الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

104 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

1384940848

علياء ناصف - كاتبة وباحثة تربوية - مصر:  

سنوات الطفولة والصبا هي سنون جوهرية في حياة أي إنسان، وعمر المراهقة ما هو إلا لحظات فارقة قد تنسج شخصية إيمانية بناءة لدينها ودنياها، وقد ينكث الغزل فنصير بصدد شخصية مخلخلة هدامة.

ومن هنا تتبين أهمية النشأة الأولى، تلك النشأة التي من الواجب على كل من هو منوط بمهام جسام بها أن يؤدي دوره على النحو المأمول منه لتشكيل وعي ووجدان النشء وفقا لمراد الله وعلى نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} (التحريم:6)، وقد ذكر القشيري وفقا لما جاء في تفسير القرطبي للآية الكريمة أن عمر رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية: يا رسول الله، نقي أنفسنا، فكيف لنا بأهلينا؟ فقال: «تنهونهم عما نهاكم الله وتأمرونهم بما أمر الله».

ولقد أمر الله بالتحلي بكل ما هو جميل ومحمود من الفضائل، والتخلي عن كل ما هو قبيح ومذموم من الصفات والرذائل، يقول المولى تبارك وتعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90).

ولذلك فإن التحلية والتخلية هما الركيزتان الرئيسيتان لتربية النشء تربية سليمة لا خلل بها ولا نقصان، فمن غير الحكمة أن يأمر والد ولده بالصلاة فقط، دون أن يغرس في قلبه وعقله قوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت:45).

ومع التحديات والمتغيرات الثقافية التي تشهدها المجتمعات العربية، من تطور هائل لتكنولوجيا المعلومات التي لها ما لها وعليها ما عليها من الإيجاب والسلب، صار الدور التربوي أكثر صعوبة وأشد وطأة من ذي قبل.

فإذا كان المنوط بهم هذا الدور الجذري في حياة النشء على اختلاف مواقعهم في مواجهة سيل عارم من الغزو الثقافي والتغريب الفكري والانحدار الأخلاقي في منظومة القيم، فيتحتم عليهم التجديد، والبحث عن أفضل وأقصر الطرق سرعة وتأثيرا للوصول إلى الجيل الجديد.

والتجديد أحيانا يتطلب العودة لتدبر آيات الكتاب الحكيم من جديد، والبحث بروية في سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام عن نهجه ومنهجه في الدعوة والتعليم والوعظ، وبها نجد غايتنا وما يختصر علينا الوقت والجهد في قراءة عشرات المجلدات عن التربية الحديثة من المعاصرين الغربيين، وقد لا تفيد.

وما يختصر الطرق مسافة إلى القلوب هو الوعظ اللطيف لا العنيف، والذي هو صميم رسالة الإسلام، وخلق الصادق الأمين في الدعوة إلى الله تعالى، وهو ما لا يهتم به البعض ممن يتولون أمور التربية وشؤون التأديب والتهذيب، خلافا لما أمر به الخالق سبحانه وتعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (النحل:125)، أيضا قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران:159).

وإن سنة المصطفى عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم زاخرة وعامرة بالمعنى المقصود، فها هو فتى شاب يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، ائذن لي في الزنا؟ فأقبل عليه القوم فزجروه، فقال: «ادنه»، فدنا منه قريبا، قال: فجلس. قال: «أتحبه لأمك؟» قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: «ولا الناس يحبونه لأمهاتهم». قال: «أفتحبه لابنتك؟» قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: «ولا الناس يحبونه لبناتهم». قال «أتحبه لأختك؟» قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم». قال «أتحبه لعمتك؟» قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لعماتهم». قال: «أتحبه لخالتك؟» قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: «ولا الناس يحبونه لخالاتهم»، فوضع يده عليه وقال: «اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه»، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. (أخرجه أحمد في المسند).

إن الموعظة اللطيفة تحدث أثرا جميلا في النفس وتعزز من حدوث الهدف المأمول منها، بينما يؤدي العنف إلى النتيجة العكسية الناجمة عن حالة الضجر والضيق من جراء الأسلوب المستخدم في عملية التوجيه والإرشاد.

كما أن الإلمام من جانب المربين والتربويين بأساليب ووسائل حديثة متقدمة لمواكبة التكنولوجيا المتطورة رقميا ومتابعة المدخلات الثقافية والحالة السلوكية من خلالها، والعمل على استخدام هذه الوسيلة ذاتها لمناهضة هذا التأثير السيئ من خلال مدخلات رقمية أخرى ذات مضمون تربوي في أطر تعليمية جاذبة للانتباه ومثيرة للاهتمام، هو أمر لا يمكن التهاون فيه، بل يجب وضع خطط وبرامج بخصوصه على أرفع المستويات العلمية والعالمية.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال