الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

317 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

SALEH SALEM ELNAHAAM

رئيس التحرير الدكتور صالح سالم النهام:

الحمد لله الذي أبان الطريق وأوضح المحجة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أرسل رسله مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، كساه الله من حلل النبوة ما زاده مهابة وبهجة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين فدوه بكل ما لديهم من نفس ومهجة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما أم البيت زائر واعتمره وحجه.

أما بعد: فحينما يتعاظم ركام الفتن في الأمة، وتخيم على سمائها الصافية غيوم الغمة، فيلتبس الحق بالباطل، وتخفى معالم الحق على كثير من أبناء الملة؛ فإن تقوى الله سبحانه هي التي تنير طريق الهداية، ويبدد نورها ظلمات الجهل والغواية، كيف لا ومنبعها كتاب الله العظيم وسنة نبيه المطهرة.

ولا شك أن السنة المطهرة هي للمسلم خير مرب ومؤدب، وللأمة أفضل معلم ومهذب، إذ هي الرابط بسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم الذي هو منّة الله على البشرية، ورحمته على الإنسانية، ونعمته على الأمة الإسلامية.

وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الذي تلهج باسمه ملايين الألسنة، وتهتز بذكره القلوب، فالعبرة حينئذ بأن يتحول هذا الحب إلى محض اتباع دقيق، لكل ما جاء به صلى الله عليه وسلم، كما قال -سبحانه- مبينا معيار المحبة الصادقة: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران:31).

لم تكن حاجة الأمة في عصر ما إلى الاقتباس من مشكاة النبوة اقتباس اهتداء واقتداء؛ أشد إليها من هذا العصر الذي تقاذفت فيه الأمة أمواجُ المحن، وتشابكت فيه حلقات الفتن، وغلبت فيه الأهواء، واستحكمت فيه الزعوم والآراء، وواجهت فيه الأمة ألوانا من التصدي السافر، والتحدي الماكر، والـتآمر الجائر من قبل أعداء الإسلام.

وتبقى الشمائل النبوية، والسجايا المحمدية؛ الينبوع الصافي، الذي يرتوي من نميره كل من أراد النجاة من أكدار الجاهلية، لاغرو أن شمائله صلى الله عليه وسلم هي المنظومة المتألقة، والمشعل الوضاء الذي يبدد ركام الظلام، قال صلى الله عليه وسلم: «بعثت بالحنيفية السمحة» (رواه أحمد). ولئن فاتتنا رؤيته صلى الله عليه وسلم بأبصارنا؛ فإن في تأمل شمائله لعزاء وسلوانا، ورحم الله القائل:

إن فاتكم أن تروه بالعيــــون فمـا

يفوتكم وصـــفه هذي شـمــــــائله

مكمل الذات في خلْق وفي خُلق

وفي صفات فلا تحصى فضائله

إن تجديد المسار على ضوء السنة المطهرة، وتصحيح المواقف على نهجها؛ يزيد الإيمان ويزكي السريرة، ويعلو بالأخلاق، ويقوِّم المسيرة؛ فنبينا صلى الله عليه وسلم قد جمع نواحي العظمة الإنسانية كلها، في ذاته وشمائله وجميع أحواله، ففي مجال الأخلاق نجده مثال الكمال في رقة القلب، وسماحة اليد، وكف الأذى، وبذل الندى، وعفة النفس، واستقامة السيرة؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الطبع، ليِّن الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، فنال بهذا: عراقة الخلال، وسمو الخصال، وكريم الشمائل، وعظيم الفضائل.. فسبحان من رفع قدره، وشرح صدره، وأعلى في العالمين ذكره.

الأمر الذي يوجب على أمته صلى الله عليه وسلم أن يعنوا بأمر دعوته، ويدركوا الطريقة المثلى لإحيائها إحياء عمليا حقيقيا، لا صوريا وشكليا. فلن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21).

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال