الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

458 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

bakather

مجدي إبراهيم - باحث في التاريخ الإسلامي - مصر:  

مما يؤسف له أن علي أحمد باكثير فارق الحياة بعد أن أصدر عشرات المسرحيات والروايات، لكنه لم يصدر ديوانا شعريا واحدا لولا جهود الدكتور محمد أبو بكر حميد..

الذي قضى ربع قرن باحثا ومنقبا عن كل ما كتب باكثير، متنقلا بين حضرموت وعدن والحجاز ومصر، حتى نجح في جمع أعماله الشعرية الثرية في أربعة دواوين هي: «أزهار الربى في شعر الصبا»، «سحر عدن وفخر اليمن»، «صبا نجد وأنفاس الحجاز»، و«حي ضفاف النيل».. وقدم فيها حياة الشاعر وهمومه ومعاركه.

إن صورة باكثير لن تتم إلا حين تظهر كل خطوطها وألوانها وظلالها؛ فمن حقه، مادام قد كتب بأصالة، أن يتواجد في ضمير أمته بعمق، فطاقته الحقة تتواجد في الشعر، والشعر هو الذي دفعه إلى المسرح والرواية، كذلك فالشعر هو أهم مصادر الطاقة عند باكثير، فهو الذي ولد نبوغه في كل ما كتب، وهو الذي يعطيه، وهو في جوار ربه، طاقة على التجول في العديد من العصور.

رائد التجديد الشعري الحقيقي

وربما كان باكثير الوحيد المعترف له إجماعا بريادة التجديد الشعري من رواد التجديد أنفسهم، وفي طليعتهم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة؛ فها هو السياب يقول في حوار له في مجلة الآداب بعد إشارته إلى الاختلاف الذي كان دائرا حول أولية المتقدم في كتابة قصيدة التفعيلة: «وإذا تحرينا الواقع وجدنا أن الأستاذ علي أحمد باكثير هو أول من كتب على طريقة الشعر الحر في ترجمته لرواية شكسبير روميو وجولييت».

ومما قاله شيخ القصة العربية القصيرة يحيى حقي بعد رحيل باكثير: «إن حياة هذا المبدع العربي لا تقل أهمية عن إبداعه؛ فقد كانت ملحمة طويلة خاض غمارها بقلب صبور ونفس راضية وعزيمة لا تعرف اليأس، وتلك حقيقة قلما توقف عندها النقاد»(1).

وعلي أحمد باكثير يمني الأصل، كان أبوه واحدا من التجار الذين نزحوا إلى جزائر إندونيسيا، واستقر في سورابايا التي ولد فيها شاعرنا في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1910م، ولحرصه على أن يتربى ابنه ويتثقف في بيئة عربية أرسله إلى سيئون بحضرموت، حيث تشرب بثقافة عربية أصيلة وتزوج من نور باسلامة، التي اختطفها الموت وهي في ريعان الشباب، بعد سنوات قليلة من الزواج، فظل يبكيها طوال حياته.

وفي حضرموت عمل باكثير بالتدريس في مدرسة النهضة العلمية، لكنه بعد وفاة زوجته غادر حضرموت إلى عدن ومنها إلى الساحل الشرقي لإفريقيا، ثم إلى الحجاز حيث أبدع فيها قصيدته الرائعة في المدح النبوي «نظام البردة»، وكتب أولى مسرحياته الشعرية «همام» أو «في بلاد الأحقاف».

وقد مكث باكثير متنقلا بين مكة والمدينة والطائف وتعرف إلى أدبائها.. ويبدو أنه أحب أن يتم دراسته الجامعية ليدرس اللغة العربية وأصول الدين في جامعة القاهرة، لكن شغفه بالأدب ومطالعته لأعمال شكسبير جعلاه يغير طريقه للالتحاق بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، فترجم آنذاك مسرحية شكسبير «روميو وجولييت» بالشعر المرسل، وألف مسرحية «أخناتون ونفرتيتي» بالشعر الحر ليثبت أن اللغة العربية قادرة على استيعاب هذا اللون من الأداء، كما في الشعر الأوروبي، في تحد واضح لأستاذه الإنجليزي في الجامعة الذي شكك في إمكانية صلاحية الشعر المرسل في اللغة العربية.

وبعد تخرجه في الجامعة رغب في العودة إلى أسرته في إندونيسيا (بلد المهجر)، لكنه لم يستطع السفر لاشتعال فتيل الحرب العالمية الثانية التي قطعت الطريق إلى الشرق الأقصى فظل مقيما في مصر موطنه الثاني، والتحق أيضا بمعهد التربية للمعلمين ليحصل على دبلوم تربوي في التعليم في عام 1940م وعمل مدرسا في المنصورة للمرحلة الثانوية لمدة خمسة عشر عاما، وتزوج مرة ثانية في عام 1943م وترك التدريس والتحق بمصلحة الفنون منذ إنشائها تحت رئاسة يحيى حقي، وظل موظفا في وزارة الثقافة والإرشاد القومي حتى وفاته، وقد صدر مرسوم ملكي بمنحه الجنسية المصرية في الثاني والعشرين من أغسطس 1951م.

تراث باكثير الخالد

وقدم آنذاك الملحمة الإسلامية الكبرى عن الصحابي الكريم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تسعة عشر جزءا، وفي العاشر من نوفمبر سنة 1969م غادر باكثير الدنيا.

ومن الصعب حصر جميع أعمال باكثير، فقد ترك خمس روايات والعديد من المسرحيات والقصص الطويلة والقصائد حسب ما ذكره الأديب رجب الأزهري في مقاله: «اليهود في أدب باكثير»، وأكد القصصي محمد جبريل أنه ترك خمس روايات طويلة وإحدى وعشرين مسرحية، وملحمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فضلا عن ثلاثة عشر عملا أدبيا ما بين رواية ومسرحية لم تر النور بعد.

ويكفي أن نذكر أن باكثير قد كتب أكثر من سبعين مسرحية تمثيلية (أغلبها سياسية) جمع بعضها في كتابه «مسرح السياسة».

وأما إحصاء المطبوع من نتاجه لدى مكتبة مصر (المكان الوحيد لطباعة أعماله) فقد ضم 45 عملا أدبيا منوعا، بالإضافة إلى ملحمة سيدنا عمر المكونة من تسعة عشر جزءا.. وأضافت المكتبة مسرحياته الجديدة (مأساة زينب، أحلام نابليون، قضية أهل الربع، الوطن الأكبر) وأولى مسرحياته (همام في بلاد الأحقاف) ورواية «الفارس الجميل».

ويؤكد الدكتور حلمي محمد القاعود أن باكثير ترك تراثا ضخما من الشعر والنثر، نشر معظمه وبقي جزء كبير مجهولا لكثيرين، وبخاصة للأجيال الجديدة التي لم تعاصره، منها: «قاب قوسين، المحاكمة، سفر الخروج الأخير، شلبية، حزام العفة، وثماني عشرة جلدة.. وغيرها».

من مؤلفات باكثير

دون تصنيف، هذه بعض عناوين مؤلفات باكثير:

1- حرب البسوس.

2- الفلاح الفصيح.

3- قضية أهل الربع.

4- الزعيم الأوحد.

5- مأساة زينب.

6- ليلة النهر.

7- أحلام نابليون.

8- أغلى من الحب.

9- فاوست الجديد.

10- الفارس الجميل.

11- الدودة والثعبان.

12- عرايس وعرسان.

13- شيلوك الجديد.

14- يوميات باكثير ورحلاته بقلمه.

15- شعب الله المختار.

16- سحر عدن وفخر اليمن.

17- مسرحية إله إسرائيل.

18- مسمار جحا.

19- التوراة الضائعة.

20- واإسلاماه.

21- مسرح السياسة.

22- سر الحاكم بأمر الله.

23- فن المسرحية.

24- أوزيريس.

25- فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية.

26- إبراهيم باشا.

27- أزهار الربى في شعر الصبا.

28- من فوق سبع سموات.

29- أبو دلامة.

30- ديوان وحي ضفاف النيل.

31- إمبراطورية في المزاد.

32- رواية سلامة القس.

33- عودة الفردوس.

34- ذكرى محمد صلى الله عليه وسلم.

35- حبل الغسيل.

36- السلسلة والغفران.

الهامش

1- مجلة الآداب، بيروت، عدد يونيو 1954م، ص:96.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال