الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

95 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

0d6f8fbf8dc0daa50d5e439bca307ed3 

زامل كبار المقرئين في صباه.. واستقبله أول رئيس مسلم للهند

اسلم على يديه العشرات.. وطاف قارات العالم مُحَكِّما لحَمَلة التنزيل الحكيم

القاهرة - محمد عبدالعزيز يونس:

رحم الله الشيخ أحمد محمد عامر، أحد أشهر قارئى القرآن في العالم الإسلامي، والذي وافاه الأجل أمس السبت 20 فبراير 2016، ووري جثمانه الثرى صباح اليوم الأحد عن عمر ناهز 89 عامًا، وكنت قد التقيته في بيته قبل خمس سنوات للطواف برحلته النورانية مع القرآن الكريم والتي نتعرف إلى تفاصيلها في السطور التالية..

استقبلني في بيته بترحاب شديد، وحينما جلست إليه شعرت أنني أجلس مع شاب في الأربعين من عمره، فقد وجدته ـ على الرغم من سنوات عمره التي جاوزت الثمانين ـ حاضر الذهن، باسم الوجه، موفور الصحة، والأهم قوي الصوت جهوري التلاوة، طويل النفس، فكان بالنسبة إلي حالة فريدة من المقرئين الذين نذروا أنفسهم للقرآن الكريم.. إنه فضيلة الشيخ أحمد محمد عامر.

في واحدة من قرى ريف مصر الخصيب، العامر بحفظة التنزيل الحكيم، كانت البداية، وتحديدا بقرية "كفر العساكرة" التابعة لقرية "الصالحية" مركز "فاقوس" بمحافظة الشرقية.. ففي الثالث من مايو للعام 1927م، ولد الشيخ "أحمد محمد أحمد عامر" في بيت عرف ببيت القرآن، إذ كان والده من قراء القرآن البارزين، كما كان منشدا للتواشيح والابتهالات الدينية، وكان جده أيضًا الشيخ "أحمد عامر" حافظًا للقرآن، بارعا في تلاوته..

من شيخ إلى شيخ

في الرابعة من عمره التحق الشيخ بكُتَّاب القرية مع أخيه الأكبر الشيخ محمد، وبدأ رحلته القرآنية على يدي شيوخ قريته الذين يتذكرهم كما يتذكر الآن أبنائه وأحفاده.. ومن هؤلاء الشيوخ محمد أحمد ميدان، محمد السهويتي، محمد عكيلة.. كان يتنقل بين كتاتيب القرية ومن شيخ إلى شيخ سعيا وراء الإتقان والتجويد، حتى أتم حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشر من عمره.. وكان قد التحق أثناء ذلك بالمدرسة الابتدائية حتى الصف الثالث، وعلى الرغم من تفوقه وقدرته الكبيرة في الجمع بين تحصيله الدراسي وحفظه لكتاب رب العالمين، إلا أنه آثر أن يتفرغ للقرآن وألا ينشغل بأي شيء سواه، فترك مدرسته، وما لبث أن ترك بلدته إلى بلدة أخرى، حيث دعاه ابن عمته المقيم ببلدة "الضهير" مركز المنزلة بمحافظة الدقهلية ليتدارس القرآن على يد أحد شيوخ القرية البارزين في التلاوة بالأحكام، الشيخ "عبدالسلام الشرباسي" ـ رحمه الله ـ حيث تعلم تجويد القرآن لديه وكان عالمًا فذا بأحكام القرآن وتلاواته. وكان الشيخ الشرباسي جدًا عن طريق الأم لفضيلة الشيخ محمد خاطر مفتي مصر الأسبق رحمه الله. ودرس على يديه قراءات حفص عن عاصم، ورواية ورش وقالون عن نافع، ثم بعد وفاة "الشرباسي".. اتجه إلى الشيخ "إبراهيم نجم" في بلدة العزيزة بمحافظة الدقهلية، وبدأ عنده في تعلم القرارات السبع.. وكان وقتها في الثالثة عشر من عمره.. وبعد أن شرح له الشيخ نجم القراءات بداية من سورة "الفاتحة" وحتى "الأعراف" انتقل إلى رحمة الله عن عمر 105 عامًا، وكان حاضر الذهن والبديهة.

مع الرعيل الأول

في الثالثة عشر من عمره كان الشيخ قد بلغ منزلة كبيرة في رحلته القرآنية، وبات معروفا في قريته وجميع القرى والبلاد المجاورة لها، وبلغ من درجة إتقانه ومهارته في حمل وتلاوة آي الذكر الحكيم أن زامل الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي الذي ربت على كتفه قائلا قال: "فيك كثير من البركة".. كما زامل كبار قراء الرعيل الأول والثاني ومنهم الشيخ طه الفشني، وعبدالعظيم زاهر، والحصري، وعبدالباسط عبدالصمد، ومحمود البنا، ومصطفى إسماعيل وغيرهم..

وفي العام 1956م، نصحه العديد من محبيه بالتقدم إلى لجنة المقرئين بالإذاعة المصرية، فتقدم لاختبار من قبل لجنة برئاسة الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق، وكان من أعضاء اللجنة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله والدكتور محمد عبدالله دراز وكيل الأزهر السابق، والدكتور أحمد علي بكلية أصول الدين، وفضيلة الشيخ عبدالمحسن شطا، والأستاذ محمد حسن الشجاعي، والشيخ عبدالفتاح القاضي أستاذ علم القراءات، وقد اجتاز الشيخ الاختبار من المرة الأولى بتقدير جيد جدًا.. لكن لم يتسن له القراءة مباشرة في الإذاعة، وذلك بسبب وقوع العدوان الثلاثي ضد مصر في العام 1956، والذي قصف فيه مبنى الإذاعة، وكانت بدايته الفعلية مع الإذاعة في العام 1962م، ولازال إلى اليوم من كبار قرائها.

سفيرا القرآن

ولم تقتصر رحلة الشيخ مع القرآن على داخل مصر، بل انطلق سفيرا لآيات الذكر الحكيم، لا يستبعد بلدا، ولا يستعصي لغة، فكانت رحلته الأولى إلى السودان، في شهر رمضان للعام 1958م، وكان معه في هذه الرحلة الشيخ محمد الغزالي ومحمود عبدالحكم رحمهما الله. وفي العام التالي ذهب إلى غزة بفلسطين والتي كانت خاضعة للحكومة المصرية آنذاك حيث أم المصلين في ليالي شهر رمضان. وفي العام 1960م، ذهب إلى سوريا أثناء الوحدة في عهد الرئيس شكري القوتلي، واستقبله أهلها بحفاوة واسعة، كما تتابعت زياراته إلى جميع دول الخليج العربي، واتسعت لتشمل ألمانيا، البرازيل، لبنان، الهند، الصومال، فرنسا، يوغسلافيا، ماليزيا، باكستان، تايلاند، فضلا عن جميع الولايات المتحدة الأمريكية.

بينما كانت أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية في العام 1964م، وذلك لحج بيت الله الحرام، وتتابعت زياراته إليها باستمرار منذ العام 1981 وحتى العام الجاري، لم ينقطع أبدا عن الحج إلا في العام 1994م، لإجراء عملية جراحية في القلب، وكذلك في العام 2004 حينما فاتته الطائرة التي كان من المفترض أن تقله إلى الأراضي المقدسة.

وكان الشيخ في كل رحلاته يجد حفاوة بالغة في كل الدول التي يزورها، على المستويين الرسمي والشعبي، ومن ذلك أثناء زيارته إلى الهند في العام 1972م، حينما حرص الدكتور ذاكر حسين أول رئيس جمهورية مسلم للهند على استقباله وتكريمه تكريمًا حافلاً.. وهو ما تكرر في العام نفسه في ماليزيا، حيث ذهب إليها حكمًا دوليًا لمسابقة للقرآن الكريم بحضور الملك عبدالحليم شاه ملك ماليزيا، والذي قام بتكريمه بحفاوة بالغة.. وتكرر الأمر في العديد من البلدان الإسلامية التي كانت تستعين به حكما في مسابقات القرآن الكريم.

بلا كلل

وعلى الرغم من تقدم الشيخ في السن، إلا أنه يتعامل بحماس شاب في الثلاثين من عمره، فيذهب إلى العاصمة البريطانية لندن يذهب منذ 14عاما باستمرار ليؤم المسلمين في صلاة التراويح بالمركز الإسلامي بالقرآن الكريم كاملاً خلال شهر رمضان.. وقد من الله عليه بأن أسلم على يديه البريطانيين والباكستانيين والبنجلاديش الذين يتوافدون على المركز الإسلامي في شرق لندن والذي يتجاوز عدد المصلين فيه 15 ألف مسلم ويعتبر من أكبر مساجد لندن.

وقد تتلمذ عشرات الشيوخ البارزين على يدي الشيخ "أحمد عامر"، منهم الشيخ إبراهيم الدرعة رحمه الله، والشيخ عبدالرازق الجنداري رحمه الله، والمبتهل الشيخ علي الزاوي.

كما تخرج على يديه أكثر من 30 قارئًا ينتشرون في جميع محافظات مصر.

وظل الشيخ حتى آخر يوم في حياته يقوم بمهمته في تحفيظ القرآن لجميع طالبيه دون أن يتقاضى أجرًا على ذلك، كما تولى مسؤولية نقيب قراء محافظة الشرقية، وكان رحمه الله أول من دخل إذاعة القرآن الكريم من أبناء المحافظة، كما كان نائب مقرأة مسجد الحسين بالقاهرة. وتكريمًا لفضيلته، تم إطلاق اسمه على الشارع الذي يقيم به بمحافظة الشرقية.

أما عن أولاد الشيخ، فقد رزقه الله بستة أولاد 4 ذكور وابنتان، الأكبر اللواء "محمد" بالجيش المصري ويبلغ من العمر 58 عامًا، ثم الدكتور "أحمد" أستاذ بكلية طب الزقازيق، الثالث الشيخ "ناصر" مقيم شعائر بمركز فاقوس، ثم الابنة الرابعة "أماني" مأمورة ضرائب، والخامس الدكتور "خالد" رئيس قسم الأسنان بمستشفى فاقوس العام، والسادسة الدكتورة "آيات" مدرسة بكلية الطب جامعة الزقازيق.. وجميعهم من حافظي القرآن الكريم بدرجات متفاوتة.. حيث يرى فيهم النبت الطيب الذي ورث عنه أفضل الميراث، آيات الكتاب المبين.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال