DFHBabnXYAQhNlU

الرياض – الوعي الشبابي:

أطلق مجلس يونيكود كونسورتيوم "Unicode Consortium" رسم إيموجي للفتاة المحجبة اقترحته شابة سعودية، وكشفت عنه شركة "آبل"، الاثنين الماضي، بمناسبة يوم الإيموجي العالمي.

والعام الماضي، طالبت الشابة السعودية رئيفة الحميدي، التي كانت تعيش في ألمانيا، بإدراج الحجاب في قائمة الرموز التعبيرية (إيموجي)، التي تطورها شركة يونيكود التكنولوجية.

وأرسلت الحميدي مقترحاً إلى شركة يونيكود (غير ربحية) التي تراجع وتطور رموزاً تعبيرية جديدة، بعدما قرأت تقريراً عن تصميم الرموز التعبيرية، وساعدها عضو في إحدى اللجان الفرعية بالشركة في إعداد مقترح بطريقة رسمية.

ونال اقتراح الحميدي، البالغة من العمر 16 عاماً، دعم ريديت أليكسيس أوهانان، أحد مؤسسي منتدى المحادثة على الإنترنت، وحين تمت الموافقة عليه قالت حينها إنه سيكون متوافراً في عام 2017.

وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية، التي أوردت الخبر، إلى أن هذا المقترح يأتي في حين تشهد العديد من الدول الأوروبية جدلاً بشأن الحجاب الإسلامي بمختلف أشكاله، وعلاقته بالحرية الدينية، والمساواة، والتقاليد العلمانية، وحتى الخوف من الإرهاب.

ويعد النقاش بشأن الحجاب جانباً من الجدل الواسع بشأن تعدد الثقافات في أوروبا؛ إذ يدعو عدد من السياسيين إلى بذل المزيد من الجهد لإدماج الأقليات العرقية والدينية.

وقالت الحميدي في رسالتها إلى الشركة: "في عصر الرقمنة، أصبحت الصور عنصراً حاسماً في التواصل، وبالنظر إلى حجم الاختلافات في العالم يجب أن يكون لنا تمثيل فيه، وعليه فإننا نقترح إضافة رمز تعبيريا (إيموجي) بالحجاب".

واستضاف فضاء روديت للمحادثة على الإنترنت نقاشاً بشأن مقترح رئيفة، وأتاح لمستخدميه فرصة مناقشة فكرة الطفلة السعودية.

من هي الشابة التي أدخلت الحجاب إلى عالم الإيموجي؟

تعيش رئيفة الحميدي اليوم في فيينا، وقد اقترحت الفكرة أمام مجلس "يونيكود" العام الماضي، وتشعر اليوم بالفرح بعد قبول شركة "آبل" رسم الإيموجي للحجاب، حيث أدخلت الشابة السعودية ذي الـ16 عاماً فقط، النساء المحجّبات إلى عالم التكنولوجيا لتمثيلهن برمز "إيموجي".

ويعتبر مجلس يونيكود كونسوريتوم منظمة غير ربحية تختص بتحديد المعايير العالمية لرسوم الإيموجي والشخصيات الأخرى المرتبطة بتبادل الرسائل والنصوص، ليقوم مطوّرو البرمجيات في شركات مثل "فيسبوك" و"جوجل" و"آبل" بتصميم نسختهم الخاصة من تلك الرسوم لمنصاتهم.

وقالت الحميدي لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، الثلاثاء، إنها سعيدة بالشكل الذي صممته "آبل"، مضيفةً: "رأيت العديد من التصاميم والكثير من الأفكار والألوان، لكنّي لم أدرك الشكل النهائي لما كانت ستبدو عليه، إنها تشبهني، إنه شعور يملؤني بالبهجة؛ أن أرى الوجه على أرض الواقع بعد كل الكتابة التي اضطررت إلى تقديمها".

وبدأت الحميدي بإرسال المقترحات بعدما شعرت بأن الملايين من النساء المحجبات حول العالم لم يمثَّلن في رسوم الإيموجي، لترسل مقترحاً سريعاً وتطلب درجات لون بشرة مختلفة، بعدها قام المجلس بتعيين مصمم ليساعدها في الحصول على رسم أولي للرمز المطلوب، لفتاة محجّبة ولشاب يرتدي "الشماغ".

ولكن الانتقادات توسعت بعد الطلب؛ البعض قال إن هذا الرمز "غير ضروري" وإنه "تجسيد لاضطهاد النساء". وبعد إعلان إيموجي المحجّبة، الاثنين الماضي، ترددت الأفكار ذاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارِض.

وقد زادت منظمة يونيكود من عدد رسوم الإيموجي خلال السنوات الماضية، فقد وافقت على ألفين و666 رسم إيموجي في يونيو العام الجاري، مقارنة بـ7 آلاف و223 رسماً فقط في الفترة ذاتها قبل عامين، كما بذلت المنظمة جهداً للحصول على رسوم بألوان بشرة متعددة وجنسيات ووظائف مختلفة.

ورغم أن الحميدي تقرّ بأن الرسم قد يُستخدم للترويج لصور نمطية سلبية عن الإسلام، فإنها تأمل أن يسهم الرمز في إدخال السرور إلى قلوب المسلمين وأن يروّج للتسامح، لتقول: "عندما يرى الناس أن النساء المحجّبات في هواتفهم سيدركون أننا أشخاص طبيعيون نعيش روتيناً يومياً كغيرنا".