29988984980 99843b02f7 o 

الدوحة – الوعي الشبابي:

اختتمت في العاصمة القطرية الدوحة، مساء أمس الأربعاء، فعاليات مهرجان كتارا للرواية العربية في دورتها الثانية، وأفرزت –عملاً بشعارها "للرواية حق التكريم"– فوز رواية "الأزبكية" للروائي ناصر عراق، عن فئة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات المنشورة، وحصلت على جائزة قيمتها 200 ألف دولار.

كما فازت رواية "جينات عائلة ميرو" للروائي علي الرفاعي، بأفضل رواية قابلة للتحويل لعمل درامي - عن فئة الروايات غير المنشورة وقيمتها 100 ألف دولار.

وعن فئة الرواية المنشورة لهذه الدورة، وقيمتها 60 ألف دولار لكل رواية، فاز كل من: إلياس خوري، عن روايته "أولاد غيتو"، وإبراهيم نصر الله، عن كتابه "أرواح كليمنجارو"، وإيمان حميدان، عن روايتها "خمسون جراماً من الجنة"، ويحيي خلف، عن روايته "راكب الريح"، وناصر عراق، عن روايته "الأزبكية".

استمرت فعالياتها من 10 إلى 12 أكتوبر/تشرين الثاني

أما جوائز فئة الرواية غير المنشورة، التي بلغت قيمتها 30 ألف دولار، فقد فاز بها كل من: سالمي الناصر، عن روايته "الألسنة الزرقاء"، وسعد محمد رحيم، عن روايته "ظلال جسد.. ضفاف الرغبة"، ومصطفى الحمداوي، عن روايته "ظل الأميرة"، وعلي أحمد الرفاعي، عن روايته "جينات عائلة ميرو"، ومحمد الغربي عمران، عن روايته "ملكة الجبال العالية".

يُذكر أن عدد المشاركات في الدورة الثانية بلغ 1004 مشاركات، موزّعة على 234 رواية منشورة طبعت عام 2015، و732 رواية غير منشورة، إضافة إلى 38 دراسة.

واستمرت الفعاليات من 10 إلى 12 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وسلم خالد السليطي، المدير العام لـ"كتارا"، الجوائز للفائزين بالدورة الثانية، وقال في كلمته أمام المهرجان، إن (كتارا) "أحد أكبر المشاريع ذات الأبعاد الثقافية المتعددة في الوطن العربي، وأصبحت صرحاً لنشر الرواية العربية".

وقال الأمين العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (ألسكو)، عبدالله محارب، في كلمته بالمهرجان: إن "جائزة كتارا للرواية العربية في تعددها وتوسعها، تعد بقيمتها المادية والمعنوية من أكبر الجوائز، وأبرز جائزة متخصصة، وهي فخر لجميع البلدان العربية ومكسب ثقافي لها، ونافذة مفتوحة على العطاء الثقافي اللامحدود والذكي".

وتسلم محارب، خلال الحفل الختامي، كتاب مبادرة "اليوم العالمي للرواية العربية"، الذي تم توقيعه من مجموعة من المثقفين والكتّاب والروائيين العرب، من أجل إقرار 13 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، يوماً عالمياً للرواية العربية.

من جهته، وصف الروائي الجزائري الشهير واسيني الأعرج، في حديث لـ"الخليج أونلاين"، الدورة الثانية للمهرجان بأنها كانت جيدة، وأنها "تلعب دوراً في تأسيس مشروع ما يزال في بدايته"، مؤكداً أن الدورة الأولى مرت بشكل جيد، وأن هذه الدورة ستمر بشكل جيد.

وحيّا الأعرج، عبر "الخليج أونلاين" على هامش المهرجان، الجهود التنظيمية للدورة الثانية للمهرجان، التي كانت "كبيرة ويجب أن نحييها؛ لأن الجهود المعطاة للأدب والثقافة قليلة".

وأوضح الذي حضر المهرجان لتوقيع روايته "مملكة الفراشة"، التي فازت في السنة الماضية بجائزة كتارا، أن روايته تُرجمت إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما ألقى الروائي المغربي خلال زيارته محاضرتين، إحداهما في جامعة قطر، والثانية في كتارا، الأولى حول خصوصية الكتابة والثانية حول مستقبل الرواية العربية.

وتعد جائزة "كتارا للرواية العربية" واحدة من المحاولات التي أطلقها، وما يزال، الحي الثقافي القطري لدعم المشهد الثقافي العربي، وسعيه لتحقيق التنوع الثقافي الفكري في الوطن العربي وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار المبدعين وصغارهم لتقديم إنتاج متميز.

وأطلقت الجائزة بداية عام 2014، وهي تتفوق في جوائزها على نظيراتها العربية بما فيها جائزة البوكر التي تنظمها دولة الإمارات، وقد حققت نجاحاً كبيراً بعدما تجاوزت المشاركات في النسخة الثانية منها الألف مشاركة.

وتمكنت جائزة كتارا للرواية العربية، في عام واحد، من أخذ حيز كبير من الاهتمام في الأوساط الثقافية العربية؛ لتبرز باعتبارها جائزة مهمة، وهي أحد أبرز المشاريع الثقافية التي تتبناها المؤسسة العامة للحي الثقافي في قطر، المعروف بـ "كتارا"، الذي يعتبر بدوره أحد أبرز الصروح الثقافية العربية، إن لم يكن أبرزها.

- الرؤية والأهداف

ويهدف حي كتارا الثقافي من خلال الجائزة، لتعزيز أدب الرواية العربية ودعمه؛ للارتقاء الإنساني بقيم الحق والخير والجمال، وتأكيد الهوية الحضارية العربية من خلال ملتقى إبداعي لإثراء الوعي الثقافي.

كما يهدف أيضاً إلى التعريف بالروائيين العرب كافة، وإبراز الدور الحضاري البناء الذي يقوم به الروائيون العرب في إثراء الثقافة الإنسانية عامة والأدب العربي خاصة، وتعزيز الحوار بين الحضارات، وبناء روح التقارب بين الأمم من خلال ترجمة الروايات للغات متعددة.

وترمي الجائزة أيضاً إلى الإسهام في نشر الثقافة العربية وتكريمها من خلال الرواية والإبداع الكتابي، وكذلك تقدير الروائيين الذين أسهموا في إثراء الثقافة العربية، وتشجيع إبداعات الشباب وتحفيزهم، وخلق روح التنافس الإيجابي في الحقل الأدبي، بالإضافة إلى تشجيع دور النشر العربية على التميز بغية الوصول إلى مشروع حضاري وثقافي عربي رائد.