الثلاثاء، 16 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

38 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

Grand Mosque AerialView

السنوسي محمد السنوسي - باحث وصحافي مصري:

يمتاز الإسلام من بين حقائق كثيرة يمتاز بها، أنه يجعل حياة المسلمين كلها تدور في نسق واحد؛ لا ينفصل فيه السوق عن المسجد، ولا الحياة الخاصة عن العامة، ولا إدارة شؤون المجتمع عن ضبط السلوك الفردي، ولا تنعزل فيه مجريات الحياة عن مصائر الآخرة.

ذلك أن الإسلام جاء للحياة، وجاء بالحياة؛ ولم يأت لينعزل بين جدران أربعة، ولا لينحصر في سلوك فردي مهما بلغ صاحبه من زكاة النفس واستقامة الخلق: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {6/162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام:162-163).

و«المسجد» الذي أقامه الإسلام ليكون موضع سجود المؤمنين وعبادتهم، جاء على نحو يميزه عما عرفه الناس من دور العبادة في غير الإسلام؛ واستمد معناه الأساسي من هذا المعنى الذي يتميز به الإسلام نفسه؛ وهو أنه دين للفرد والمجتمع، للأولى والآخرة، للقلب والعقل والروح والجوارح.. وهكذا كان المسجد في حياة المسلمين.

فلم يكن المسجد بناء من جدران وسقف، يلتقي فيه الناس للعبادة - بمعناها الشعائري - ثم ينصرفون؛ وإنما كان نقطة إشعاع للحياة والحضارة في مختلف الجوانب المادية والروحية، الفردية والاجتماعية.

كان المسجد، كما يقول الشيخ الغزالي «قلب المجتمع الإسلامي، وملتقى المؤمنين بالغدو والآصال؛ لأداء حقوق الله، واستلهام الرشد، واستمداد العون منه جل شأنه. وهو مصدر طاقة عاطفية وفكرية بعيدة المدى، خصوصا أيام الجمع عندما تنصت جماهير المصلين في سكينة وخشوع للإمام؛ وهو يشرح لهم تعاليم الإسلام، ويبين لهم حدود الله، ويفقههم على ما في الكتاب والسنة من عظات وآداب»(1).

فلم يكن المسجد مكانا للانعزال عن الحياة، بل محطة للتزود بما يعين على توجيهها وحسن إدارتها.. ولم يكن بناء يستأثر بالنور والهداية، بحيث يجد فيه المسلم سعادته وحضوره ثم يترك الدنيا على ما فيها من غبش؛ وإنما كان طاقة للإشعاع بحيث يمتد نوره للأرجاء كافة، حتى تصير الأرض كلها مسجدا وطهورا.

ولعل الحديث الشريف الذي يعدد ما خص به النبي صلى الله عليه وسلم من منح وعطايا، التي منها: «وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا»(2).. لعل هذا الحديث يشير بذلك إلى أن الأرض ينبغي أن تكون كلها مسجدا؛ لا من حيث إباحة الصلاة في أي بقعة منها فحسب، وإنما من حيث أن تهتدي الأرض بهداية المسجد، وأن تستنير بنور الإيمان الذي ينبعث منه.. حينها، تصير الأرض كلها مسجدا من حيث المبنى والمعنى!

وقد وقف الرافعي بقلمه البليغ، وتأمله العميق، عند هذه المعاني المكثفة في ذلك «البناء المسجدي»؛ فرآه بقعة من النور تصلح العالم، وتنفي عن الحياة أسباب زيغها، وتعيد للصف المجتمعي سلامته وإنسانيته، فيقول رحمه الله: «فما المسجد بناء ولا مكان كغيره من البناء والمكان؛ بل هو تصحيح للعالم الذي يموج من حوله ويضطرب؛ فإن في الحياة أسباب الزيغ والباطل والمنافسة والعداوة والكيد ونحوها، وهذه كلها يمحوها المسجد؛ إذ يجمع الناس مرارا في كل يوم على سلامة الصدر، وبراءة القلب، وروحانية النفس؛ ولا تدخله إنسانية الإنسان إلا طاهرة منزهة مسبغة على حدود جسمها من أعلاه وأسفله شعار الطهر، الذي يسمى الوضوء؛ كأنما يغسل الإنسان آثار الدنيا عن أعضائه قبل دخوله المسجد».

كما يوضح الرافعي دور المسجد في تحقيق الإنسانية والمساواة بين الناس، فيقول: «ثم يستوي الجميع في هذا المسجد استواء واحدا، ويقفون موقفا واحدا، ويخشعون خشوعا واحدا، ويكونون جميعا في نفسية واحدة؛ وليس هذا وحده، بل يخرون إلى الأرض جميعا ساجدين لله؛ فليس لرأس على رأس ارتفاع، ولا لوجه على وجه تمييز؛ ومن ثم فليس لذات على ذات سلطان، وهل تحقق الإنسانية وحدتها في الناس بأبدع من هذا؟ ولعمري أين يجد العالم صوابه إلا ههنا؟».

كما يبين الرافعي أن «المسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به الاجتماع؛ هو فكر واحد لكل الرؤوس، ومن ثم فهو حل واحد لكل المشاكل؛ وكما يشق النهر فتقف الأرض عند شاطئه لا تتقدم، يقام المسجد، فتقف الأرض بمعانيها الترابية خلف جدرانه لا تدخله»(3).

إذن، المسجد ليس بناء للعزلة وإنما للتزود من طاقاته، وليس ملجأ للهرب من المجتمع وإنما لمعاودة إصلاحه ونشر النور بين جنباته.

في التجربة النبوية

كما تدلنا أحداث السيرة النبوية المعروفة، فقد كان للمسجد دور محوري في الحياة الجديدة التي أرساها الإسلام في المدينة المنورة، حيث كان بناء المسجد من أولى المهام التي اضطلع بها المسلمون، وشكل مع إقامة السوق، ومع الإخاء بين المهاجرين والأنصار، تلك الثلاثية ذات الجذور الراسخة والجوانب المتعددة التي يقوم عليها المجتمع المسلم: جذر روحي يمثله المسجد، وجذر اجتماعي يمثله الإخاء، وجذر اقتصادي يمثله السوق.

ثم لم يكن المسجد يعكس الجذر الروحي فحسب؛ بل كان صورة مصغرة من حركة الحياة، ومجتمعا نابضا بالحيوية.

وتم بناء المسجد النبوي في حدود البساطة؛ فراشه الرمال والحصباء، وسقفه الجريد، وأعمدته الجذوع، وربما أمطرت السماء فأوحلت أرضه، وقد تفلت الكلاب إليه فتغدو وتروح. لكن هذا البناء المتواضع الساذج، هو الذي - كما يقول الشيخ الغزالي - ربى ملائكة البشر، ومؤدبي الجبابرة، وملوك الدار الآخرة.

ولهذا، يؤكد الغزالي أن مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي، تجعله مصدر التوجيه الروحي والمادي؛ فهو ساحة للعبادة، ومدرسة للعلم، وندوة للأدب. وقد ارتبطت بفريضة الصلاة وصفوفها أخلاق وتقاليد هي لباب الإسلام، لكن الناس -لما أعياهم بناء النفوس على الأخلاق الجليلة- استعاضوا عن ذلك ببناء المساجد السامقة، تضم مصلين أقزاما! أما الأسلاف الكبار فقد انصرفوا عن زخرفة المساجد وتشييدها إلى تزكية أنفسهم وتقويمها؛ فكانوا أمثلة صحيحة للإسلام(4).

في الحضارة الإسلامية

لقد كانت تجربة الحضارة الإسلامية في تفعيل دور مكان العبادة تجربة رائدة، واستطاعت أن تحول المسجد إلى مكان نابض بالحياة؛ بمختلف مجالاتها وأبعادها.

وإذا كان المسلمون قد عنوا بإنشاء المؤسسات التي قامت على أكتافها الحضارة الإسلامية، فإن المساجد كانت -كما يشير د. مصطفى السباعي- من أولى المؤسسات الخيرية التي كان المسلمون يتسابقون إلى إقامتها ابتغاء وجه الله؛ وكان الملوك يتنافسون في عظمة المساجد التي يؤسسونها.

ويضيف السباعي: «كان المسجد هو النواة الأولى للمدرسة في حضارتنا؛ فلم يكن مكان عبادة فحسب؛ بل كان مدرسة يتعلم فيها المسلمون القراءة والكتابة والقرآن وعلوم الشريعة واللغة وفروع العلوم المختلفة؛ ثم أقيم بجانب المسجد الكتّاب، وخصص لتعليم القراءة والكتابة والقرآن وشيء من علوم العربية والرياضة. وكان الكتاب يشبه المدرسة الابتدائية في عصرنا الحاضر، وكان من الكثرة بحيث عد ابن حوقل ثلاثمئة كتاب في مدينة واحدة من مدن صقلية.. ثم قامت المدرسة بجانب الكتاب والمسجد؛ وكانت الدراسة فيها تشبه الدراسة الثانوية والعالية في عصرنا الحاضر، وكان التعليم فيها مجانيا ولمختلف الطبقات».

أي إن المساجد كانت نواة للحركة العلمية التي شهدتها حضارتنا، بل ونواة لنشاطات أخرى مثل الفتيا والقضاء.. حتى غدا المسجد ليس «بيت الله» فحسب، كما عبر الحديث الشريف(5)، وإنما «بيت الجماعة» كما يلاحظ د. حسين مؤنس في دراسته الرائعة المفصلة عن المساجد.

ويلفت مؤنس إلى سبب مهم جعل المسلمين يتخذون من المسجد مكانا للقضاء والفصل في الخصومات، وهو حرصهم على تحقيق استقلال القضاء، فيقول: «المسجد هو بيت الله، وهو أيضا بيت الجماعة وبيت كل واحد منها على حدة؛ وهو الشيء الوحيد الذي كانت تملكه الجماعة مشتركة، وإن كان الذي بناه هو السلطان أو الخليفة أو الدولة. ولهذا فقد استخدمته الجماعات الإسلامية في تسيير شؤونها العامة مستقلة بذلك عن سلطان الدولة؛ وأظهر مثل لذلك هو استخدام المسلمين لمساجدهم دورا للقضاء، لا لأن الدول كانت عاجزة عن إنشاء دور للقضاء؛ بل لأن القضاة وأهل الورع أرادوا أن يسير القضاء في طريقه بعيدا عن تأثير الدولة ورجالها، فجلسوا في المساجد -وهي ملك الجماعة- واتخذوها مقرا للقضاة ومكانا للتقاضي»(6).

وبعد أن يفصل د. مؤنس في دور المساجد وأثرها في بناء المجتمع الإسلامي، ينتهي إلى عدة حقائق مهمة، منها:

أولا: إن المساجد كانت مراكز اتصال بين أفراد الجماعة الإسلامية الكبرى، وفيها كان الغرباء من أبناء الجماعة الإسلامية الكبرى يتلاقون، ويتعرف بعضهم إلى بعض، ويشعرون بأنهم أبناء أمة واحدة هي أمة الإسلام؛ وبفضل المساجد لم يكن المسلم يشعر بأنه غريب في بلد إسلامي.

ثانيا: إن المساجد -في أحيان كثيرة جدا- كانت «النواة» التي نشأت حولها جماعة إسلامية جديدة؛ فكان بعض التجار أو المهاجرين المسلمين إلى بلد غير إسلامي ينشئون «زاوية» تجتذب أهل البلد إلى الإسلام، فتنشأ جماعة إسلامية حول هذه الزاوية.. وبهذه الصورة انتشر الإسلام في نواح كثيرة جدا من إفريقية المدارية والاستوائية، وفيما يلي الهند شرقا من بلاد آسيا(7).

المساجد.. رؤية معاصرة

بعد هذا التطواف الموجز في الدور المهم الذي قامت به المساجد في صناعة الحضارة الإسلامية، وتقوية نسيج المجتمع؛ لعل سؤالا مشروعا يطرح نفسه عما بقي للمساجد من دور، بعدما انتقلت وظائف كثيرة كانت تؤديها إلى مؤسسات حديثة أكثر قدرة على القيام بهذه الوظائف؛ التي تشعبت واتسعت مع تشعب حركة الحياة المعاصرة واتساعها.

وهذا صحيح لا ريب، لكن من المهم أن ندرك أنه حتى بعد استقلال هذه المؤسسات بأبنية وهياكل أكثر اتساعا -مثل مؤسسات التعليم، والصحة، والقضاء- فمازال للمساجد دور مهم يمكن أن تضطلع به. وهذا الدور سيكون جزءا من دور أعم، هو دور المجتمع المدني -باللغة المعاصرة- الذي يأتي مهما ومتكاملا مع دور الدولة في النهوض بالمجتمع.

فمع قيام مؤسسات حديثة بمهام كثيرة، كان المسجد قديما يقوم بها، إلا أن هناك مساحات تظل شاغرة تنتظر من يقوم بها؛ نظرا لاتساع حاجات الناس، ولقصور الدولة -أي دولة- عن الوفاء بكل متطلبات المجتمع.. وهنا يأتي دور المجتمع المدني، الذي يمثل المسجد بملحقاته أساسه وركيزته الكبرى، حسب الخبرة الحضارية الإسلامية.

فمثلا، الدولة الحديثة نظمت التعليم في مدارس ابتدائية فإعدادية فثانوية فمعاهد وجامعات.. لكن قد تتسرب فئات من التعليم، أو تحرم منه أصلا.. وهنا للمسجد دور في إنشاء فصول محو الأمية، خصوصا إذا قامت على جهد تطوعي. فنكون بهذا الجهد التطوعي قد سددنا خللا في خريطة التعليم، ووظفنا طاقات في المجتمع، من اليسير توظيفها إذا احتسبت عملها عند الله تعالى.. وما أيسر أن يشيع هذا الخطاب الباعث على التطوع، من خلال المسجد، كمنبر وحاضن، بل هذا دور أساسي له.. والتجارب تدلنا على أن التطوع قد يكون أكثر فاعلية في الإنجاز.

وقل مثل هذا في قطاع الصحة؛ فنرى في بلاد كثيرة قيام عيادات أهلية في ملحقات المسجد، تغطي مساحة كبيرة من حاجة المجتمع الطبية، لاسيما أن هذه العيادات الملحقة بالمساجد تكون مجانية أو بأجر رمزي، فتستفيد منها الشرائح غير القادرة.

كما أن ذلك، يصدق على الدور التكافلي في المجتمع؛ من خلال لجان الزكاة والصدقات.. ويصدق أيضا على الدور الاجتماعي المتصل بالحفاظ على الأسرة؛ من خلال إنشاء لجان تختص بالتوعية الأسرية وفض النازعات، من دون اللجوء إلى المحاكم وإرهاقها بما يمكن تداركه..

ولا يغيب عن بالنا أن ذلك لابد أن ترافقه عناية بتطوير أداء الدعاة والخطباء، وتحسين مستواهم المعرفي والثقافي؛ حتى تكون خطب الجمع والدروس منارات هداية، وتتماس مع واقع المجتمع ومشكلاته وتطلعاته..

وهكذا نرى أن للمساجد دورا فاعلا يمكن أن تؤديه، وفي مجالات شتى؛ وأن قيام الدولة الحديثة لا يغني عن الانتباه لما في المساجد من طاقات وإمكانات ينبغي تفعيلها وتوظيفها.

المساجد في خبرتنا الحضارية لم تكن أبدا مجرد دور عبادة -بالمفهوم الشعائري- وعلينا أن نبحث عن هذه الامتدادات في واقعنا المعاصر.. وما أيسر ذلك، وما أشد حاجتنا إليه..!

الهوامش

1- «مئة سؤال عن الإسلام»، الغزالي، 2/152، دار ثابت، ط1، 1984م.

2- عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة» (متفق عليه).

3- «وحي القلم»، الرافعي، 1/304.

4- «فقه السيرة»، الغزالي، ص:190، دار الكتب الحديثة، ط6، 1965م.

5- عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن بيوت الله في الأرض المساجد، وإن حقا على الله أن يكرم الزائر»، أورده الهيثمي في «مجمع الزوائد»، وقال: «رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبدالله بن يعقوب الكرماني، وهو ضعيف».

6- «المساجد»، د. حسين مؤنس، ص:30، سلسلة عالم المعرفة.

7- المصدر نفسه، ص:37.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال