الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

64 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

cut rope

عبدالله شريف - القاهرة:      

رسم القرآن الكريم صورة مضيئة للحياة الزوجية ووصفها بالسكن والمودة والرحمة، فقال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21)، إلا أن عوامل عديدة قد تضفي قتامة على هذه الصورة، فتذهب بضيائها وسكنها ومودتها ورحمتها، لتنتهي بأبغض الحلال، الطلاق..

وهناك أرقام وإحصائيات مخيفة عن معدلات الطلاق في الدول العربية، تتزايد يوما بعد يوم، ولأسباب أغلبها سطحية، فكيف نبني حياة زوجية مستقرة؟ وما الذي قد يفضي بها إلى الطلاق؟ هذا ما نستطلع حوله آراء عدد من الخبراء في السطور التالية.. فإلى التفاصيل:

نبدأ مع دراسة حديثة أعدتها إدارة الإحصاء والبحوث بقطاع تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة العدل الكويتية عن إجمالي حالات الطلاق في المجتمع الكويتي على مدى السنوات العشر الأخيرة، والتي أوضحت أن نسبة الطلاق بين الكويتيين خلال أولى سنوات الزواج بلغت 5.9%، وأن من بين 100017 حالة خلال الفترة من 2007م إلى 2017م بلغ عدد حالات الطلاق 5926 حالة خلال عام الزواج الأول.. وتنبأت الدراسة بأعداد حالات الطلاق خلال الخمسة أعوام التالية لها من عام 2018م وحتى عام 2022م، بارتفاعها إلى 8145 حالة طلاق في عام 2022م، بمتوسط سنوي 7860 حالة، وبحد أدنى 6815 حالة، وبحد أعلى 8906 حالات طلاق.

وعزت الدراسة أهم أسباب الطلاق إلى أمور منها غياب الثقة، سوء المعاملة، العنف، الأوضاع المالية، عدم التوافق، غياب الزوج، اختلاف الأولويات، تدخل الأهل، غياب التواصل، تقصير أحد الطرفين بحق الآخر، ووجود مرض.. إلى غير ذلك من الأسباب التي تتفاوت نسبتها.

أما في الأردن، فتمثل معدلات الطلاق 2.6 في الألف من نسبة السكان، أي إن 60 حالة طلاق تقع يوميا، وفي مصر 1.9 من كل ألف مواطن، أي إن هناك حالة طلاق واحدة كل 4 دقائق، و40% من حالات الزواج تنتهي في غضون 5 سنوات. وفي لبنان هناك 1.6 من كل ألف مواطن، أي إن هناك 8 آلاف و580 حالة طلاق عام 2017م وفي الجزائر هناك 1.5 من كل ألف مواطن هناك 68 ألف حالة عام 2017م.. وفي السعودية سجلت المحاكم 53675 حالة طلاق عام 2017م، بمعدل 149 حالة طلاق يوميا.

ظاهرة كارثية

ولكيفية مواجهة هذه الأرقام المخيفة، يوضح د. محيي الدين عفيفي رئيس مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن الطلاق أصبح ظاهرة كارثية في المجتمعات العربية، خاصة في جيل الشباب الذين ليس لديهم الجلدة على مواجهة صعوبات الحياة لاسيما في ظل المتغيرات التي طرأت، والضوائق الاقتصادية، وغياب الوازع الديني، فأصبح أمر مواجهة هذه الظاهرة ليس مقتصرا على المؤسسات الدينية، لكن على الأمة كلها.

وأضاف: الإسلام أسس للأسر المسلمة كيفية البناء والعمل في سبيل ذلك، مشيرا إلى أن التغيرات الكثيرة التي شهدتها الأمة أثرت بشكل كبير على طريقة تفكير المسلمين وأولويات حياتهم، داعيا إلى العودة إلى تعاليم الإسلام والفقه المبسط الذي يخلق أمة قوية متماسكة، وليس أمة منحلة متفرقة.

وقال: إن الله عندما تحدث عن الزواج جعله من أهم العقود، فقال سبحانه وتعالى: {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً {4/20} وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} (النساء:20-21).

وأضاف: إن مجمع البحوث الإسلامية فطن إلى هذه الأزمة منذ سنوات، وبدأ أكثر من خطة تربوية لحماية المجتمع، ومنها «خطة 2022م»، التي تهتم بحياة البسطاء من الناس وتعمل على نشر التوعية الدينية والتحذير من الطلاق، وتوعية الشباب بحرمة إفساد البيوت.

وتابع: الجيل الحالي يتعامل مع الطلاق كأنه أمر عادي، عند أصغر مشكلة يبادر الشاب باتخاذ قرار الطلاق، حتى ارتفعت أرقامه وأصبحت مهددة للأمة، إذ تؤثر على تربية الأبناء الذين يتأثرون تأثرا شديدا بانفصال الوالدين، فضلا عن المشكلات الاجتماعية الأخرى.

وأشار إلى أنه على المؤسسات المعنية أن تقوم بدورها في التوعية لإيقاف هذا النزيف الخطير، وأن يقوم كبار الأهل ببذل النصح قدر المستطاع.

وأكد أن ارتفاع معدلات تشرد الأطفال والجريمة والسرقة وانحدار الأخلاقيات يقف الطلاق كأحد أبرز أسبابها.

وأضاف قائلا: مشكلات الأمة الإسلامية كثيرة، فعندما استطاعوا غزونا ثقافيا بالأفكار المغلوطة، بدأت الأسر في الانهيار، وفي ذلك انهيار للمجتمع، لذا علينا مواجهة ذلك بغرس أفكار الأسرة والمجموعة والاتحاد وتحمل المسؤولية في عقول الأبناء، حتى نخرج جيلا قادرا على تحمل المسؤولية.

ووجه رسالة للشباب قائلا: عليكم قراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تزوج أكثر من مرة وكان عادلا لا يفرق بين أزواجه ولا يزيد في المبيت عند إحداهن على حساب الأخرى، وكان يقرع بينهن عندما يسافر، والصبر عليهن، وكان يساعدهن، ويبذل الوفاء لهن.

ووجه رسالة للفتيات قائلا: ورد في السنن الكبرى للنسائي عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خير النساء، قال: «التي تطيع إذا أمر، وتسر إذا نظر، وتحفظه في نفسها وماله». وقال أيضا في الحديث الذي رواه عبدالله بن عمرو: «الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» رواه مسلم، فاحرصن على أن تتحلين بهذه الصفات.

زرع قيمة الأسرة

أما د. عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، فأكد: كان من المفترض أن يزيد التطور التكنولوجي من مفهوم «تأسيس الأسرة» لدى المسلمين، لكننا للأسف أخذنا من هذا التطور ما يهدم الأسرة والمجتمع، فاستخدمنا التلفاز والهواتف المحمولة والحياة المرفهة، في تفرقة الأرحام وليس صلتها، فالأب منشغل بجمع المال فقط، والأبناء منشغلون بمواقع التواصل الاجتماعي وتوافه الأمور، فكان طبيعيا أن يتلاشى فكر الأسرة من عقولهم، وأن نجد أجيالا لا تتحمل المسؤولية.

وأشار إلى أن الأب لا بد أن يجمع أسرته على مائدة العشاء ويخصص وقتا طويلا ليس لجمع المال، لكن لجمع أسرته والتعرف على أفكارهم واهتماماتهم وما يواجهونه من مشكلات أو يتعرضون له من مواقف، ويكون فيصلا فيها بخبرته، ومقوما لأي اعوجاج في سلوكياتهم، مثل هذا الاجتماع البسيط على مائدة الطعام يعلم الصغار مفهوم الأسرة وضرورة التلاحم.

وطالب الأسرة بضرورة مراقبة أفكار الأبناء، ومناقشتهم فيها، وإشراكهم في اتخاذ القرارات، لينشأوا على توقير الحياة الزوجية، ومفهوم بناء المجتمع من خلال الأسرة المتماسكة.

وقال: في السنوات الأخيرة تزايدت الدعوات للتخلص من المسؤوليات الزوجية بالطلاق، تحت شعارات العيش بحرية، وهذا من الكوارث على الأمة، وباتت الحاجة ملحة لاستعادة الأسرة دورها في تربية أولادها، ومراقبة تصرفاتهم، وتقويمها إذا لزم الأمر.

وأضاف: نحاول دائما في الأزهر الشريف غرس مفهوم الأسرة والحد من أسباب الطلاق، والعمل على المجاهدة، واستيفاء وسائل حل مشاكل الأزواج من التنبيه والوعظ ثم الهجران في الفراش والضرب الخفيف وتحكيم الأهل.

وأشار إلى أن البعد عن الله وترك الصلوات وأصدقاء السوء والنظر المحرم، كلها من الأمور التي تفكك الأسرة، وعلى الشباب التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته، وكيف كان مثالا في الرحمة والصبر والود، وقد أمر الله بحسن معاملة النساء فقال سبحانه: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء:19)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «استوصوا بالنساء خيرا» (صحيح رواه الشيخان).

خلل المنظومة الاجتماعية

كيف ندير الأسرة والمجتمع بعيدا عن الطلاق؟ سؤال أجاب عنه د. سعيد المصري، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وأستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، موضحا أن المؤسسات الدينية والاجتماعية في الدول العربية مطالبة بوضع خطط محورية شاملة للتنشئة الأسرية وتأهيل المقبلين على الزواج بأهم الأسس التي ينبغي أن تتوافر فيهم قبل الإقدام على هذه الخطوة المصيرية.

ودعا إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بخطورة الطلاق على الأمة، والبحث عن أسبابه، وقيام المؤسسات الدينية والاجتماعية بتكثيف جهودها لإيقاف هذه المصائب.

وأضاف: «هناك خلل في المنظومة الاجتماعية كلها، ولا نستطيع تحميل الشباب وحدهم مسؤولية انهيار منظومة الزواج، لأن الشباب يتعرض لضغوط كثيرة منذ بحثه عن العمل حتى الزواج وتكوين أسرة، لذلك لا يمكن محاسبته فقط على أنه انفصل عن زوجته بل يجب محاسبة المجتمع بالكامل، فمثلا الدراما جعلت من العلاقة الزوجية وكأنها حرب بين أعداء يتربص كلاهما بالآخر، وزرعت في عقول المشاهدين أن الطلاق هو الحل السحري للتخلص من هذه الحياة.

وتابع: هناك مشكلة كبيرة في معايير اختيار الشاب لشريكة حياته، فنظرة أغلب الشباب العربي على الشكل والمظهر، مخالفا بذلك الهدي النبوي الشريف، كذلك هروب كثيرين من المراجعة الطبية، والتي ربما تمنع الزواج قبل حدوثه ويليه الطلاق، فضلا عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تدمر عائلات بأكملها ولا يجدون إلا أبغض الحلال مهربا منها.. فعلى المجتمع أن يقف صفا واحدا لمواجهة هذه الظاهرة وليس الشباب وحدهم.

كما حذر من تزايد انتشار العلاقات المحرمة خارج إطار المنظومة الشرعية، لدرجة أنها أصبحت مرادفا للحرية والتمدن، مشيرا إلى أن هناك أجيالا تأثرت بالنظرة الغربية للزواج، وأصبح لديهم ميول للانحراف بعيدا عن الإطار الشرعي، ما أدى إلى انتشار كثير من الكوارث الأخلاقية، ولا يمكن في هذا الصدد إغفال دور الأسرة في التنشئة السليمة.

وعن العلاقة بين الرجل والمرأة، قال الكاتب والباحث في العلاقات الأسرية، إيهاب معوض: إن العلاقات بين الرجال والنساء في العصر الحالي معقدة، بسبب تداخل الثقافات ولم يعد المجتمع منغلقا على تجارب متشابهة ولا أفكار واحدة ولا حتى أخلاق وقيم أصيلة، فقد سهل الإنترنت معرفة قصص الآخرين وأفكارهم وطموحاتهم، كذلك العلاقات الغربية في أوروبا أو الهندية والتركية أصبحت مؤثرة جدا في المجتمعات العربية، وصارت هناك مقارنات بين كيفية معاملة المرأة هناك وكيفية معاملتها هنا والعكس صحيح.

وأضاف: إن الطلاق نستطيع أن نقول إنه أصبح ظاهرة عالمية وليس في المجتمعات العربية فقط، موضحا أن الاشتباك بين المرأة والرجل على مدار التاريخ لن ينتهي، ولكن في المجتمعات القديمة كان السعي لتكوين روابط وأسر شيئا مقدسا، أما الآن فعلى العكس؛ فكل طرف يميل للبقاء وحيدا، والعيش في واقع افتراضي.

وأشار إلى أن آلاف الأزواج الآن من الشباب يعيشون تحت سقف واحد بلا مشاعر حقيقية ولا هدف، فلم يكن زواجهم إلا لضغط المجتمع عليهم، وعادة ما ينتهي ذلك بالطلاق.

وأضاف: إن نسب الطلاق زادت بشكل مهول في الألفية الجديدة لعدم دراسة الشباب كيف تكون العلاقات القائمة على أساس الاحترام المتبادل وغياب مفهوم تكوين أسرة وإخراج جيل جديد، مضيفا أن: «هناك سمات في الأزواج تساهم في انتشار معدلات الطلاق ومنها الكذب والخداع والخجل والبخل وكلها أمراض نفسيه أصبحت تمس الشباب العربي.

وقال: إن الشباب لم يأخذوا من الأجيال القديمة إلا الأفكار المغلوطة كالبحث عن السمع والطاعة المطلقة دون مناقشة والبحث عن المتعة تحت أي ظروف، مشيرا إلى أن تفكير فتيات العصر الحالي يختلف عن السابق، موضحا أن عدم التعود والتربية على النقاش والبحث عن حلول مرضية لجميع الأطراف من أهم أسباب بدء المشاكل، لذلك نجد أن 50% من حالات الطلاق تكون في السنة الأولى، لذلك يجب أن يربى الأبناء على النقاش والأخذ والرد وإيجاد صيغ مناسبة للتفاوض والحوار، وعدم إجبارهم على أي فعل لأن ذلك يخلق عقدا نفسية وأمراضا غير مرئية لا تظهر إلا عندما يتحملون المسؤولية بمفردهم.

وتابع: «زادت نسبة التمرد بين الفتيات والبحث عن الذات والعمل على إيجاد مكانة علمية وعملية في حياتهن وهذا شيء محمود ولكن يجب أن يعرفن أن هناك قيودا وروابط في الزواج لابد أن يقبلنها، فالحرية لها ضوابط، وكذلك الشباب يجب أن يعرف أنه لم يتزوج لمجرد الشهوة»، وأوضح أن فترة الخطبة في الدول العربية زائفة ويخدع فيها كل طرف الآخر، ويجب استغلال هذا الوقت للتعارف الجاد بين الطرفين وإزالة الأقنعة.

اهتمام واحترام وكتمان وثناء

وعن أبرز نصائحه للمتزوجين من الشباب، قال د. طارق مصطفى، خبير التنمية البشرية: لا بد أن تكون طريقة إقناع الشباب بأهمية الزواج والحفاظ عليه برسائل إبداعية، تغرس فيهم -بجوار توجيهات المنزل والمسجد والمدرسة- قدسية هذا الأمر.

وأضف أن هناك الكثير من النصائح التي يمكن أن تقدم للمقبلين على الزواج منها الحذر من الهجران والخصام المتكرر، أو الإهمال دون سبب، وضرورة اهتمام كل طرف بالأشياء التي تترك صدى لدى الطرف الآخر.

وطالب بأن يكون ميزان العلاقة بين الطرفين كميزان الذهب يقدر كل موقف وأن يكون هناك تبادل للشكر والثناء على كل صغيرة وكبيرة، وألا يستغل أي طرف الآخر، وأن يكون القرب متوازنا، وكذلك الهجران يكون متوازنا.

كما حذر من نقل الكلام وإفشاء الأسرار إلى الأهل والأصدقاء، ولو من مدخل طلب النصيحة، مشيرا إلى أن ذلك من أكبر أسباب الطلاق لأنها تفقد ثقة طرف ما في الآخر وتسبب الكثير من المشكلات.

وأضاف: انتشرت في الجيل الحالي مسألة إشراك طرف ثالث في مشاكل الزوجين ربما يكون صديقا مقربا أو غيره، مشيرا إلى أن ذلك يفاقم المشكلة، ويجب ألا يتدخل أحد في مشاكل الزوجين إلا الأب والأم وبعد طلب الأبناء.

وتابع قائلا: التعبير عن الحب والتهادي من أبرز أسباب الحفاظ على بناء الأسرة، وغرس خصلة حسنة لدى الأبناء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا»، موضحا أن المرأة تهتم عادة بالتفاصيل الصغيرة، وإدراك الزوج ذلك من أسباب استدامة الوئام بينهما، كما ينبغي احترام كليهما الآخر، وعدم التسفيه من قدراته وأفكاره.

واختتم بأن ترديد كلمة الطلاق على اللسان باستمرار من أكبر المصائب، مشيرا إلى أن ذلك يقلل من أهمية الأسرة، ويمهد لقبول هذه الكارثة المدمرة.

تراكمات نفسية

بدوره، أكد د. إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن العصر الحديث يتسم بالوحدة في كل شيء، حتى يمكن أن نسميه عصرا افتراضيا حتى في الأخلاق وعلاقات الناس.

وتابع: قرار الطلاق كان صعبا جدا على النفس في الأجيال السابقة، لكننا الآن أصبحنا نميل إلى الانشغال بالنفس فقط، فهان كل شيء حتى العلاقات المقدسة، ولم يعد يتأثر كثيرون بألم البعد النفسي.

وأكد أن استخدام الشاب العربي للإنترنت وغيره من الوسائل الحديثة يتم بصورة سلبية وغير متعقلة، ما ساهم في زيادة معدلات الخيانة وبالتالي نسب الطلاق.

وأضاف: إن الطلاق يرتبط بالبعد والقهر والتشرد وهدم منزل ظل لسنوات يبنى، لذلك يجب أن يكون الشباب مهيئين منذ الصغر لتحمل المسؤولية وتقدير النساء كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتابع: «على الشاب قبل أن يفكر في الطلاق أن ينظر كيف ستكون نظرة المجتمع إليه، وإلى أبنائه، ومن ثم عليه أن يسعى وراء كل ما من شأنه أن يجعل الحياة تستمر، كذلك المرأة عليها أن تساعد زوجها على ذلك ما استطاعت.

وأوضح أن التصرفات الخاطئة في العلاقات بين الزوجين على مدار فترة طويلة، وكذلك الصمت الذي يجعل جدران المنزل كما القبور، من الأمراض النفسية التي ينبغي التخلص منها، لما تسببه من تراكمات نفسية معقدة يصعب علاجها بسهولة ومن ثم تكون النتيجة الطبيعية هي الطلاق، لذلك فإن العتاب الهادئ والبحث عن مخرج للأزمات من آن إلى آخر، كفيل بإنهاء هذه الأعباء النفسية، وتنشيط الحياة الزوجية، ومدها بعناصر التجدد والاستمرار.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال