الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

481 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

waadwaad

  خلف أحمد أبوزيد - باحث تربوي - مصر

مما لاشك فيه أن الخالق عزوجل قد حبا الكثير من الناس بقدرات فائقة تنتظر من يكتشفها ويجلو الصدأ عنها؛ فهناك من يتمتع بقوة عضلية خارقة، أو ليونة جسمانية غير عادية، أو توافق عصبي عضلي مذهل، أو قدرات عالية على الاستجابة السريعة..

وهناك من يتمتع بذاكرة فوتوغرافية تلتقط تفاصيل الأشياء بدقة، أو بقدرة غير عادية على انتقاء الكلمات وصياغة الجمل، ومما يبعث على الأسى أن هناك الكثير من الناس يعيشون ويموتون وهم لا يدرون أن الخالق عزوجل قد حباهم بمواهب دفينة، ذلك لأنهم لم يضعوا أنفسهم في مجال اختبار لطاقاتهم، ولم يعملوا عملا يؤدي بهم إلى اكتشاف ذاتهم ومعرفة قدراتهم، ولم يجدوا من البشر من يكتشف هذه الموهبة ويعمل على تنميتها وصقلها في صبر وأناة، فكم من امرئ حباه الله موهبة الشعر والنثر ولكنه لم يعرف ذلك لأنه لم يتعلم القراءة والكتابة، وكم من الناس من عندهم قدرة خارقة على الجمع والطرح والتعامل مع الأرقام ولكنهم لم يدركوا ذلك لأنهم لم يتعلموا الحساب، وكم من الناس من لهم قدرة على الرسم والتصوير وهم لا يعرفون ذلك لأنهم لم يمسكوا ريشة أو قلما. وتؤكد الدراسات أن المنزل أو الأسرة هي أول محضن ورافد من روافد اكتشاف وتنمية الموهبة عند الطفل وصقلها ورعايتها وذلك باتباع الخطوات الآتية:

أولا: تشجيع الطفل على التعبير عما بداخله من أفكار

إن تشجيع الطفل على البوح بما يجيش داخل عقله من أفكار وأمور قام باكتشافها بنفسه، له مردود طيب في تنمية التفكير الابتكاري لديه؛ فيجب علينا كوالدين ألا نحقر من قيمة هذه الاكتشافات ونقلل من أهميتها عند الطفل، فهي إن كانت أمرا بسيطا بالنسبة إلينا، فإنها عند الطفل أمر مهم وخطير سيغير من أركان الدنيا في نظره، فلابد من الوالدين أن يحيطا الطفل بالتشجيع والرعاية والاهتمام، لأن هذا التشجيع الذي يلقاه الطفل في مثل هذه المواقف سيدفعه إلى أن يتطور في اكتشافاته ويبذر في نفسه روح الشجاعة والجرأة والإقدام والمبادأة، وكلها أمور تنمي موهبة الطفل وتقوي أنماط التفكير الابتكاري عنده وتدعمه في نفسه.

ثانيا: إثارة فضول الطفل للتعلم مبكرا

على الوالدين إثارة فضول الطفل في وقت مبكر للتعلم، وهذا الأمر المهم لا يعني تحفيظ الطفل شيئا من المحفوظات أو الحساب في وقت مبكر، كما يعتقد ويفعل البعض، بل يعني تعليم الطفل كيفية البحث والاستنباط وتطوير قابليته للإصغاء للآخرين ومشاركته لهم في أعمال هادفة وأنشطة متنوعة وفق مراحل عمره المختلفة، حيث تؤكد الدراسات أن عدم تنشيط رغبة الطفل في التعلم في الصغر قد يؤدي إلى فقد قابليته للتعلم بشكل دائم وإلى تراجع ذكائه وضعف موهبته.

ثالثا: حفز الطفل على القراءة

إن حفز الطفل على القراءة والاطلاع في سن مبكرة، يعد من أهم الأسباب التي تساعد في إرساء دعائم الشخصية المبدعة؛ فالقراءة هي المؤشر الحقيقي لاكتشاف مواهب الفرد وأساس المعرفة وبذر بذور الابتكار والتفكير الخلاق في نفس الفرد، حيث تؤكد الدراسات أنه كلما زاد تعرض الطفل للقراءة في وقت مبكر ازداد ذكاؤه العام، وتفتحت ونمت مواهبه، وحلق في آفاق الإبداع والتفكير الخلاق مبكرا.

رابعا: تقديم اللعب المفيدة للطفل

تعد ممارسة الطفل للعب من الوسائل المهمة، التي تساهم مساهمة فاعلة في إرساء دعائم الشخصية المبدعة عند الطفل، لكن دورنا كآباء وأمهات هنا يكون بضرورة الاهتمام بتقديم اللعب المفيدة للطفل؛ فالألعاب بالنسبة إلى الأطفال قبل أن تكون وسيلة ترفيهية وسيلة تربوية تعليمية وتثقيفية مهمة لها دور كبير في بناء شخصية الطفل وتنمية موهبته، فاللعب يسمح للطفل بالاحتكاك بكل المواقف والأفكار، ومعظم الأطفال يولدون ولديهم غريزة حب الاستكشاف، لذلك يجب إحاطتهم بالألعاب التي تنمي هذه الغريزة مثل المكعبات وأقلام التلوين والرسم والدمى، وأفضل أنواع الألعاب بالنسبة إلى الأطفال في هذه المرحلة الألعاب التي يمكن أن يستخدمها الطفل في عمل ما لا نهاية له من الأشكال، وتساعده في ابتكار أشياء جديدة، وتحفز ملكة التفكير لديه.

خامسا: إفساح المجال للطفل لطرح أسئلته

إن إفساح المجال أمام الطفل لطرح أسئلته والاستماع إلى استيضاحاته، مع تقديم الإجابات الوافية عليها، جانب مهم من جوانب بناء الشخصية المبدعة، فالأهل الأذكياء هم الذين يشجعون أطفالهم على السؤال والاستيضاح ويساعدونهم على إيجاد الجواب وإتاحة الفرصة أمامهم للحوار والمناقشات التي يتعلم الطفل منها طرق الحوار وآدابه وكيفية ربط الأشياء بعضها مع بعض والنظر فيما بينها من تشابه أو اختلاف، كما عليهم أن يتجنبوا ما يفعله الأكثرية بقولهم للطفل لا تناقش، لا تسأل، فالأمر كما قلت لك وانتهى الموضوع، ولا أريد أن أسمع منك ولا كلمة.. وما شابه ذلك من أساليب الغلظة والفظاظة التي تجعل الطفل يتردد كثيرا ويفكر طويلا قبل أن يوجه سؤالا أو يطلب استيضاحا أو مناقشة عن شيء يجهله.

سادسا: دعوة الطفل للتأمل في إبداع الخالق عزوجل

كما يجب علينا أن نحث الطفل على التأمل في إبداع الخالق عزوجل في كونه وحسن تدبيره وتقديره تعالى في مخلوقاته؛ فإحساس الطفل المبكر بهذا الجمال الرباني والتنظيم الإلهي البديع في الكون وتذوقه له يقوي ملكة الإيمان لديه من ناحية، ومن ناحية أخرى يساعد الطفل على تمثل ملكات التناسق والتوافق والتكامل والروعة والجمال في هذا الكون، الأمر الذي يفجر موهبة الطفل ويبرز ما لديه من طاقات وملكات كامنة تحفزه على تنسم خطى الإبداع والابتكار في حياته، ناظرا في كتاب الكون المفتوح بما يحمل من جمال وإبداع لا نظير له.

وفي النهاية نقول إن الطفل الموهوب ثروة بشرية لا تقدر بثمن تحتاج إلى التنمية والرعاية بتسهيل السبل أمامه ليقطف ثمرات نبوغه وتفوقه، سواء كان هذا النبوغ والتفوق في الرسم أو اللغة أو الموسيقى أو المهارات اليدوية أو الابتكارات العلمية أو الاتصالات الاجتماعية أو في الشعر أو في الكتابة، مع العمل على إشباع حاجته للكشف والتنقيب والاطلاع والتخيل، لأن هذه الطرق تساعد على رعاية الموهبة الثقافية والفنية عند الطفل وتنميتها، فالطفل الموهوب رجل المستقبل وليس المطلوب سوى الإعداد لهذا المستقبل بالعمل الجيد والتخطيط السليم.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال