ty6778

القاهرة – الوعي الشبابي:

يعد فيروس «B» من أخطر الفيروسات التي تصيب الإنسان، إذ يؤدي إلى التهاب الكبد وتليفه كما يسبب أورام أولية به، ويصل عدد المرضى الحاملين للفيروس حول العالم نحو 240 مليونا حول العالم - وفقا للإحصائيات -، وتأتي مصر في المنطقة الرمادية حسب منظمات الصحة العالمية.

وتوصل صيدلى بأسيوط لعقار جديد مكون من «سم النحل» وإحدى المواد الكيميائية بنسب محددة في سرنجة واحدة تعطى للمريض، خاصة مع تزايد أعداد المرضى الحاملين لهذا الفيروس في مصر وبين أهالي الصعيد.

سم النحل

الصيدلى عبدالعال عبدالرحمن عبدالعال 30 سنة، خريج دفعة 2008 بكلية الصيدلة جامعة أسيوط، مقيم بمركز الغنايم التابع للمحافظة، توصل عبر عدة أبحاث إلى إحراز بحث طبى جديد لعقار تحت مسمى «هيما ريست»، يسهم في القضاء على الفيروس عن طريق حقن سم النحل الذي يحتوى على الميلليتين مع الإيميونوجلوبيولين الخاصة بفيروس بى.

تجارب علمية

يقول «عبد الرحمن» إنه من خلال دراسته في مجال الصيدلة وعمله كصيدلى لعدة سنوات، صادف خلالها العديد من المرضى الحاملين للفيروس المنتشر بصورة كبيرة، فبدأ في إجراء عدة تجارب عن طريق خلط بعد التركيبات الكيميائية وحقنها في الفئران، وتوصل أخيرًا إلى فكرة التركيب الذي يستطيع أن يهاجم غلاف الفيروس، ويحدث به ثقوب ثم يميته، كما أنه يرفع من نسبة الانترفيرون في الدم ويحفز الخلايا القاتلة للفيروس.

ويشير الصيدلى إلى أنه توصل إلى فكرته منذ ثلاث سنوات، وأعدها في 8 ورقات باللغة الإنجليزية، موضحًا أثرها الطبي وملخصها أن فيروس بى وهو التهاب الكبد B هو مرض معدِ يسبب التهابات حادة ومزمنة، خاصة وأن هناك العديد من المرضى الذين لا يظهر لديهم أي أعراض خلال العدوى الأولية للمرض، والبعض يظهر لديهم تطور سريع لأعراض المرض تشمل التقيؤ، الاصفرار، التعب، البول الداكن وآلام في البطن، وغالبا ما تستمر هذه الأعراض بضعة أسابيع ونادرا ما تسبب العدوى الأولية الموت.

أعراض الإصابة

وتستغرق أعراض الإصابة من 30 إلى 180 يومًا للأشخاص الذين يصابون بالمرض، مؤكدا أن «الحوامل» من المحتمل إصابتهم بالفيروس بنسبة 90%، في حين أن أقل من 10% من المصابين يظهر لديهم بعد سن الخامسة، مستطردًا: «معظم الذين يعانون من مرض مزمن ليس لديهم أي أعراض، ولكن مع مرور الوقت قد تظهر مضاعفات أكثر خطورة كتليف الكبد وسرطان الكبد، ومثل هذه المضاعفات قد تؤدي إلى وفاة من 15% إلى 25 ٪ من الذين يعانون من هذا المرض».

المصابون بالحساسية

وبالنسبة لسم النحل، فذكر أنه عبارة عن سائل عديم اللون طعمه مر وشديد الحموضة، وله تأثيرات متفاوتة على الأشخاص، فمنهم من يتأثر به قليلًا ومنهم من يحدث عنده ظواهر حساسية شديدة، يصحبها تورم وتشنجات مع صعوبة في التنفس وظهور كريات حمراء ربما تحدث صدمة.

وقال آيضًا: «وفي حالات نادرة قد تؤدي لسعة نحلة واحدة إلى مضاعفات خطيرة ربما تصل إلى الموت، علمًا بأن تكرار لسع عدد من النحل لنفس الشخص وعلى فترات يؤدي عادة إلى حدوث مناعة عند هذا الشخص ومن الأمثلة على ذلك مربو النحل يصبحون قليلي أو معدومي التأثر بلسعات النحل».

وشرح الصيدلى من خلال بحثه أن سم النحل يتركب من حمض الهيدروكلوريك وحمض الخل وحمض الفوسفور والهستامين والأبامين والميتونين والبنين والسيستين وسم النحل ذو تفاعل حامضي، نظرًا لكثرة الأحماض في تركيبه، والمركب الأساسي في سم النحل هو الميلليتين الذي يلعب الدور الرئيسى في العلاج.

أجسام مناعية

أما الايميونوجلوبيولين الخاصة بفيروس "B" فهو عبارة عن أجسام مناعية ضد أنتيجين السطح الخاصة بفيروس بى ANTIHBSAG

يتم أخذها من بلازما المتبرعين وإعطائها للأشخاص الذين تعرضوا لشخص مصاب بالفيروس وتعطى خلال 24 ساعة من التعرض للعدوى لمنع تحول الحالة إلى حالة مزمنة ومقاومة الفيروس بمجرد دخوله للجسم وأيضا تعطى للرضع المولودين من أمهات مصابة بالفيروس حتى لا ينتقل الفيروس من دم الام إلى دم الجنين أثناء الولادة وتعطى خلال 24 ساعة من الولادة.

مركب شرس

وأشار إلى أن ملخص البحث يقوم على خلط سم النحل بمقدار معين مع الايميونوجلوبيولين الخاصة بفيروس بى في سرنجة واحدة، وهذا يحول الخليط إلى مركب شرس يقضى على الفيروس في الدم، حيث إن الأجسام النانونية التي تحمل سم النحل تهاجم غلاف الفيروس الكبدى بى وتقوم بعمل ثقوب في غلاف الفيروس الذي يحميه مما يؤدى إلى تدميره وأيضا سم النحل يهاجم جسم الفيروس مباشرة ودور الأيميونوجلوبيولين هنا هو معادلة أنتيجين السطح لفيروس بى في الدم وأيضا سم النحل الذي يحتوى على الميلليتين يرفع نسبة الخلايا التائية في الدم ويرفع نسبة الانترفيرون في الدم ضد الفيروس ويحفز معركة جديدة بين الانتيجين والايميونوجلوبيولين كأنه في الحالة الحادة كل هذه الأمور تؤدى إلى القضاء على فيروس بى في الدم في الحالات المزمنة، وهذا أمر مبشر للغاية لأصحاب الحالات المزمنة.

أدوات البحث

وأوضح الباحث الصيدلي أن أدوات البحث كانت عبارة عن ستة فئران تجارب تم حقنها بفيروس بى النشط، وبعد شهرين حلل انتيجين السطح والعدد الكمى لفيروس بى في الدم، منها حقن ثلاثة فئران بالمركب الخليط من الايميونوجلوبيولين وسم النحل في سرنجة واحدة الفئران الثلاثة الأخرى مع ماء مذيب للحقن.

فيما تم حقن الفئران الثلاثة الأولى بمعدل حقنة كل أسبوع بالخليط محل التجربة، ويستمر العلاج لمدة ستة شهور مع إجراء تحليل لأنتيجين السطح وعدد الفيروس الكمى في الدم شهريا.

وأكدت النتائج أنه بعد حقن الفئران الستة بفيروس بى النشط وتحليل انتيجين السطح والعدد الكمى لفيروس بى بعد شهرين من الحقن، فإنها تبين أن كل الحالات إيجابية محملة بفيروس ب، وبعد حقن الفئران بالعلاج وقياس التحاليل كل شهر، وجد أن أنتيجين السطح والعدد الفيروس في الدم كان يتناقص كل شهر بعد التحليل.

أما الثلاثة فئران الاخرى الذين حقنوا بماء مذيب للحقن عدد انتيجين السطح وعدد الفيروس الكمى في الدم كان يزيد من شهر إلى شهر بعد ستة شهور كانت نتيجة عدد اثنين من الفئران سلبية حمل الفيروس تماما لنصل إلى أن حقن الايميونوجلوبيولين مع سم النحل في سرنجة واحدة كفيل بالقضاء على فيروس بى المزمن في الدم.

وأعرب «عبد الرحمن» عن أمله أن تقوم إحدى شركات إنتاج الأدوية بتبني البحث، مؤكدة أنه سيحدث ثورة كبيرة في عالم الطب حسب وصفه لعلاج الملايين حول العالم، مشيرا إلى أنه تقدم به لعدد من المعامل البحثية لتبنيه، فضلا عن أنه بصدد عرضه على مركز بحوث الدواء بجامعة أسيوط.