الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

63 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

takwen

حسن الحضري - عضو اتحاد كتاب مصر:

تختلف رؤية الإنسان للآخر، وطريقة التعامل معه من إنسان إلى آخر، وتتضافر عوامل عديدة في تحديد هذه الرؤية، التي تنبني عليها طريقة التعامل؛ وفي مقدمة تلك العوامل التكوين النفسي؛ فكل إنسان يختلف عن غيره في قدراته، وطموحاته، ورؤيته الذاتية لنفسه وللآخرين.

ومن الناس من يحكم على الآخرين ويتعامل معهم من خلال رؤيته لنفسه؛ وهذا خطأ يصل إلى حد الجرم؛ لأنه يدفع بصاحبه إلى إنكار اصطفاء الله تعالى لرسله وأنبيائه الكرام، كما روى لنا القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} (الأنعام:91).

وقد فند الله تعالى في الآية الكريمة هراءهم، فقال: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} (الأنعام:91).

وقد ذكر الله تعالى موقف أسلافهم من قبل، فقال في كتابه الكريم يذكر قوم نوح عليه السلام: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ {23/23} فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} (المؤمنون:23-24).

كذلك قوم عاد وثمود؛ إذ يقول الله تعالى عنهم: {إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} (فصلت:14)؛ فهي سنة سائرة في ضعاف النفوس في كل زمان، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً} (الإسراء:94).

وقد رد عليهم سبحانه وتعالى بقوله: {قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً} (الإسراء:95)، ثم بين لهم جهلهم وقصورهم فقال: قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} (الإسراء:96)، فأولئك أناس نظروا إلى الأنبياء -عليهم السلام- بأعينهم التي يرون بها أنفسهم الحقيرة، وحكموا عليهم من خلال سمات أنفسهم وليس من خلال سمات الأنبياء الذين اصطفاهم الله تعالى وفضلهم على سائر خلقه.

وهذه النظرة الذاتية التي يحاول أصحابها إسقاطها على الآخرين، هي التي جعلت بعض الناس -حتى في عصرنا هذا- يشككون في معجزات الأنبياء -عليهم السلام- ويقيسون قدراتهم على قدرات أنفسهم الدنيئة، إضافة إلى غفلتهم التامة عن جانب الإعجاز الإلهي، الذي اختص به الله تعالى رسله وأنبياءه وصفوة خلقه، وأولئك الغافلون من ذوي النظرة القاصرة حين أرادوا لنظرتهم أن تتعدى حدود أنفسهم إلى غيرهم، لم يحسنوا الرؤية، فأخطأوا في الحكم؛ لأنهم أسسوا مبادئهم على الأهواء.

وقد روى لنا القرآن الكريم نماذج من ذلك، فقال تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (الزخرف:31)، فهم هنا خرجوا بنظرتهم الذاتية القاصرة على أنفسهم وتعدوا بها إلى الآخرين، لكنها ظلت نظرة مصحوبة بالأهواء الكامنة في نفوسهم.

وإذا كان هذا هو الحال منذ قوم نوح -عليه السلام- فإن ذلك يعني أن وجود تلك الفئة التي أخذت بأطراف الجهل والضلال، هو أمر حتمي، جرت به سنة الله تعالى في خلقه؛ ليميز الخبيث من الطيب.

وقد بين لنا الله تعالى كيفية الرد عليهم بما يدحرهم ويردهم على أعقابهم صاغرين، حتى لا يكونوا بمنزلة العقبة في طريق الدعوة والإصلاح، سواء أكان ذلك يتعلق بأمر ديني أم دنيوي، فالدوافع الكامنة في نفوس هؤلاء لا تقتصر على النظر إلى الأمور الدينية للجدال فيها، بل تنظر إلى كل شيء يعجزون عنه ويتفوق فيه غيرهم، ساعين إلى محاولة عرقلته وإحباطه، فهي طريقة من طرق الصراع بين الخير وبين الشر.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال