osama eb

على الشباب استثمار فرص التعلم وتطوير أنفسهم واختيار القدوة الحسنة

نسعى لنشر الفكر التنويري وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام

القاهرة - إسلام أحمد:

قال أمين مؤسسة رسالة السلام، أسامة إبراهيم، إنَّ العودة إلى القرآن الكريم هي السبيل لإنقاذ الأمة من أزمتها وما تعانيه من مشكلات في الوقت الحالي.

وأكد أنه على الشباب أن يتمسكوا بكتاب الله سبحانه بتدبره والعمل بأحكامه والمحافظة على الصلوات الخمس، وبر الوالدين، وأعمال الخير، وصلة الأرحام، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؛ فإلى نص الحوار..

•     بصفتك أمينًا عامًا لمؤسسة رسالة السلام.. أطلعنا على أهداف المؤسسة والتعريف بها؟

-    "رسالة السلام للأبحاث والتنوير"، مؤسسة عالمية التوجه تهدف إلى تصويب الخطاب الديني وفق قواعد المنهج الإلهي "القرآن الكريم" الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لنكون بحق الأمة الوسط التي تحمل الشُعلة السماوية لتضيء للإنسانية طريق الخير والصلاح.

ومن بين أهداف المؤسسة، المساهمة عالميًّا في نشر الفكر التنويري وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، والتحذير من الروايات والإسرائليات التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين.

كذلك تبيان عظمة وسماحة هذا الدين الداعي للعدل والرحمة والحريّة والسلام والتعاون بين الناس جميعًا.

•     وما أهم أنشطتكم التي تساعد على توعية الشباب؟

- من بين أنشطتنا للتوعية المجتمعية بشكل عام والشباب بشكل خاص: موقع إلكتروني يصدر بسبع لغات بهدف نشر الفكر التنويري على أوسع نطاق ممكن، وتبيان كيف أن الخطاب الإلهي، المتمثل في القرآن الكريم، هو دعوة للمحبة والحرية والسلام بين المسلمين أنفسهم ووبين مختلف شعوب العالم.

كذلك إقامة الندوات والمؤتمرات التوعوية التي يحاضر فيها متخصصون في مجالات العلم والمعرفة كافة، وهذه الفعاليات تستهدف توعية مختلف شرائح المجتمع وإصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى تصويب الخطاب الديني وفق المنهج الإلهي- القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.

كما نعمل على استثمار الإمكانيات التي تتمتع بها وسائل التواصل الاجتماعي في نشر رسالة الإسلام -الرحمة والعدل والحرية والسلام- على أوسع نطاق ممكن والمشاركة في معارض الكتب المحلية والدولية باعتبارها ساحة ثقافية استثنائية في الالتقاء المباشر مع أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع من مختلف دول العالم.

•     وما أبرز المؤلفات التي تصدرونها في هذا الإطار؟

- من أهم المؤلفات التي أصدرتها المؤسسة على سبيل المثال لا الحصر، "المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي"؛ يتضمن العديد من الإشارات المهمة التي تأخذ بعقولنا صوب الوقوف على كلام الله في قرآنه بالتدبر والتفكر، بغية استخلاص جوهر الخطاب الإلهي للإنسانية جمعاء إنه عمل؛ قصد من خلاله المفكر العربي على الشرفاء أن يكون بمثابة جرس إنذار، ونداء صحوة ويقظة للعودة للفهم الصحيح لرسالة الإسلام، هذا الدين الداعي للعدل، والسلام، والمحبة، ومكارم الأخلاق، فأظهره البعض كأنه دين خرافة وقتل وحرق وتدمير.

"رسالة الإسلام رحمة وعدل وحرية وسلام".. المحور الأساسي لهذا الكتاب، هو التفريق بين الخطاب -القرآن الكريم- الذي يستهدف سعادة المجتمعات الإنسانية معتمدًا على عبادة الإله الواحد، فقد وضع لهم خارطة طريق تخرجهم من الظلمات إلى النور بتشريع أساساته الرحمة، العدل، الأخلاق، تهذيب النفس بالارتقاء بها وبالقيم النبيلة، المحبة بين الناس، التسامح والتعاون والسلام.

هناك أيضًا كتاب "الزكاة صدقة وقرض حسن".. ويتضمن تعريف جامع مانع للزكاة في الخطاب الإلهي ومقاصد الزكاة عند المسلمين، إذ جعل منها المدخل الآمن للحفاظ على الأوطان، حين يقوم المسلمون بتأديتها على وجهها الصحيح لا المغلوط المشوه المُغرض، ما يؤدي إلى نهوض المجتمعات واختفاء ظاهرتي الفقر والحرمان.

أيضًا "الطلاق يهدد أمن المجتمع".. كتاب يوضح القواعد التي تضمن المحافظة على أسرة مستقرة وآمنة، تؤدي واجبها نحو المجتمع، بإعداد أبنائها وفق تربية أخلاقية وصحية سليمة، ومساعدتهم في التوجه التعليمي ورعايتهم بالتشجيع والتحفيز، ليحققوا لأمتهم ووطنهم التفوق في شتى المجالات.

osama 2

•     المؤسسة تعتمد بشكل أساسي على آيات القرآن الكريم لمواجهة أزمات الأمة.. ما الآلية التي تعتمدونها لتنفيذ ذلك؟

-    الحقيقة أن مواجهة الأزمات التي تعصف بالأمة منذ فجر الإسلام وتصويب الخطاب الديني لن يتحقق إلا باتباع قواعد المنهج الإلهي المتمثل فى الكتاب المحكم والسنة المطهرة الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لنكون بحق الأمة الوسط التي تحمل الشعلة السماوية لتضيء للإنسانية طريق الخير والصلاح والسلام .

•     كيف يتم بث وسطية الإسلام في أذهان الشباب وتصحيح المفاهيم المغلوطة؟

-    هذا الأمر يتحقق عن طريق المساهمة في وقاية الشباب من المفاهيم المغلوطة، وإلى التفكر والتدبر في كل شيء حولنا، والعودة للقرآن الكريم من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تناقلتها المؤلفات التي اعتمدت على الروايات والإسرائليات، وما ترتب على ذلك من تشويه صورة الدين الإسلامي لدى الشعوب الأخرى حينما استقلت كل فرقة بمفهومها الخاص، واتخذت كل فرقة من علمائها مرجعًا وحيدًا وتعصبت لمذهبها.

•     يُعاني العالم الإسلامي في الآونة المؤخرة من حالة انقسام.. ما أسباب ذلك من وجهة نظرك، وما السبيل للحل؟

لا شك أن هناك أسباب محددة أدت إلى تفرق المسلمين رغم أنه يجمعهم كتاب واحد (قرآن كريم) ورسول واحد محمد صلى الله عليه وسلم.

لكن يظل السؤال: كيف بدأ التفرق، ولماذا حدث الاختلاف، ولمصلحة مَنْ يتقاتل المسلمون فيما بينهم، ومن المستفيد من سيل الدماء الغزيرة للأبرياء.

كل ذلك يتطلب من مفكري الأمة وعلمائها معرفة الداء الذي ألم بالمسلمين، والبحث عن الدواء والمخرج لوقف نزيف الدم ونزيف المال وانهيار الأوطان، وأن يتم ذلك بكل التجرد وفي مناخ من الحرية تحت رعاية الدولة وضمانتها وحمايتها له، على أساس أن تكون الحجة بالحجة، لعل العرب يدركون سبيل الخروج من المحنة التي يعشيونها بأقل الأضرار.

•     ماذا يفتقد الشباب حتى يتقدمون بالمجتمع؟

-    الشباب في كل مجتمع هم عماد التغيير والنهوض، لما يتمتعون به من قدرة على استيعاب التجديد والتعايش مع المتغيرات، والاعتماد على النفس في خلق الفرص وبمختلف أشكالها، ما يؤهلهم لضمان مستقبل أفضل.

لذلك، فإننا ندعو للشباب إلى استثمار كل الفرص ليتعلموا ويبحثوا ويشتركوا في الشأن العام ويعملوا ويتطوروا، مهما كانت فرص التعليم والتطور والبحث والعمل مغلقة أمامهم.

•     وهل ترى أن الأمة تحتاج إلى إعلام إسلامي متخصص لمواجهة حالة الفوضى الموجودة حاليًّا؟

إذا كنت تقصد الإعلام الإسلامي بمفهومه التقليدي المتعارف عليه منذ عشرات السنين، فلا شك أن مثل هذا الإعلام أثبت عدم جدارته وأصبح يفتقد المصداقية والمهنية في الطرح، ثم إن تصنيف الإعلام إلى إسلامي وعلماني وغيره أمر غير علمي، فكل إعلام هادف توعوي يهدف إلى تنوير المجتمع هو إعلام مفيد والعكس صحيح.

•     يُعاني الشباب من عدم وجود القدوة الحسنة في الوقت الحالي.. كيف يتم تعويض ذلك؟

-    ربما السبب في ذلك يرجع إلى تسارع وتيرة الحياة وتعقيدها، ما أدى إلى خلق فجوة متزايدة بين الأجيال وجعل لكل جيل منهما اعتقادات ومبادئ وشخصيات مختلفة، لذلك تجد أن كل جيل يختلف عن سابقه حتى في قدواته الذين تحولوا من العلماء ورجال السياسة والأدب إلى المطربين والممثلين الذين بنوا شهرتهم بسرعة دون تعب ومشقة، ما شكل فراغاً كبيراً لدى الشباب. وقد لا نلوم الجيل الحالي على اختياراته، لأن الإنسان في النهاية يحتاج إلى شخصية يعجب بها ويقتدي بأفعالها وسلوكها.

•     وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على انحراف النشء.. كيف يتم علاج ذلك؟

-    في رأيي أن هذه الفرضية ينقصها الكثير من الدقة والمصداقية، لأن وسائل التواصل الاجتماعي مثلها مثل غيرها تعتبر سلاح ذو حدينن فإن أحسن المرء استثمارها استفاد منها وأفاد، وإن استخدمها بشكل غير سليم فإنها تلحق به الضرر. وفي هذه الحالة يجب توعية الشباب إلى ضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سليم، من قبيل تطوير القدرات المهنية والمهارية والذاتية، والبعد عن كل ما يضيع الوقت بدون فائدة مرجوة.

•     ما نصائحك للشباب؟

-    إذا كان من نصيحة فهي الدعوة إلى التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، في هذا الوقت الذي كثُر فيه الضلال والبدع والدعاة إلى الهوى؛ فعلى المسلم أن يعتني بكتاب الله سبحانه بتدبره والعمل بأحكامه، وكذا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبالمحافظة على الصلوات الخمس، وبر الوالدين، وأعمال الخير، وصلة الأرحام، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطريقة الحسنة والأسلوب الأمثل مع الرفق واللين، وعلى الشاب أن يكون تعامله مع إخوانه تعاون طيب، يبتسم إليهم، يعفو عمن ظلمه، وعليه أن يعتني بالإحسان إلى عموم الناس، وأن يجتنب كل ما ينغص على إخوانه خاصة في الطريق وهو سائر إلى عمله، سائر إلى جامعته، إلى مدرسته، إلى متجره، إلى مسجده عليه أن يُحسن في كل شيء.