الخميس، 25 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

47 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

180315 pa x520 c

محمد ثابت توفيق - قاص وكاتب مصري:                                           :

فور وصولي إلى المطار ذهبت مباشرة إلى بيتي؛ صافحت زوجتي وأولادي ثم توجهت مباشرة إلى بيت أبي وأمي الذي نشأت وتربيت فيه.

فرح والداي فرحا شديدا بوصولي؛ فبمجرد طرقي على الباب تسابقا بخطوات ثقيلة إلى فتحه.. وهما يتصايحان:

«حازم».. إنه هو بنفس الطرقة منذ شب واستقبل الحياة وتعلم طرق هذا الباب!

تجاوز أبي السبعين من العمر فيما تخطو أمي إلى منتصف الستين؛ لقد تثاقلت خطواتهما؛ وانتشرت علب الدواء في أرجاء المنزل.

بعد دافئ الأحضان رحت أجوب وأطوف في غرف الشقة التي تربيت فيها وتطلعت إلى الحياة للمرة الأولى.. فهالني وأفزعني أمر دل بوضوح على حجم تقصيري في حق والدي.. بل ما استعذت بالله من أن يكون عقوقا ولو خفيا.

كنت قد اضطررت للسفر خارج البلاد لفترة طالت لسنوات مؤخرا؛ فصارت زوجتي وأبنائي يزورونني في الغربة لأشهر، بخاصة في فصل الصيف حيث إجازة الدراسة ويعودون، عرضت على والدي المجيء مرات فرفضا.

حرصت خلال سنوات سفري على إرسال مبالغ مالية متفرقة إلى أبي وأمي؛ مبالغ ليست شهرية لكنها كبيرة تكفي احتياجاتهما إلى جانب راتب تقاعدهما الدخل الأساسي لهما.

لكن لماذا كسر زجاج نافذة غرفة الاستقبال وحل محله ورقة مقواة كبيرة؟ ولماذا لا يعمل مصباح غرفة النوم، والغرفة تسبح في ظلام شامل؟

كانت عيوب عدم الإصلاحات الضرورية للشقة منتشرة، فهذه قطعة أثاث مكسورة ومقلوبة في غرفة الضيوف؛ وتلك المرآة محطمة لم يرفع أحد بقاياها، ويبدو أن الأمر حدث منذ فترة حتى أن التراب غطى على الشظايا... أما التراب الناعم فلف الغرف.

تظاهرت بالفرح للقائهما؛ فيما كان ذهني يعمل بشدة للوصول إلى حل ينقذني من الورطة التي وجدت نفسي فيها أمام ربي وخالقي؛ كان والداي لا يستطيعان تجديد وصيانة الشقة ومرافقها الرئيسية رغم وجود المال معهما نظرا لتقدمهما في العمر واحتياجهما لمن يتولى هذه المهمة عنهما، وقد حرصا على كتمان الأمر عني كلما كنت أتصل بهما؛ وكانا يؤكدان أن أمورهما بخير وأمان.. ولا داعي للقلق عليهما.

شعرت بالتقصير الشديد لأن الأمر لم يخطر لي على بال.. وخفت عقاب الله ودخولي دائرة العقوق بعدم تعهدهما والعناية الكافية بهما وإرسال من يصلح لهما مرافق الشقة باستمرار.

نزلت بسرعة فقالا عند خروجي:

- هل مللت منا سريعا يا «حازم»؟! لقد انتظرناك لسنوات!

داريت دمعة طفرت بسرعة من عيني بهدوء وقلت:

- سأعود بعد ساعة فقط.

فقالا: كثير علينا يا بني لم نرك إلا لدقائق قليلة.

قلت: سأذهب لأؤجر غرفة في فندق يجمعنا لأيام فلا نفترق بإذن الله لأسابيع.

هرول أبي إلى درج في دولاب ملابسه:

- إذن خذ هذا المال فهو فائض لدي.. خذه ليعينك على هذه الفكرة الجميلة..

فيما قالت أمي:

- رزقك الله المزيد من برنا.

اعتذرت لأبي.. ومسرعا ذهبت لمقاول ماهر؛ فعرضت عليه تجديد مرافق الشقة، وكان صديقا فابتسم وقال:

- عفا الله عنا.. لكن ذلك لا يمنع التقصير فيما مضى!

حجزت غرفتين متجاورتين في فندق قريب، ثم اشتريت حقيبة سفر مناسبة لجمع ثيابهما، ونويت شراء ملابس جديدة لهما في أقرب فرصة.

لم يصدقا عيونهما بعد أسابيع قليلة لما شاهدا الشقة وترتيبها ومرافقها التي تعمل بكفاءة.. فيما كنت أستغفر الله من تقصيري غير المتعمد في حقيهما.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال