الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

134 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تدوينات

 

25652245221

الكويت رائدة في تجربة الصّناديق الوقفيَّة الحديثة التي تجمع بين أصالة الوقف الإسلامي وحداثة التّنظيمات العلميَّة والفنّيَّة المعاصرة

القاهرة – ياسر سليم :

في كثير من الدول ، يتم تخصيص جزء كبير من ميزانية الدولة لصالح دعم البحث العلمي والتقني ، ذلك لأن هذه الدول توقن أن البحث العلمي هو مفتاح التقدم علي كل المستويات حتي ولو لم يمثل مردودا مباشراً بحسبة الأوراق والأقلام .

 وفي الإسلام ، هناك نظام أكثر تطوراً وتأثيراً رغم أنه قديم اسمه الوقف ، يعتمد علي أن يخصص فرد ما أو مؤسسة أو حتي الدولة نتاج مشروع ما ، رابح وناجح ، لصالح جهود أخري لها مردود علي مجموع الأمة علي المدي البعيد ، حيث كان يتم وقف حدائق ومزارع علي تعليم طلبة أهل العلم الشرعي ، مما أثمر عن ولادة عقول عربية الأصل اسلامية الهوي ، لاتزال تدرس كتبها ونظرياتها إلي اليوم في جامعات أوربا .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن : لماذا لم يتم التوسع في هذا النظام مع الحاجة الملحة والشديدة للوقف للإنفاق علي الأبحاث التقنية التي أصبحت عصب الحياة والتطور في عالم اليوم ؟

تجارب الدول العربية في هذا الصدد ، تنوعت تنوعاً كبيراً ، ليس فقط وفقاً للقدرة المالية لبعض الدول ، ولكن أيضاً وفقاً لاتجاهات المسئولين ونزوع المواطنين لعمل الخير .

من أهم الدراسات البحثية التي وقفت علي هذه الاتجاهات في الدول العربية وأثرها ، كانت دراسة بعنوان "الوقف على المؤسّسات التّعليميَّة ـ كليَّة التّكنولوجيا نموذجاً ـ وقام بها الدكتورحسن محمد الرفاعي الأستاذ في الاقتصاد الإسلامي وفقه المعاملات المالية والمصرفية في جامعات: الإمام الأوزاعي، والجنان ،وطرابلس بلبنان ، والتي أشاد فيها بتجربة الكويت باعتبارها الأكثر ثراء.

خلص البحث إلي أن التَّعليم التكنولوجي هو مفتاح تحقيق التّنمية بصورها المختلفة ؛ خصوصاً التنمية الاقتصاديَّة، ولا يخفى على أحد أنّ القسم الأعظم من دول العالم العربي والإسلامي يعاني من مشكلة التخلّف الاقتصادي، وأنّ مفتاح معالجة تلك المشكلة ـ حسب رأي كتاب التنمية الاقتصادية ـ يبدأ بنشر التّعليم التكنولوجي، وامتلاك عناصر الثقافة التكنولوجيّة.

ويضيف الباحث : يتمّ نشر التّعليم التكنولوجي من خلال إيجاد المؤسّسات التعليميّة التكنولوجيَّة ؛ لكنّ تكلفتها مرتفعة ، خصوصاً في مجال تأمين مراكز البحوث العلميَّة المخبريَّة ، ومن خلال النّظر إلى أرض الواقع نجد أنّ المؤسّسات التعليميَّة التكنولوجيَّة الرسميَّة والخاصّة غير فاعلة ؛ بسبب ندرة توافر رؤوس الأموال التي يكون لها دور في تفعيلها وتطويرها، خصوصاً في البلاد الإسلاميَّة الفقيرة.

ويُضاف إلى الذي تقدّم أنّه لا يوجد حتى ساعة إعداد هذه الدّراسة ـ حسب علم الباحث ـ مؤسَّسة تعليميَّة تكنولوجيّة وقفيَّة، على مساحة العالم العربي والإسلامي.

ويوضح أنه بما أنَّ تكلفة التّعليم التكنولوجي مرتفعة ، فإنّ هناك إمكانيّة لتمويله من خلال الوقف على إيجاد مؤسّساته ، لذلك جاءت هذه الدّراسة تحت عنوان : الوقف على المؤسّسات التعليميَّة ـ كليَّة التكنولوجيا نموذجاً.

تجربة الكويت

ولقد تعرّض الباحث في دراسته إلى الواقع المعاصر للعالم العربي والإسلامي وصلته بالتكنولوجيا، ثمَّ تحدّث بعد ذلك عن واقع مؤسّساته التعليميَّة وصلتها بالتكنولوجيا، ثمَّ اقترح آليّة معيَّنة لتمويل كليَّة التكنولوجيا الوقفيّة، وتحدث أخيراً عن النّتائج التي نحصل عليها من خلال الوقف على كليَّة التكنولوجيا.

وقال إنه تعتبر الصّناديق الوقفيَّة من الصُّور المعاصرة للوقف النّقدي الجماعي، وكانت دولة الكويت الرّائدة في هذا المجال، حيث سبقت غيرها في هذه التجربة الوقفيَّة الحديثة التي تجمع بين أصالة الوقف الإسلامي وحداثة التّنظيمات العلميَّة والفنّيَّة المعاصرة

حوت هذه الدّراسة أربعة أقسام. تناول القسم الأوّل الحديث عن واقع العالم العربي الإسلامي والتكنولوجيا، وتبيّن أنّه يعاني من عِدّة أمورٍ، يتمثّل أهمّها بالآتي: التبعيَّة التكنولوجيَّة، وهجرة العقول والكفاءات، وضعف المعلومات المرتبطة بالتكنولوجيا، وضعف الرّوابط بين مؤسّسات البحث العلمي وجهات الاستفادة والتّطبيق.

أمّا القسم الثاني والذي جاء تحت عنوان: المؤسّسات التَّعليميَّة والتكنولوجيا، فلقد تحدّث فيه الباحث عن العلاقة بين القاعدة العلميَّة والتكنولوجيا، وعن ضرورة نشر وتطوير المؤسّسات التَّعليميَّة التكنولوجيَّة، ثمَّ أعطى نماذج عن المؤسّسات التَّعليميَّة التكنولوجيَّة.

والقسم الثالث الذي جاء تحت عنوان: آليّة تمويل كليّة التكنولوجيا الوقفيَّة، ذكر فيه الباحث عدّة صورٍ لتمويلها، يتمثل أهمّها بالآتي: إصدار الأسهم الوقفيَّة، وتكوين الصّندوق الوقفي، والوقف على رواتب الأساتذة، ووقف «العمل المؤقت» لبعض الأساتذة، والوقف على المكتبات، والوقف على البحث العلمي وأدواته (وقف المختبرات)، والوقف على طلاب العلم (وقف الأقساط).

أمّا القسم الرابع والأخير والذي جاء تحت عنوان: «نتائج الوقف على كليّة التكنولوجيا»، فلقد ذكر فيه الباحث نتائج إيجاد تلك الكلّيَّة، ويتمثَّل أهمّها بالآتي: تخريج الجيل التكنولوجي، واستعادة العقول التكنولوجيَّة المهاجرة، وتطوير التكنولوجيا المحليَّة، والإسهام في توطين التكنولوجيا المستوردة، وأخيراً نقل المجتمع من حالة التخلّف إلى حالة النّموّ.

أمّا بالنّسبة للنتائج، فإنّ الباحث توصَّل إلى أنَّ الواقع التكنولوجي للقسم الأعظم من دول العالم الإسلامي غير مُرْضٍ، وسبب ذلك يرجع إلى عِدّة أمور؛ منها ندرة وجود المؤسّسات التَّعليميَّة التكنولوجيَّة الفاعلة، وندرة وجود العقول التكنولوجيّة المتخصّصة على أراضيه، بسبب هجرتها للعمل في الخارج، وندرة وجود الرساميل المطلوبة لإيجاد مؤسّسات تعليميَّة تكنولوجية جديدة أو لتفعيل القديم منها، خصوصاً في دول العالم العربي والإسلامي الفقيرة. وأنّ هناك إمكانيّة لأن يصار إلى تمويل إيجاد تلك المؤسّسات وتفعيلها من خلال الوقف، وإذا  وجدت ـ تلك المؤسّسات ـ فإنّ لها دوراً في معالجة ظاهرة التخلّف الاقتصادي تمهيداً للوصول إلى مرحلة النّموّ الاقتصادي من خلال البدء بعمليّة التَّنمية.

ويؤكد الباحث أن كليَّة التّكنولوجيا تحتاج إلى عدّة مستلزمات يجب تأمينها لكي ترى النّور في أرض الواقع وتمارس رسالتها، لكنّ تلك المستلزمات تحتاج إلى من يؤمِّنها، الأمر الذي يستدعي تأمين المال اللازم لتحقيق ذلك، وهنا يظهر دور وقف رأس المال المساهم في إيجاد تلك الكلّيَّة، والذي يأخذ عِدّة صُوَرٍ.

توصيات

أوصي الباحث العلماء وأهل الاختصاص بإعادة إحياء فكرة الوقف عند الواقف بما يخدم مصلحة المجتمع، وذلك من خلال حثّهم على دعم إحياء مؤسّسات التّعليم التكنولوجي الوقفيَّة من خلال الوقف عليها.

 كما أوصي الباحث إدارات المؤسّسات التربويَّة الوقفيَّة الاهتمام بالتّعليم التكنولوجي؛ من خلال افتتاح فروعه المختلفة التي تحتاجه مجتمعاتهم، أو من خلال تفعيل ما هو موجود منها.

 أيضاً يوصي الباحث إدارات الأوقاف العامَّة والخاصَّة ببثِّ الأفكار المرتبطة بدعم مؤسّسات التَّعليم التكنولوجي الوقفيَّة، من خلال اعتماد جميع الوسائل المتاحة لذلك، وتأتي وسائل الإعلام في طليعتها بأنواعه المختلفة (التلفاز والمذياع، والصّحف والمجلات، والنّشرات واللوحات الإعلانيَّة المنشورة على الطرقات...).

ويؤكد الباحث أنه علي أصحاب الرّساميل الخاصَّة من شركات ومؤسسات وأفراد ميسورين بالوقف العيني والنّقدي على إيجاد وإحياء المؤسّسات التّعليميّة التكنولوجيَّة.

ويطالب الباحث أصحاب الاختصاص في الميدان التكنولوجي من المقيمين والمهاجرين بدعم تلك المؤسّسات بجهدهم إن كانوا عاجزين عن دعمها بأموالهم، كذلك يوصي العقول التكنولوجيَّة المهاجرة بالعودة إلى بلادها للعمل في تلك المؤسّسات.

 كما يوصي الباحث المؤسّسات الوقفيَّة التي تعمل على مساحة العالم العربي والإسلامي بتبنِّي فكرة هذا البحث، والسَّعي الجادّ لإيجادها، ويأتي البنك الإسلامي للتّنمية في طليعة تلك المؤسّسات؛ لكونه تبنّى عدّة برامج تدعم التَّعليم التكنولوجي بشكل خاص؛ من خلال اعتماد المنحة الدراسيّة (القرض الحسن)  للطلاب والباحثين الرّاغبين في متابعة دراستهم، كما أنّه تبنّى في أحد برامجه إنشاء المعاهد الفنيّة من خلال ما يقدّمه من دعمٍ ماليّ؛ حيث تبيّن له أنَّ نسبة المعاهد الفنيّة إلى المدارس هي 40%.

1209212

محمد شعبان أيوب:

لقد بدأ العهد الراشدي بالتشديد على ضرورة طلب العلم، واستيفاد المعلمين والمؤدبين الأكفاء، فقد كان هناك "ثلاثة معلمون بالمدينة يعلمون الصبيان، وكان عمر بن الخطاب t يرزق كل واحد منهم خمسة عشر درهمًا كل شهر"([2]).

كما استقدم سعد بن أبي وقاص t رجلاً من العراق يعلم أبناءهم الكتاب بالمدينة ويعطونه الأجر([4]).

أما طريقة التعليم في هذه المكاتب (المدارس)؛ فقد كانت متنوِّعة وجميلة؛ فقد كان "سليم بن عامر (من كبار التابعين) ممن سباه خالد بن الوليد من حاضر حلب. قال: فلما قدمنا على أبي بكر t جعلني في المكتب، فكان المعلم يقول لي: اكتب الميم. فإذا لم أحسنها قال لي: دورها، اجعلها مثل عين بقرة([6])؛ فهذا نظام تربوي وتعليمي جديد ابتكره الصحابي الجليل أبو الدرداء t، وقد استمرَّ بعد ذلك ليصل إلى ما نلمسه ونراه الآن في الجامعات والمدارس.

وحُرِصَ في هذه المكاتب على الأدب التام في التعامل مع القرآن الكريم خاصة، حتى وصل هذا الأدب في الحبر الذي تُكتَبُ به الألواح؛ فقد قيل لأنس t: كيف كان المؤدبون على عهد الأئمة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم؟ قال: كان المؤدب له إجّانة (إناءٌ)، وكل صبي يأتي كل يوم بنوبته (بدوره) ماءً طاهرًا فيصبُّونه فيها، فيمحون به ألواحهم. قال أنس: ثم يحفرون حفرة في الأرض، فيصبون ذلك الماء بها فينشف([8]) قال: إني لأول مولود وُلِدَ بحمص، وأول مولود فرض له وبيدي كتف([10]) إلى الكُتَّاب([12])، وكان t يُرَبِّيهم على الأذكار والتعوُّد عليها منذ هذه السن الصغيرة؛ فقد كان t يطلب من الصبيان الاستغفار، ويقول: إنَّكم لم تُذنبوا. وكان أبو هريرة يقول لغلمان الكُتَّاب: قولوا: اللهمَّ اغفر لأبي هُريرة. فيؤمِّن على دعائهم([14]). وعلَّق العلامة ابن حجر العسقلاني (ت852هـ) على كلام عمر t بقوله: "وذكر أبو عبيد أن المراد بالصغر في هذا صغر القدر، لا صغر السن. والله أعلم".

بل كان في بعض الأحيان يُصَحِّح أخطاء الطلاب وقرَّاء القرآن من الصبيان والأطفال؛ فقد مرَّ t بغلام وهو يقرأ في المصحف: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم}. فقال: يا غلام، حُكَّها (أي الخطأ). قال: هذا مصحف أُبَيٍّ. فذهب إليه فسأله، فقال: إنه كان يلهيني القرآن، ويلهيك الصفق بالأسواق([16]).

ومن الآداب التربوية التي حثَّ عليها عمر t العالمَ والمتعلمَ:

1- إخلاص النية لله U في طلب العلم، وابتغاء وجهه دون الأغراض الدنيوية، والجد في طلب العلم، وعدم الزهد فيه والرغبة عنه لأي سبب كان؛ قال t: لا يُتَعَلَّم العلم لثلاث، ولا يُترك لثلاث؛ لا يُتعلم ليمارَى به، ولا ليُباهى به، ولا ليُراءى به، ولا يُترك حياء من طلبه، ولا زهادة فيه، ولا رضًا بالجهل منه(

([1])رواه ابن أبي الدنيا: الصمت ص83، حسن.

2- تحرِّي الحق والصواب عند تلقِّي العلم ونشره: فقد حذَّر عمر t طالب العلم ومتلقيه أن يُحَدِّث بكل ما سمعه من غير تروٍّ وتوثُّق من صحة ما سمعه وصوابه وموافقته للحق. قال t: بحسب المرء من الكذب أن يُحَدِّث بكل ما سمع([18]).

*باحث في التاريخ والتراث


([2])أحمد بن محمد الصاوي: حاشية الصاوي على الشرح الصغير 4/35.

([4]) أحمد بن محمد الطحاوي: شرح معاني الآثار 3/50 ح4112,

([6]) ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 606- 607، وأكرم ضياء العمري: عصر الخلافة الراشدة ص298.

([8])توفي في خلافة عبد الملك بن مروان (ت86هـ).

([10]) أي أذهب.

([12]) البخاري: الأدب المفرد ص359 ح1044. وصححه الألباني.

([14]) قال ابن حجر رحمه الله: "وفي مصنف قاسم بن أصبغ بسند صحيح عن عمر فساد الدين..." الأثر. فتح الباري 13/301، 302.

([16])رواه ابن أبي الدنيا: الصمت ص83، حسن.

([18]) البخاري: الأدب المفرد ص302، ابن أبي الدنيا: الصمت ص93.

3 18 2015 9 05 29 AM

الوعي الشبابي – خاص :

تستطيع أن تشتم رائحة التاريخ في كل بقعة من بقاع قبرص التركية، بل تشهده في ملامح أهلها الطيبين المسالمين الذين مزجوا بين القديم والحديث، والأصيل والمعاصر.

في شمال قبرص مدينة ساحلية صغيرة تسمى «كارينيا» «Girne» ، بها مساجد صغيرة عدة، منها مسجد أغا جعفر باشا (Aga Cafer Pasa (1589 القائم قريبًا من المرفأ الساحر، تصعد إلى ساحته عبر سلم قليل الدرجات، وتدخله لترى المسابح معلقة بمسامير على الواجهة، أما المؤذن ومقيم الصلاة فيقف داخل إطار خشبي منخفض، لا يرتفع عن الأرض سوى نصف متر تقريبًا، ويظل في مكانه يصلي خلف المصلين وبجانبه آخر. 

الأتراك والسوريون هما الجنسيتان الغالبتان هناك، ومع أهل البلاد من القبارصة اليونانيين والزائرين المسلمين يملأون المساجد وقت الصلوات الخمس.. كنا في رمضان الماضي هناك، ولمسنا شوق كل أولئك إلى الدروس الدينية والمواعظ الحسنة، كما لمسنا غياب الحجاب عن معظم العابرات في الشوارع اللهم إلا واحدة فقط بدت مع بناتها ممتثلة لأمر دينها.

في نيقوسيا المسلمة

وهنا في ليفكوشة أو نيقوسيا حيث المنطقة الخضراء- التي تقسم العاصمة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك- يقع مسجد لالا مصطفى باشا بعمارته القوطية الغائرة في التفاصيل، واتساعه المميز المستوعب لكل هذه الجنسيات التي أتت منبهرة بالمكان، متلمسة عبق التاريخ في الزمان.

تدخله «الوعي الإسلامي» وتتحدث مع أحد عماله، رفعت السوري، الذي يحكي لنا كيف يحتاج المسلمون هنا إلى كل دعم توعوي؟ وكيف تحتاج قبرص إلى وقفة عربية مساندة تقاوم الجحود العالمي لهذا الكيان الوليد الذي ظهر للنور عام 1983 بعد مجازر شهدتها الجزيرة، وراح ضحيتها القبارصة المسلمون الأتراك، ولم تتوقف إلا بعد إنزال تركيا لقوات مسلحة أمنت الناس على حياتهم، وفصلت بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة والأصول التركية والجنوب ذي الأغلبية المسيحية والأصول اليونانية.. يقول: أستغرب تجاهل الناس لنا وكأننا أجرمنا حين طالبنا باستقلالنا.

نلمح في المسجد صفحات من القرآن الكريم، محفوظة من القرن السادس عشر داخل صندوق زجاجي بجوار المنصة التي يقف خلفها رفعت وزملاؤه، وفوقها عدة ساعات منضبطة على توقيت الصلوات الخمس والإمساك عن الصيام.

نخرج من المسجد لنصعد درج قلعة بحرية تطل على ميناء تجاري سفنه محرومة من الإقلاع إلا إلى مرافئ تركيا فقط لا غير! بينما ميناء الشق الجنوبي من الجزيرة معترف به دوليًّا، وتبحر سفنه إلى أي مكان في العالم، بعد أن نالت قبرص الجنوبية (اليونانية) اعتراف الأمم المتحدة بها كدولة، والاتحاد الأوروبي كعضو مستقل.

احتفال السلام

نتأمل المدينة التي بدأت تزدحم بالمحتفلين ومعلقي الزينات.. كانوا يحتفلون بمرور 38 عامًا على يوم السلام، ويشرح لنا مرافقنا «حسن تونا» «Hasan Tuna» كيف نزلت القوات التركية إلى مرفأ بقبرص لحمايتهم من هجمة عرقية تعرضوا لها، باعتبارهم قبارصة مسلمين ذوي أصول تركية، من إخوانهم وجيرانهم القبارصة ذوي الأصول اليونانية.

يلتقي الإعلاميون بالرئيس القبرصي التركي درويش «أُروغلوا» Dervis» Eroglu» الذي يشرح باختصار الموقف الدولي الحالي من بلاده آملًا في تقدم المباحثات مع الجار الجنوبي وكسر الحصار قريبًا عن شعبه.

نتجه إلى الجنوب الغربي للوقوف على قبور 80 ضحية كل جريمتهم أنهم مسلمون ينتمون إلى 3 قرى قبرصية.

لقد قرر أفراد من القبارصة اليونانيين المتطرفين أنها قرى تحل لهم دمًا ونساء ومالًا فحاصروها، وقبضوا على رجالها بحجة أنهم يريدون أن يأمنوا شرهم، ثم مضوا بهم- كما حكى لنا شاهد عيان هو الناجي الوحيد من أفراد عائلته- وأعدموهم بالرصاص، ثم ألقوا بجثثهم بواسطة الجرافات في حفرة طبيعية وأحرقوها، ثم تفرغوا للنساء والأطفال فصنعوا فيهم ما صنعوا.

وقفت على الحفرة المتسعة التي أصبحت مزارًا تاريخيًّا أتخيل المشهد ثم عدت مع الإخوان إلى حيث نصب تذكاري مسجل على رخامه أسماء كل من قضوا في هذه الحرب العرقية الشرسة.. كل قطعة رخام تحمل أسماء عائلة من العائلات المسلمة التي عثروا على جثثها، والأعمار المدونة تشير إلى الهمجية وانعدام الشفقة، فهي تبدأ من 4 أشهر حتى 95 عامًا.

يقول الرجل الحزين الذي ألف كتيبًا بعنوان «عالمي المظلم» كاميل مريتش Kamil Meric: كنت صبيًّا عام 1974م عندما قررت تركيا حماية القبارصة المسلمين الأتراك، فأنزلت جزءًا من قواتها في الميناء، لكن حرب الإبادة التي بدأت لم تكن لتتوقف فورًا، واستغلت بعض القوات من القبارصة اليونانيين عدم وصول القوات التركية بعد إلى الجنوب حيث نحن الآن، فهجمت علينا وفعلت ما فعلت.

سألته إن كان قد رأى بأم عينيه عملية الإبادة؟ فقال: لا، لقد هربت، لكني حين عدت بعدها بأشهر وجدت المأساة مرسومة على أطلال قريتي، لكن كثيرًا من المراسلين الأجانب غطوا الأحداث، ورأوا بأعينهم ما جرى في قرانا.

متحف الهمجية

عودة إلى نيقوسيا مرة أخرى، حيث نزور الآن متحف البربرية 2 شارع عرفان بك منطقة كومسال، بالقرب من المنطقة الحدودية أو الخط الأخضر.. هذا هو بيت الدكتور نهاد إيلهان، كان ميجورا يخدم في الوحدة القبرصية التركية في عام 1963.

تحكي لنا المرافقة القبرصية «أسو مختار الله» «Asu Muhtaroglu» أنه في أثناء الاضطرابات بين الطوائف من ديسمبر من نفس العام، هاجم المتطرفون من القبارصة اليونانيين منزل هذا الطبيب، ولم يرحموا أحدًا من أهله، حتى أطفاله الثلاثة أطلقوا عليهم النيران في حمام البيت فسقطوا داخل المغطس غارقين في الدماء الذكية، وسرعان ما لحقت الأم بأطفالها.

نتأمل على الجدران صور قتل وتعذيب للمسلمين القبارصة، وفي نهاية الردهة على اليسار نجد الحمام المغلق بباب زجاجي حيث يمكنك تخيل مشهد المغطس وقد ألقيت فيه جثث الأطفال وأمهم.. على الجدران كذلك نجد مقتطفات من الجرائد الأجنبية التي غطت الحدث في حينه، جاء تقرير جريدة لوفيجارو (باريس) بتحرير المراسل كلوس ماكس، في 25و26 يناير 1964، كالتالي: لقد رأيت جثث الأم وأطفالها الثلاثة الصغار في حوض الاستحمام، فقط بسبب أن رب الأسرة ضابط تركي.

أما مقتطف صحيفة هيرالد (لندن)، في 1 يناير 1964 فكان: ليلة من الرعب.. مقتل 350 قرويًّا من الرجال والنساء والأطفال، وكانوا جميعًا من الأتراك.

 marriage 2 640 160045 large

القاهرة – الوعي الشبابي:

من أكثر ما يعاني منه الشباب في هذه الأيام تكاليف الزواج وترتيباته ومدى المغالاة في نفقاته من الألف إلى الياء، فضلا عن المظاهر وما تتطلبه من أموال قد يظل الشاب سنوات عديدة حتى يتمكن من توفيرها.. في السطور التالية تجربة حقيقية لشاب قرر أن يختصر الطريق ويتزوج في أسبوع واحد.. فإليه.

w86522254

حسام فتحي أبو جبارة :

العقيق من أهم وأشهر الأحجار الكريمة وأكثرها انتشارًا ، غالبًا ما يوجد في الحمم البركانية، فيملأ التجاويف التي أحدثها انبثاق الغازات، كما يُعثر عليه في الصخور الرسوبية وبين الحصى، منه ما يكون قريبًا من السطح، ومنه ما يتم استخراجه على بُعد عشرات الأمتار من باطن الأرض.. ألوانه متباينة، وبريقه شمعي شفاف أو نصف شفاف أو معتم.

قال الطبرسي عن العقيق في كتابه «مكارم الأخلاق»: هو أول حجر أقر للرحمن بالوحدانية ووصفه داود في «التذكرة» كعلاج لإزالة الغضب، وإبعاد الهم والغم.

مناطق وجوده

قديمًا، كان العقيق موجودًا بكثرة في الدول التالية:

- اليمن: يعتبر العقيق اليماني من أكثر الأنواع التي كانت منتشرة في اليمن وأكثرها شهرة، وخاصة ذلك الموجود في مناطق جبل هودان، وجبل هران قرب مدينة ذمار، وفي منطقتي آنس وعنس التابعتين لمحافظة ذمار، وفي منطقة خولان القريبة من العاصمة صنعاء.

- الهند: كانت من أهم مواطنه في قارة آسيا، ومنها عرفه الأوروبيون وخاصة الإنجليز.

- الأردن: انتشر عقيقها في بلاد الشام ولكن كمياته كانت قليلة جدًّا، فاقتصر اقتناؤه على الأثرياء.

- الصين: يقال ان الصينيين لم يلتفتوا إلى أهميته إلا من الغجر، الذين كانوا يتاجرون فيه ويستخدمونه كعلاج نفسي. 

أما اليوم فأصبح العقيق موجودًا في دول أخرى، أهمها البرازيل- وهي أكثر الدول تصديرًا له حاليًا- وسلوفاكيا- عقيقها رطب نسبيًا- وأستراليا بالقرب من نهر روبرتسون، وألمانيا، وشمال الأورغواي، وتشيكيا، واليابان، والولايات المتحدة الأميركية (في منطقة أوريجون ومونتانا وكاليفورنيا ويونغ وواشنطن والبحيرات العظمى).

كيفية استخراجه

- في البداية تحفر الصخور الصلبة وبأعماق متفاوتة تتراوح بين 3-20 مترًا، حيث يتم استخراجه من أشد الصخور صلابة.

- بعد ذلك يتم تكسير الصخور للحصول على قطع العقيق الصغيرة، التي توضع على طبقة من الرماد تحتها نار هادئة لتليين العقيق وترطيبه.

- يلصق العقيق في كمية من «اللوك»، وهي مادة من اللبان والرماد لإزالة الشوائب.

- يحك العقيق في الحجارة الملساء المستوية، لإعطائه الشكل والحجم المطلوبين.

- يتم إزالة النمش الموجود على العقيق بوساطة أحجار خاصة تسمى «القراب».

- يمسح العقيق بحجارة تسمى «المطسية» لمنحه ملمسًا ناعمًا وشكلًا لامعًا.

- وأخيرًا، يصقل العقيق بالطباشير ويمسح جيدًا باستخدام قطعة قماش ناعمة ويصبح جاهزًا للبيع.

أنواعه وألوانه

للعقيق أنواع وألوان كثيرة تتجاوز العشرين، من أهمها:

- العقيق الأحمر: وهو من أجود الأنواع وأندرها، يأتي معظمه من البرازيل والهند واليابان، وكان الناس قديمًا يعتقدون أنه يحمي من الأرواح الشريرة، له تدرجات لونية عدة تتراوح بين الأحمر الفاتح (الرماني)، والغامق (القريب إلى لون الكبد)، والخوخي، والتمري، والبرتقالي المحمر. 

- العقيق الأبيض: يكون شفاف اللون، تشوبه دوائر ونقاط، وله بريق شمعي، وهو موجود في تركيا، وأيسلندا، وأسكتلندا، وكاليفورنيا وكولورادو في الولايات المتحدة الأميركية.

- العقيق اليماني: لونه بني وأبيض غالبًا، وهو صلب وجيد الصقل، ويستخدم بشكل واسع في النقش على الأحجار الكريمة والنقوش الغائرة، ويشير تجار المجوهرات إلى العقيق ذي اللون الواحد على أنه العقيق اليماني، فعندما يتحدثون ببساطة عن العقيق اليماني فإنهم يعنون الحجر الأسود اللون.

- العقيق السليماني: يحتوي على دوائر منتظمة بألوان متناسقة، يعتقد أنها كائنات مجهرية حية، تكونت وتبلورت عبر ملايين السنين، فكانت بهذا الشكل.

- العقيق المشجّر: يتميز باحتوائه على أشكال ورسوم طبيعية، وينقش عليه لفظ الجلالة، ويصنع منه قلائد وخواتم، وهو موجود بكثرة في محافظة ذمار اليمنية.

- حجر الشمس: شفاف اللون يميل إلى البياض، براق ومكور الشكل، أطلقت عليه هذه التسمية نظرًا لخاصيته، فله بريق لامع، وإذا تعرض للشمس خلال النهار يظل دافئًا محتفظًا بالحرارة طوال الليل.

- حجر البلاسما: يشوبه ظل من الخضرة، غالبًا ما يأتي بلون أخضر حشيشي، ويحتوي بشكل غير منتظم على بعض البقع البيضاء التي تميل إلى الاصفرار، وهو موجود في الهند والصين بكميات جيدة.

- حجر عين النمر: يأتي بإحدى ثلاثة ألوان بدرجة غامقة هي الأبيض والأسود والرمادي، يتلألأ كأعين النمر عند تعرضه للضوء.

- حجر الدم: سمي بهذا الاسم للاعتقاد السائد بأنه يفيد لحبس الدم، وهو ملون عديم الشفافية.

- حجر السجين: لونه أبيض، مكور وصغير، وذو بريق لامع، يستخدم كخرز للحلي منذ قديم الزمان.

زينة وعلاج

العقيق هو أحد أهم الأحجار الكريمة التي يُحلّى بها الذهب، وتصنع منه الحلي، والمسابح، والتحف، والأختام، وقطع الشطرنج، وكرات البلياردو، كما أن صلادته وقدرته على مقاومة الأحماض يجعلانه عظيم القيمة في صنع المدقات التي تستخدم لتكسير وخلط المواد الكيميائية.

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال