الثلاثاء، 16 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

36 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

al eeeeedd

سهير أبوبكر الشاذلي - كاتبة مصرية:

جاءت الأديان من أجل خير الإنسان وسعادته؛ لذلك اشتملت على أعياد يحتفل بها أصحابها لاسيما أنها من الأمور الإيجابية التي تعين الإنسان على التزود بطاقة جديدة تدفعه لمواصلة كفاحه اليومي لكسب قوت يومه.

وقد لبى الإسلام هذه الرغبة الفطرية لدى أتباعه فجعل لهم عيدين؛ عيد الفطر وعيد الأضحى، يُحتفل بهما في كل عام. وارتبط هذان العيدان في الإسلام بمواقف مشهودة وعبادات جليلة، فعيد الفطر يرتبط بشهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى يرتبط بمناسك الحج.

ويأتي عيد الفطر بعد آخر يوم من أيام شهر رمضان، حيث يذهب المسلمون إلى المساجد وساحات الصلاة لأداء صلاة العيد بعد شروق شمس يوم العيد، وفي طريقهم للصلاة يهنئ بعضهم بعضا فرحين مكبرين في خشوع: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.. الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا».

أما عيد الأضحى الموافق لليوم العاشر من شهر ذي الحجة، فيأتي بعد يوم عرفة الذي يقف فيه الحجاج المسلمون بصعيد عرفات الطاهر لتأدية ركن الحج الأعظم في صورة من أبهى صور التلاحم والاتحاد بين المسلمين الكل في مكان واحد، بلباس واحد، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، يلهجون بالدعاء ويتضرعون للخالق عزوجل لنيل رحمته ومغفرته وعفوه. ومن أعظم الأعمال في عيد الأضحى لغير الحاج ذبح الأضحية بعد أداء صلاة العيد، وتوزيع لحمها على الأقارب والفقراء بعد ادخار ثلثها لبيته، ومن هنا جاءت تسمية هذا العيد بعيد الأضحى.

وعن أنس بن مالك قال: «كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى» (رواه أبو داود: 1134، والنسائي: 1556).

والعيد في اللغة: اسم لما عاد من شيء في وقت معلوم، وهو السرور العائد. ويقال يوم العيد: إشارة إلى اليوم الذي يحتفل به ويظهر فيه الناس السرور والبهجة من تزاور ولهو بريء وتوسعة على العيال. والعيد: مشتق من العود، وذلك إما لتكراره كل عام، وإما لعود السرور بعوده ولكثرة عوائد الله فيه على العباد. والعيد أيضا مشتق من العود أي أنه يعود على المسلمين بعد شهر رمضان وبعد أداء مناسك الحج من كل عام. وعند شيخ الإسلام ابن تيمية: «العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، عائد: إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك»(1).

وقال ابن عابدين: «سُمي العيد بهذا الاسم، لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان، أي: أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل يوم، منها: الفطر بعد المنع عن الطعام، وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي، وغير ذلك، ولأن العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحبور»(2).

وليس في الإسلام أعياد إلا عيدي الفطر والأضحى. وقد شرعت صلاة العيدين في السنة الأولى من الهجرة، وهي سنة مؤكدة واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا إليها كما يستحب التطيب ولبس أجمل الثياب فيهما، فعن الحسن رضي الله عنه قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين أن نلبس أجود ما نجد وأن نتطيب بأجود ماء وأن نضحي بأثمن ما نجد» (رواه الحاكم).

أما لفظ العيدية: فهو لفظ اصطلاحي أطلقه الناس على ما كانت توزعه الدولة من نقود في موسمي «عيد الفطر» و«عيد الأضحى» كتوسعة على أرباب الوظائف، وكانت هذه «العيدية» تُعرف بالرسوم في أضابير الدواوين ويُطلق عليها اسم «التوسعة» في وثائق الأوقاف.

أعمال ليلة العيد

ومن السنة إحياء ليلة العيد «الفطر والأضحى» فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحيا ليلة الفطر والأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» (رواه الطبراني في الأوسط والكبير). وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه: «بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يُستجاب في خمس ليال: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان.. وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضاً»(3). والإحياء يكون بالذكر والصلاة وقراءة القرآن الكريم وغير ذلك من الطاعات.

يوم العيد

ومن السنن والأعمال الواردة في يوم العيد أيضا الاغتسال قبل الذهاب للمُصلى، وأكل تمرات وترا قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر وتأخير ذلك في عيد الأضحى حتى يرجع من المُصلى فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية، قال أنس: «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا» (رواه أحمد والبخاري).

وفي عيد الأضحى يستحب تعجيل الصلاة ليتسع الوقت لذبح الأضحية لمن أراد الذبح في أول أيام العيد، بينما في عيد الفطر يستحب تأخيرها ليتسع الوقت لإخراج صدقة الفطر.

كذلك فإن من أعمال يوم العيد الذهاب للصلاة من طريق والعودة من طريق آخر، ويجوز أداء صلاة العيد في المسجد؛ لكن أداءها في المصلى والساحات المخصصة لذلك أفضل.

ويخرج المسلمون إلى الصلاة رجالا ونساء وصبيانا؛ امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال فيما روته حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت: «أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نُخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق الحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. قلت يا رسول الله: إحدانا لا يكون لها جلباب قال النبي صلى الله عليه وسلم: لتلبسها أختها من جلبابها» (رواه مسلم).

والتكبير في أيام العيدين سنة، ففي عيد الفطر قال الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة:185)، وفي عيد الأضحى قال الله تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} (البقرة:203)، وقال جل شأنه: {كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (الحج:37).

ويستحب تهنئة المسلمين بعضهم بعضا بالعيد، فعن جبير بن نفير قال «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقولون لبعضهم: تقبل الله منا ومنكم»(4).

الحكمة من العيدين

شرعت الأعياد في الإسلام تذكيرا بنعم الله وفضله وتأليفا لقلوب المؤمنين بالتقائهم في صعيد واحد يتبادلون فيه التعاطف والتواد والتراحم والتهنئة والتبريك وتقربا إلى الله تعالى بتوزيع الصدقات وإطعام الفقراء والمساكين وصلة الرحم، ولذلك شرعت زكاة الفطر وتوزيعها قبل صلاة عيد الفطر؛ ليستوي الناس جميعا في الاستمتاع بالبهجة والحبور والشعور بالأخوة الرحيمة.

وفي العيد تربية للمسلم على مبدأ الاتحاد الذي يربط بينه وبين إخوانه المسلمين في كل مكان حينما يعيشون هذه المناسبة المباركة في زمن واحد وفرحة واحدة.

محاذير

وإذا كان الإسلام قد أباح للمسلمين أن يفرحوا ويبتهجوا بالعيد، ويعبروا عن ذلك بالزينة والمرح والترفيه عن النفس في الحدود المقبولة، فإنه لا يجوز الانحراف بهذه البهجة إلى أمور سلبية تفسدها، سواء كان ذلك بالإسراف في تناول الأطعمة بطريقة تصيب الإنسان بالتخمة وتضر بصحته، أو بعادات وتقاليد تثير الأحزان والهموم كزيارة القبور، على سبيل المثال، أو بأفعال تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وقيمه النبيلة التي تهدف كلها إلى خير الإنسان وسعادته في دنياه وأخراه.

فالعيد في الإسلام ليس مناسبة للانطلاق أو التحرر من المسؤوليات، بل هو مجال للتدبر وإعادة النظر فيما مضى، وهو مجال لشكر النعمة التي أنعم الله بها علينا. فقد كانت الأعياد في الأمم الماضية لهوا ولعبا ومجونا وفسقا، بل إن بعض الأديان السابقة كانت تتخذها سبلا إلى الإباحة المستهترة والفوضى الخلقية الماجنة، إلى أن بزغ فجر الإسلام وأشرقت شمس الرسالة المحمدية على العالم فأصبح للأعياد طعم آخر، فهو وسطي لم يوغل في فكرة المادية ولم يغرق في التزمت الرهباني.

فهنيئا لنا بأعيادنا أعادها الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات..

الهوامش

1ـ اقتضاء الصراط المستقيم (1 /441).

2ـ حاشية ابن عابدين (2 /165).

3ـ «الأم» للشافعي (1/264).

4ـ قال الحافظ ابن حجر إسناده حسن- فتح الباري (2/517).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال