون درجاتهم من القبول للعمل أو الحرمان من الأجر.. وما ذلك إلا لأن قبول العمل متوقف دائما وأبدا على قدر الإخلاص ودرجة المتابعة لما كان عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

ومعلوم بالضرورة أن الأعمال تشرف بشرف الزمان، ولك أن تستشعر في هذه الأيام الفاضلة ما ذكرته لك آنفا وأنت ناو به وجه الله فتخلص وتعمل قدر جهدك لنحو ما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: «عمرة في رمضان تعدل حجة»، وفي رواية لمسلم: «حجة معي»، وما جاء فيهما من قوله: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، ومن قوله فيما رواه عن ربه: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».. أو أن تفعل ذلك لمجرد أن وجدت نفسك مسلما، أو لكونه يجيء منك على ما اعتدته طوال ما مضى من حياتك.. لتعلم وتدرك الفرق الشاسع بين المتعبد والمتعود.

فكم من الناس من يجهد نفسه في السعي لعمرات هذا الشهر الكريم وينفق في سبيلها، وعلى مدار سنواته، الغالي والنفيس من الوقت والجهد والنفقة، وهو مدرج عند الله فيمن تحولت عباداتهم إلى عادات.. وأكثر منهم من إذا حضر رمضان بالغ في إجهاد نفسه، وقتا وجهدا ونفقة، وتراه وقد رضي لنفسه أن يصوم كما يصوم الناس، وقنع بأن يقوم كما يقومون، فما يشعرها بحلاوة طاعة ولا بلذة عبادة.. ونحوا ممن ذكرنا من تراه يبالغ في الإنفاق وربما يتباهى بما قد صنع فيما يعرف بـ«موائد الرحمن» وهو في كل ذلك لا يبالي أكان من حلال أم من حرام، ويخرج من رمضان وما أحس بقيمة ما أنفقه وأتعب نفسه فيه، وربما سبقه في تحصيل الأجر رجل تصدق بتمرة وتحقق فيه حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما صح معناه وضعف سنده: «من فطر فيه صائما كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه» أخرجه ابن خزيمة(٣/٣٠٥)، قيل: ليس كلنا نجد ما نفطر به الصائم، قال: «يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء».. وعلى هذا فقس.

 

محاذير

إننا في أمس الحاجة الآن لأن نقيم أيامنا وليالينا في شهر رمضان، وهن معدودات؛ على هدي النبي وصحابته والتابعين لهم من سلف هذه الأمة، لنتدبر الحكمة من وراء ما شرع الله، ولنعتد ما فعلناه فيهن فيما بعد.. فلا معنى لأن نستقبل شهر الإمساك عن الطعام بالإسراف فيه جمعا وتناولا وإنفاقا، فنقع فيما حذر الله منه في قوله تعالى: {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف:31) بعد قوله في الآية ذاتها: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ}، وحذر نبيه منه في قوله كما في سنن النسائي: «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير إسراف ولا مخيلة».. ولا معنى لأن تشغلنا أطايب الطعام والشراب عن إدراك صلاة المغرب في جماعة بالمسجد، فنترك بذلك ما كان يفعله النبي ومن تبعه عند الإفطار من فعل وقول وهدي.. ولا معنى لأن تتعلق قلوبنا بمشاهدة الأفلام وما إلى ذلك، فنكسب الإثم ونضيع الأوقات في غير تلاوة أو ذكر أو تراويح أو تهجد أو تنفل.. ولا معنى لأن نشغل عن إدراك الحكمة في صلاتنا وصيامنا، فيشكونا إلى الله نقرها وإهمالها وخدشها وضياعها.. ولا معنى لكثرة القيل والقال فيما لا طائل من ورائه، فنترك ما أحله الله لنا ونقع فيما حرم من غيبة ونميمة وكذب وقول زور إلى غير ذلك مما ألفناه ويقدح في الصوم إن لم تكن في ذلك إضاعته.. كما لا معنى لأن يصدر عنا من العبادات التي ألفناها شهرا كاملا ما يصدر، ثم نرجع، بتركها بعد ذلك، لنتجرع مرارة المعصية والبعد عن الله.

إن صيام بعضنا، في ضوء ما ذكرناه، ليحتاج إلى صيام، وإن استغفار بعضنا ليحتاج إلى استغفار، وإن صلاة بعضنا لتحتاج إلى صلاة، وإن توبة بعضنا لتحتاج إلى توبة، وإن دعاء بعضنا ليحتاج إلى دعاء.. وما كل ذلك إلا لأنه ينقصه: إخلاص النية وصدق المتابعة وقوة العزيمة وسلامة القصد واستحضار الهدف ونبل الغاية.

إن ثمة متطلبات سلوكية يجب على عقلاء المسلمين مراعاتها، وأهم ذلك: أن النية عمل القلب، وهي أساس الإخلاص، وتصديقها يتحقق بالجوارح قولا وعملا وسلوكا، فظاهر الصيام: الإمساك عن شهوتي البطن والفرج، وجوهره وكنهه: ترك ما حرم الله لتصوم الجوارح كلها ولتستضيء بنور الطاعة وبرد التقوى، تحقيقا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} (البقرة:183-184)، إذ بعدها يكون المؤمن قد تعود أن يحول عاداته كلها إلى عبادات، فضلا عن أن يستبقي عباداته على ما هي عليه من إخلاص ومتابعة لطلب ما عند الله من رضاه والجنة.

 

فوائد التقوى وثمراتها

إن التقوى منقبة جامعة لصنوف البر والخير؛ لذلك عظمت عناية القرآن بها، وحسبك أن المواطن التي ذكرت فيها التقوى ومشتقاتها في كتاب الله العزيز قد نيفت على أربعين ومئتي موطن، تؤمل بالتقوى، وتحث عليها، وتربط الفلاح بها، وتبرز منزلة المتقين في الدنيا والآخرة، عند الله وعند الناس، يقول تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (البقرة:189).

فالتقوى خير، ولباسها خير لباس، وزادها أنفع زاد، ويكفيها شرفا أن الله تعالى أمر عباده بها: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} (الزمر:10)، وفي آية أخرى يقول المولى عزوجل: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} (البقرة:197)، وفي ثالثة: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} (الأعراف:26)، وهي وصية الله لنا لمن قبلنا: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} (النساء:131).

وللتقوى ثمرات عظيمة، ونتائج كبيرة؛ لأن الله تعالى ما أمر العباد بها وكرر ذلك إلا لعظيم مكانتها عنده تعالى؛ لذا كان الجزاء عليها متناسبا مع عظيم منزلتها. ومن ثمراتها وفوائدها في الدنيا والآخرة، العاقبة والنصر لأهلها، {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (طـه:132)، {إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف:128).

وبالتقوى يفرق العبد بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وبين الضار والنافع، وتغفر له خطيئاته {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الأنفال:29).

ولا يزال النور يلازم أهل التقوى، نور البصائر مع نور الأبصار؛ لأن البصائر هي التي تعمى، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج:46)؛ لكن المتقين حفظوا بتقواهم من عمى البصائر، فهم بنور التقوى يوفقون في أعمال دنياهم، وأعمال أخراهم.

وقد جاء النداء القرآني آمرا بالتقوى من أجل الحصول على ذلك النور حتى تستنير به البصائر مع نور الأبصار، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الحديد:28).

 

معيار التفاضل

والتفضيل عند الله تعالى لم يكن بالجاه ولا السلطان ولا المال، ففرعون ما نفعه سلطانه، وهامان ما سرته وزارته، وقارون ما أغنى عنه ماله. ولم يكن القرب من الله بالأحساب والأنساب، فكبار قريش وسادة مكة الذين كانوا أميز الناس حسبا، وأوسطهم نسبا، يتحلقون حول الكعبة ينتظرون ذلك العبد الحبشي بلال بن رباح رضي الله عنه، يصعد على ظهر الكعبة، وأقدامه فوق هام السادات؛ ليعلن النداء بالتوحيد بعد الفتح؛ ما كان بين عبوديته وبين مكانته تلك إلا سنوات قلائل، بينما عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو لهب في نار جنهم.

إنه العدل الرباني في إلغاء وسائل التفاضل بين البشر كلها إلا وسيلة التقوى، وهي التي يستطيع أن ينالها كل أحد متى ما تخلى عن الشهوات، وسارع إلى الطاعات {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات:13) أتقاكم! وليس أعزكم حسبا، ولا أوسطكم نسبا، ولا أوفركم مالا، ولا أعظمكم جاها، ولا أقواكم سلطانا؛ بل أكرمكم أتقاكم، وحسب.

 

شرف المعية

ويكفي المتقين شرفا، معية الله تعالى لهم، يحوطهم ويرعاهم ويحفظهم {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (النحل:128)، ثم إنهم نالوا ولاية الله تعالى: {إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} (الأنفال:34)، فكانت النجاة لهم يوم القيامة، {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (مريم:71-72)، {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الزمر:61).

ولما كانت النجاة نصيبهم في القيامة كانوا أبعد الناس عن الخوف والحزن، {فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (الأعراف:35). بشروا بالجنة، وهل أعدت الجنة إلا لهم؟ {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الشعراء:90)، {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا} (مريم:63)، {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} (الرعد:35)، {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133).

ولا تسل عن ندم أهل النار على تقصيرهم في حق التقوى حينما يقول قائلهم: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (الزمر:56-57).

والتقوى سهلة النيل لمن وفق الله من عباده؛ لكن، ما أعسرها على من كان عن الرحمة مبعدا! يحصل العبد عليها متى ما تخلى عن الشهوات، وسارع إلى الطاعات. ومن يستطيع ذلك إلا من كان من عباد الله موفقا؟

إن الصيام أقوى وسيلة للتقوى لكون التقوى هي ثمرة العبادة الخالصة على مختلف أمور الحياة الدنيوية والأخروية. فالتقوى هنا ليست المفهوم الضيق الذي يفهمه بعض الناس، ويتمثل في أداء الشعائر الدينية من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج. ولكنه أوسع من ذلك بكثير إنه مفهوم يتسع لمختلف أمور الدنيا والآخرة. فالإسلام ليس فقط أداء هذه الشعائر. ولكنه عبادة، وشريعة، وعقيدة، وسلوك، وأخلاق، ومنهج.

من هذا المنطلق لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نفهم الدين فهما جزئيا أو نفهم التقوى فهما قاصرا، فالتقوى تشمل كل عمل يقوم به الإنسان في هذه الحياة ما دام قصد به وجه رب العالمين، وابتغاء رضوانه ومرضاته، ونفع به الناس، ودفع الأذى والبلاء عنهم. والتقوى هي أيضا توحيد رب العزة سبحانه وتعالي، والإيمان به، وبكل ما أخبر الله به رسوله بفعل ما أمر به، وترك ما نهي عنه من إخلاص لله تعالى، ومحبة له. وبذلك، يتقى العبد عذاب خالقه لكون هذا الصيام شعبة من شعب التقوى وقربة إلى الحق تبارك وتعالى. كما إن التقوى كثمرة للصوم فهي جماع الخير وملاك الإيمان. وحتى يكون المعنيين بهذه الأحاديث النبوية المشرفة.

إن الصيام وسيلة فعالة للتقوى لكون هذا الصيام عبادة جليلة من أعظم العبادات التي تسمو بها الروح على الشهوة لكونه وقاية من المعاصي والآثام. ويكفها عن الشهوات، ويصونها من الوقوع في المهالك والضلال. ولكون التقوى منبع الخيرات، ومصدر البركات، وأكثر خصال الخير ذكرا، وثناء على أهلها، ووصية الله تعالى لجميع خلقه، وجعلها طريق الفوز بالحسنى. ولكونها كذلك كلمة جامعة لكل الفضائل الإنسانية الظاهرة والباطنة. ولذلك، فالغاية المثلى من الصيام إذن هي تحقيق التقوى. وتحقيق هذه التقوى يكون عن طريق تصفيد الشياطين، وعن طريق تذكير الأغنياء بحاجة إخوانهم الفقراء، ومضاعفتهم لفعل الجود والكرم، وعن طريق محافظة الصائمين على الصلوات الخمس في رمضان، وفي غيره لكون هذه الصلوات في أوقاتها عمود الإسلام.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال