✍ نجاح آل كوع – كاتبة مصرية:

وإذا القلب تحرر من سجون العشق وشجونه وحلَّق وصار شفيفًا رفيفًا، ينعم ويتنعم.. وسكن له كل همس الكون، ليصغي إلى ترانيم روحه الحرة الطليقة، ويرتشف من رواء نفسه ترياق الحياة، وإذا صدق وتصدق بكل ما يملك فداءً لروحه المحررة..

لا تظن حين تهيم في المدى بعيًدا أنك ضمنت الحرية، ولا تزال تلابيب الدنيا عالقة بساق طائرك، تجذبك إلى الأرض بكل قواها..

تناديك بأعذب الأصوات: هلم إلينا.. وتبكيك شوقًا

لا تزهو بنفسك، اسق طيرك، وتعهده.. بل توسل إلى الله تعالى أن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك، ويثبت على النور فؤادك، فالجاذبية الأرضية مارد شجاع لا تقوى روحك عليه إلا بعون الله وألطافه ورحمته.

وإذا عافاك الله من داء العشق، وأنعم عليك بتوبة..

فلا تزدري من كان شريكك وتستقبح فعلته وتتهمه بالسفه، فربما كان هو أحوى منك للجام نفسه، حين يبتعثه الله من غفلته.. وربما تعمق فيه الداء لمصادفته شفافية، وتسطح عندك لمقابلته سماكة صدرك!

وتذكر ضغفك ودموعك التى كنت تنزفها على علو شأنك، ووجاهة قدرك، وقوة خلقتك، ولا تطالب عصفورًا ذبحته المحن بأن يمشي مستقيمًا على قضبان الألم ويحتفظ بتوازنه، وأذنه يملؤها ضجيج الخطر لقدوم القطار..

فربما وطيء الجنة بعرجته هذه، لما لاقاه من ألم على اثرها، وقد يتوب عن لممه، فيقبله الله بحلمه.

مكِّن لأخيك العذر من قلبك وفاءً، فأنت لا تعلم ماذا أنت فاعل لو كنت مكانه، وتجرعت كأسه؟

فربما بلغت باشفاقك على صاحبك ورحمتك به ودعائك له ما لا تبلغه بعبادة سنين.

فيا رعاك الله ردد معي بقلبك:

(اللهم يا لطيف يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد.. أخرجنا من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك ندفع ما نطيق وما لا نطيق)

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"