الخميس، 18 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

40 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

gvj

محمد إبراهيم خاطر - كاتب وباحث:

اشتهر بين الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلقب بالصادق الأمين بين قومه بمكة قبل البعثة، أما بقية صفاته صلى الله عليه وسلم فلم تنل حظها من الذيوع والانتشار بين الناس لكي يتأسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي اصطفاه الله عز وجل وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين.

والصفات التي سنتحدث عنها صفات اشتهر بها العرب في الجاهلية، وصفات تحلى بها الأنبياء والرسل قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وهي صفات تظهر بجلاء أهمية ومركزية العمل الصالح، ومنه فعل الخير المتعدي الذي يصل نفعه إلى الناس في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالات الأنبياء عليهم السلام.

والسيدة خديجة، رضي الله عنها، عندما جاءها النبي صلى الله عليه وسلم خائفا فزعا، بعد أن نزل عليه جبريل، عليه السلام، بالوحي في غار حراء، لم تصف الرسول صلى الله عليه وسلم وتثني عليه بصفات تتعلق بشخصه أو بخلوته وتعبده لله عز وجل، وإنما وصفته بأوصاف جميعها يتعلق بتعاملاته مع الناس، وأقسمت أن الله عز وجل لن يخزيه بسبب هذه الأوصاف!

ففي حديث بدء الوحي الذي ترويه أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: «.. فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: زملوني زملوني. فزملوه حتى ذهب عنه الروع. قال لخديجة: أي خديجة، ما لي، لقد خشيت على نفسي. فأخبرها الخبر، قالت خديجة: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق» (صحيح البخاري).

والصفة الأولى التي وصفت بها السيدة خديجة، رضي الله عنها، النبي صلى الله عليه وسلم هي «إنك لتصل الرحم»، وفي ذلك إشارة إلى إحسان النبي صلى الله عليه وسلم لرحمه وقرابته؛ وصلة الرحم في الإسلام لها منزلتها الرفيعة عند الله عز وجل، ففي الحديث الشريف: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت بلى يا رب، قال فهو لك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرأوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (محمد:22)» (صحيح البخاري).

والصفة الثانية هي «وتصدق الحديث»، والصدق من الصفات الفاضلة اللازمة للتعامل مع الناس، وهذه الصفة تنم عن سلامة الصدر وحب الخير للآخرين والنصح لهم، وقد اشتهر الرسول صلى الله عليه وسلم بين قومه بالصادق الأمين الذي لم يجربوا عليه كذبا.

والصفة الثالثة هي «وتحمل الكل»، وتعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلح أحوال العاجزين عن إصلاح أمورهم بأنفسهم، ويعين الفقراء والضعفاء والأيتام بالمال.

والصفة الرابعة هي «وتكسب المعدوم»، وتعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعين الفقراء والمعوزين ويساعدهم على قضاء حوائجهم بإعطائهم ما يحتاجون إليه من مال.

والصفة الخامسة هي «وتقري الضيف»، في إشارة إلى إكرام الرسول صلى الله عليه وسلم للضيوف، وهي الصفة التي امتدح الله عز وجل بها الخليل إبراهيم عليه السلام، يقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (هود:69).

والصفة السادسة هي «وتعين على نوائب الحق»، وهي صفة تجمع الصفات السابقة، وتدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يهب لنجدة كل من يحتاج إلى المساعدة، ويعين كل من نابه شيء من مصائب الدنيا.

ووصف السيدة خديجة، رضي الله عنها، للرسول صلى الله عليه وسلم بأصول مكارم الأخلاق وخاصة المتعلق منها بالتعامل مع الناس دون غيرها من الصفات، فيه إشارة لأهمية حسن الخلق في التعامل مع الناس، وأنه من الأعمال التي يحبها الله عز وجل ولا يخزي صاحبها.

ومن خلال استقراء السيرة النبوية العطرة نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى عدة أعوام في التجارة، حرص خلالها على نشر الأخلاق الفاضلة في المجتمع الجاهلي من خلال العمل بالتجارة مع عمه أبي طالب والمتاجرة بأموال السيدة خديجة، رضي الله عنها، وهي ذاتها الأخلاق التي أثنت بها السيدة خديجة، رضي الله عنها، على النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءها فزعا بعد نزول الوحي عليه لأول مرة.

وهذه الفترة الطويلة التي عمل فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالتجارة قبل البعثة، والتي تضمنت إعداد النبي صلى الله عليه وسلم للرسالة وغلب عليها الجانب الأخلاقي في التعامل مع الناس، تمثل جوهر الرسالة، وقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (وفي رواية: صالح الأخلاق)».

وما أحوج المسلمين اليوم للاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في حرصه على نفع الناس وقضاء حوائجهم، والتقرب إلى الله عز وجل بفعل الأعمال الصالحة التي يصل نفعها إلى الآخرين.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال