5sharqawy

لا يقتصر العلاج الطبيعي على العظام والإصابات.. له استخدامات نفسية أيضًا

اتخاد أوضاع جلوس صحية يقي من إصابات وآلام العمود الفقري والساقين

 القاهرة - محمد عبدالعزيز يونس:

للعلاج الطبيعي دور مهم وفعال في كثير من الأمراض الشائعة، ليس فقط ذات الطبيعة العضوية كالعظام والإصابات المختلفة، لكن أيضًا في علاج كثير من الأمراض والاعتلالات النفسية.. هذا ما يؤكد عليه د.محمد محمد سليمان الشرقاوي، ماجستير العلاج الطبيعي، موضحًا الانعكاسات السلبية لغياب الحركة والنشاط البدني بسبب نمط الحياة العصرية خاصة على جيل الشباب.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي.

يعاني كثير من الناس خاصة من جيل الشباب من آلام متزايدة خاصة في الظهر والرقبة والساقين نتيجة العادات الخاطئة في الجلوس أو النوم أو مزاولة الأعمال.. فما نصائحكم في هذا الشأن؟

ننصح دائمًا باتخاد أوضاع صحية في الجلوس أو أثناء العمل لتجنب إصابات وآلام العمود الفقري والساقين.. وفي حالة الاضطرار للجلوس لفترات طويلة مثل الأعمال الكتابية أو الجلوس أمام الكمبيوتر فيجب الحفاظ على اتخاذ وضعية جلوس سليمة، والقيام من وقت إلى آخر للحفاظ على مرونة الجسم، وبالطبع ممارسة الرياضة بانتظام.

يخضع مرضى العظام للعلاج الدوائي لشهور طويلة مثلا لعلاج الخشونة دون ظهور أي تحسن ملموس.. فهل هنا يكون العلاج الطبيعي هو الخيار الأفضل؟

لا يمكن القول إن العلاج الطبيعي أفضل من الدوائي، ولا العكس أيضًا، كل حالة مرضية تقيم حسب ظروفها، هل تحتاج إلى علاج دوائي، أو علاج طبيعي، أم كليهما معًا.. هناك تكامل بينهما، وإن كان العلاج الطبيعي يتميز بأنه ليس له مضاعفات أو آثار جانبية، مما يجنب المريض أي أضرار محتملة كما في العلاجات الدوائية.

هل ترى أن جيل الشباب الحالي أقل حظًا من أسلافه من حيث الانعكاسات السلبية للتقدم التكنولوجي والذي تسبب في غياب النشاط الحركي اليومي؟

بالتأكيد التكنولوجيا الحديثة أثرت سلبًا على النشاط البدني للإنسان، وهو الأمر الذي كان له انعكاس واضح حتى فيما يخص العادات اليومية.. من المهم جدًا أن يحرص الإنسان على بذل قدر من الجهد الحركي، وعدم الاعتماد الكلي على الآلات في تسيير الحياة، خاصة بالنسبة للشباب الذين يفترض أن يكونوا أكثر بذلا للنشاط الحركي.

هل تقتصر وظفية العلاج الطبيعي على الأداء الحركي للجسم أم تمتد إلى مجالات أوسع كالحالة النفسية مثلا؟

العلاج الطبيعي يلعب دورًا كبيرًا في الحالة النفسية للمريض، إذ يعاني كثير من الناس من آلام تظهر أعراضها على العضلات والمفاصل والعظام، لا يجد لها المريض تشخيصًا لدى الأطباء في العيادات والمستشفيات، وهي في الواقع تكون ناتجة عن اضطرابات نفسية تنعكس على البدن في صورة ألم أو حتى إصابة.. وهناك علاقة بين العلاج الطبيعي والصحة النفسية، فنحن نعمل من خلال العلاج الطبيعي على تخفيف الاكتئاب والقلق وزيادة هرمونات السعادة وتنظيم النوم، كما يساعد في تحسين الصحة النفسية للإنسان عمومًا، لأن المشاكل النفسية تزيد من معدلات الألم غير العضوي مرتين ونصف أو 250%، ويصبح الجسم حساس أكثر من الوضع الطبيعي، وتكون ردة فعل الجسم مبالغ فيها، فيشتكي المريض للطبيب الذي لا يجد تشخيصًا دقيقًا لحالته، فيدخل الأول في دوامة ويصبح الألم النفسي مزمنًا، لهذا غالبية الأبحاث الحديثة تنظر إلى حالة المريض من منظور ثلاثي الأبعاد (نفسي، عضوي، اجتماعي)، فيتم تقييم المشاكل العضوية أولا، ووضع استبيانات عن الضغوط النفسية ثانيًا، ومن ثم تأثير الألم أو الإصابة على حياة الشخص العملية والاجتماعية.

إلى أي مدى ينجح استخدام الليزر في العلاج الطبيعي؟

حقق نجاحًا كبيرًا في عدة مجالات مثل العظام والحروق والإصابات الرياضية.. وفيه يتم تركيز الضوء وتكبيره ليصبح ذا قوة ضوئية هائلة، ويعتمد تأثيره على طول الموجة وقوتها ومدتها.. ومن أهم مزاياه سرعة التئام وشفاء الإصابات، التقليل من تكوّن الندبات، مضاد للالتهابات، تقليل الألم، زيادة التروية الدموية في الأنسجة، تحسين أداء الأعصاب، تحسين المناعةTrigger points ، تخفيف الألم في النقاط الحساسة، ومن الحالات التي يفيدها استعمال الليزر آلام العمود الفقري بما فيها الانزلاقات الغضروفية (الديسك)، إصابات الرياضة الحادة والمزمنة، إصابات العمل، إصابات الأربطة والأوتار، وأمراض المفاصل.

ما تأثير التمرينات العلاجية على الجهاز المناعي لمرضى التصلب المتعدد؟

تحسن من الوظائف الحيوية للمريض، وتساعد على تقليل تدهور النشاط الحركي، وكذلك تحسن الحالة النفسية.. وعلاج الإجهاد يكون ببناء لياقة المريض بشكل متدرج، لذا البرنامج العلاجي يجب أن يحتوي على تمارين علاجية خفيفة إلى متوسطة الشدة للزيادة من لياقة المريض وتحسين قدرته الوظيفية، مع أخذ الوقت الكافي للراحة عند الشعور بالتعب.

ومن أهم النصائح في هذه الحالة :

الموازنة بين الراحة والتمارين أو الأنشطة اليومية مع أخذ الوقت الكافي للراحة عند الشعور بالإجهاد، التخطيط السليم لدمج الراحة مع الأنشطة يحسن من اللياقة العامة ويزيد من الإنتاجية والحالة النفسية عند الشخص.

تقسيم الأعمال الصعبة والمتطلبة لمجهود عالي والأعمال الخفيفة خلال اليوم وعدم محاولة إنجاز كل شي في وقت واحد.

عدم الاستعجال والتسرع في القيام بنشاط معين، خذ الوقت الكافي للراحة.

التكيف ومحاولة تقسيم الأعمال الصعبة إلى سلسلة من الأعمال البسيطة ليسهل القيام بها.

حدد الأوليات والأعمال المهمة للقيام بها وعدم الاحباط عند العجز عن إنجاز عمل ما بسبب التعب والإرهاق.

ما أهم النصائح التي تود توجيهها إلى القراء للتمتع بصحة جيدة وتجنب العادات الخاطئة؟

نصائح بسيطة للغاية لكنها مهمة وفعالة:

الاهتمام بالأكل الصحي المتوازن.

الحصول على قسط كاف من النوم.

ممارسة الرياضة بانتظام.

تجنب كل ما يؤذيك.