الثلاثاء، 16 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

36 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

kids sitting hugging

خلف أبوزيد - باحث علم النفس:

للصداقة أثرها العميق في توجيه النفس والعقل، ولها نتائجها المهمة فيما يصيب الجماعة كلها من تقدم أو تأخر، ومن قلق أو اطمئنان، وقد عني الإسلام بهذه الصلة الاجتماعية، التي تربط الإنسان بأشخاص يؤثر فيهم، ويتأثرون به، ويقتربون من حياته اقترابا لأمد طويل.

وإذا كانت الصداقة للكبار مطلبا اجتماعيا مهما، فإنها لا تقل أهمية بالنسبة للصغار، إذ تمثل أحد جوانب التكيف الاجتماعي والخلقي والنفسي والحركي للطفل، الذي يقوده للنمو والتطور السليم. وللصداقة أهمية كبرى بالنسبة للطفل، فهي تبعده عن العزلة والانطوائية، التي تحوله إلى شخصية ضعيفة، هشة، سلبية، فاقدة الثقة في نفسها، مصابة بأمراض الخجل والجبن والقلق، الذي يقودها إلى الخوف الاجتماعي، وتكون بعيدة عن تحقيق أي تواصل وتفاعل إيجابي نحو الآخرين.

وتساعد الصداقة الطفل على التغلب على مشاكل الكلام، فلديه أصحاب يتحدث إليهم، ويتحدثون إليه، الأمر الذي يساعده على إنتاج تراكيب لغوية جديدة بشكل تلقائي، مما يساهم في تنمية مهارات اللغة عنده ويساعده على اكتسابها من خلال مواقف حوارية مختلفة.

من فوائد صداقة الطفل، أيضا، ما يلي:

1-عن طريق الصداقة يفرغ الطفل الشحنات الزائدة من الطاقة عنده، وذلك بالقيام باللعب وممارسة هواياته مع أصدقائه، ويخفف ذلك من حدة العنف عنده والرغبة في التدمير، ويساعده على التوازن النفسي السليم مع الآخرين.

2-يتعلم الطفل من الصداقة معنى التعاون والعمل الجماعي، مع أصدقاء يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، يستمع إلى مشكلاتهم، كما يستمعون إلى مشاكله، يمد إليهم يد العون عند الحاجة، كما يمدون إليه أيديهم بالمساعدة، فكل ذلك يجعل منه إنسانا اجتماعيا، يميل إلى العطاء والتعاون وحب الآخرين.

3-تحرره من الأنانية وتعلمه التسامح والمصالحة مع الآخر، فهو لديه أصدقاء قد يختلف معهم في الرأي، كما يختلفون معه، ويعتذر إليهم عند الخطأ، كما يعتذرون إليه، ومثل هذه الأمور تعلي من فضيلة التسامح والصفح في نفسه تجاه الآخرين.

4-تنمي الصداقة روح المنافسة والإيجابية لدى الطفل، الأمر الذي يقوي شخصيته، ويخلق منه إنسانا طموحا، يسعى إلى الرقي والتقدم في حياته.

5-تمثل أقرب طريق لتعويد الطفل الصفات الحميدة، والسلوكيات الحسنة، ذلك لأن الصديق المخلص في صداقته، الصادق في محبته، يكون أثره في بناء الخلق أبلغ وأعظم، لأنه سيكون رقيبا على صديقه، يلاحظ أحواله وأفعاله، فيشجعه على الخير، وينبهه ويحذره من الوقوع في الشر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله، فلينطر أحدكم من يخالل» (أخرجه أبوداود والترمذي).

اختيار الأصدقاء

بداية نؤكد على قاعدة أساسية، وهي أن التدخل الشديد في اختيار أصدقاء طفلك، قد يأتي بنتائج عكسية، لأن الطفل لا يدرك معنى الصداقة بمفهومها عند الكبار، وهي وجود شخص نرتاح إليه ونفضي إليه بأخبارنا وأسرارنا، ونتفاعل معه في المواقف المختلفة، فالصداقة بهذا المعنى أكبر من فهم أطفالنا وقدراتهم على استيعاب ذلك، إلا أنه رغم ذلك يشعر الطفل بعظم حاجته إلى تكوين أصدقاء وأصحاب يقضي معهم بعض الوقت، ولذا على الوالدين أن يساعداه على ذلك عبر مجموعة من الوسائل، وبطريقة غير مباشرة، فلسنا مطالبين بأن نعثر لأطفالنا على أصدقاء، أو نشتري لهم أصدقاء، لكن المطلوب منا هو أن نوجد المجالات والسبل التي عن طريقها نفتح المجال أمام الطفل لكي يوطد علاقته بزملائه سواء في المدرسة أو مع الجيران أو عبر الحي الذي يقطنه، أو في المسجد، وذلك عبر عدة طرق نذكر منها:

1- المبادرة بإقامة حفل تعارف للطفل، إذا ما نجح في المدرسة، أو تمكن من حفظ أجزاء من القرآن الكريم، أو عند أي مناسبة سارة تحدث له، ونطلب منه دعوة عدد من زملائه لهذا الحفل.

2- يجب على الوالدين بصورة غير مباشرة، تعريف الطفل الفرق بين الزمالة والصداقة، وغيرهما من العلاقات الإنسانية الأخرى، وترسيخ هذه المفاهيم في ذهن ونفس الطفل، لا يكون بمجرد السرد، بل عبر العديد من الوسائل غير المباشرة، التي يمكن الإشارة إليها في تصرفات وسلوكيات أطفال آخرين بمحيط الطفل، كالتعليق مثلا على السلوكيات الحميدة أو الخاصة التي تصدر من أطفال آخرين.

3- يجب أن يحرص الوالدان على أن يكونا الصديقين المفضلين لطفلهما، وذلك بإشعاره أنهما يحبانه ويقدرانه ويحترمانه ويثقان به، ولهذه الصحبة من الوالدين دور كبير في تشجيع الطفل على التعبير عما يدور بخلده نحو أصحابه، ويمكن عن طريقها أن يسألاه عن الصفات التي يحب أن يجدها في صديقه، والتحدث معه عن أصدقائه سواء الحاليون أو المتوقعون، والصديق الذي يحتاجه أكثر من غيره، ويشاركه أسراره. وأهم ما في هذا النوع من الصداقة أن تكون في صورة طبيعية، بعيدة عن أسلوب الاستقصاء أو التحقيق.

ولنا أن ندعو هذا الصديق إلى البيت مثلا لمشاهدة سلوكياته وتصرفاته عن قرب، فإذا كانت سلوكيات هذا الصديق سيئة وغير قابلة للتغيير، يجب علينا أن نصارح الطفل بضرورة ترك هذه الصداقة، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم قدوة إذ يقول: «إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة» (رواه مسلم).

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال