الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

50 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 13152811 10153635169779639 669197437 n

فرجينيا - خالد أبو لبن*:

يقدم هذا الكتاب أطروحات مهمة تتفاعل مع أهم ما كُتب عن تأثير الربيع العربي على النظم التعليمية، حيث يناقش زوايا متعددة ويعرض نتائج واقعية ملموسة مبنية على أبحاث أكاديمية موضوعية، بعيداً عن العواطف التي تسيطر على معظم ما كُتب عن هذه الثورات.

وتعد ثورات الربيع من أهم التحولات السياسية في العالم العربي لهذا القرن. قيام الشباب المثقف بشكل خاص بتحريك الشارع العربي عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التغيير والمطالبة بالديمقراطية كان أمراً غير مسبوق وتأثيره غير متوقع.

وعلى الرغم من الفشل الجزئي لمعظم هذه الثورات، وعودة الأنظمة القديمة إلى السلطة بقيادات جديدة؛ إلا أن تبعاتها كان لها تأثير واضح على الشارع العربي من عدة نواح.. ويناقش المشاركون في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "الأنظمة التعليمية والربيع العربي بين الإصلاح والمقاومة والديمقراطية" إحدى أهم التبعات لهذه الثورات، ألا وهي التغيرات -إن وجدت- التي طرأت على الأنظمة التعليمية بعد الربيع العربي.

يتكون الكتاب من ثلاث أجزاء مقسمة على ثمانية أبواب، يناقش كل جزء منها موضوعات تعد ذات أهمية في تكوين النظم التعليمية وتأثرها بالمجتمعات الخاصة بها. الأبواب في الكتاب عبارة عن أبحاث مختلفة قام بها العديد من الباحثين في شؤون المنطقة العربية بشكل عام والدول المتأثرة بالربيع العربي بشكل خاص.

التعليم وصعوباته

يتناول القسم الأول من الكتاب إشكالية التعليم والصعوبات التي تواجه المعلمين في سعيهم للتقدم المهني بعد الربيع العربي.

يشمل هذا القسم بابين رئيسيين: يناقش الأول أهمية تطوير الأنظمة التعليمية والتربوية في الدول العربية وإدخال مفهوم الديمقراطية فيه لتمكين المعلمين من القيام بواجبهم في إثراء الطلاب وتجهيزهم للمشاركة في العملية الديمقراطية.

أما الباب الثاني فيناقش أهمية التحصيل الأكاديمي للمعلمين ودفعهم لإكمال دراساتهم العليا ليتمكنوا من القيام بواجبهم على أفضل صورة ولتشكيل كوادر تعليمية ذات كفاءات عالية لتنمية الثقافة والتعليم في المجتمع وإخراج أجيال قادرة على تغيير الواقع وقادرة على المشاركة في العملية الديمقراطية وإثرائها.

بينما يركز القسم الثاني على موضوع تثقيف الشباب وإبراز دورهم في التغيير الاجتماعي. ويحتوي هذا القسم على ثلاثة أبواب: أولها يناقش اتحادات الطلبة في مصر ودورها الريادي في إنجاح الثورة.

في هذا الباب يناقش الباحث أهمية الشباب المثقف وتأثيره المتزايد في الشارع العربي، حيث قام هؤلاء الشباب في مصر بدور ريادي في تحريك الشارع ضد النظام السابق والذي أدى إلى الانتصار الملحوظ ضد الظلم في البداية وإسقاط النظام. كما يناقش هذا الباب دور اتحادات الطلبة قبل وخلال وبعد الثورة وطرق تقويتهم وإعطاءهم مجالات أوسع للتأثير على الشارع.

عن المساواة والدروس الخصوصية

أما الباب الثاني فيناقش فشل النظام التعليمي في تونس في إيجاد مساواة الفرص بين سكان المدن وسكان المناطق النائية، ويركز على المشاكل في هذا النظام التي أدت إلى انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية.

تشير الدراسة إلى استمرار هذه المشاكل في مرحلة ما بعد الثورة وانعكاسها السلبي على المجتمع.

كما يناقش الباب الثالث من هذا القسم نظام التعليم العالي في اليمن وتأثير السياسات الديكتاتورية عليه وعلى المجتمع بشكل سلبي لفترة طويلة. يناقش هذا الباب أيضاً دور التعليم العالي في تثبيت الأنظمة السلطوية نتيجة لضعفه وفشله في إنشاء جيل واع وقادر على إحداث تغييرات إيجابية في الساحة السياسية.

يبحث القسم الثالث من الكتاب العلاقة بين الأيديولوجيا والدين والتعليم. يناقش هذا القسم في ثلاثة أبواب تأثير النظريات السياسية والتيارات الدينية في المشهد الثقافي العربي، وبالتالي المجتمعات العربية.

يتناول الباب الأول تأثير هذه التداخلات على التعليم في دولة الكويت، وبالتحديد على الجامعة الأمريكية في الكويت. يحاول الباحثون معالجة القضايا المجتمعية الناتجة عن التأثير الأجنبي في الأنظمة التعليمية في المستوى الجامعي وتنتج فكراً مختلفاً وخريجين حاملين لأفكار متضاربة تؤثر بشكل مباشر على المجتمع وسياسته.

تعديل المناهج

يناقش الباب الثاني قضية تدريس الديانة في الفصول التعليمية في مصر، ويوضح نظرة غير المسلمين لهذه القضية. من خلال مقابلات مع أقباط في مصر، يظهر للقارئ أن سياسة تدريس الديانة في الفصول التعليمية تلعب دوراً كبيراً في تهميش غير المسلمين وتؤدي الى إنقسامات في الشارع المصري على أسس دينية. يوضح الكاتب في هذا البحث صورة المشهد التعليمي في مصر وتأثير تعليم الديانة في صفوف الدراسة.

أما الباب الثالث فيناقش التعديلات في المنهج الدراسي الديني الذي يقوم به الأزهر الشريف، والتي ازدادت وتيرتها بعد التغيرات السياسية في البلد. يناقش الكاتب أهمية هذه التعديلات ومدى تأثيرها على المشهد التعليمي في مصر وبالتالي على الشارع المصري بشكل عام.

حتمية توسيع هامش الحريات الشخصية والعامة في الوطن العربي بعد أحداث الربيع العربي كانت من ضرورات المرحلة ومن أهم أهداف الثورات عند بدأها. يناقش الباحثون تبعات هذا الحراك بما يتعلق بموضوعي الحرية والديمقراطية وتأثيره على المشهد التعليمي في العالم العربي وتأثره به.

* طالب في جامعة جورج ميسن الأمريكية في تخصص تسوية النزاعات

للاطلاع على هذا العمل، يمكن زيارة الموقع الرسمي لدار النشر:

https://www.sensepublishers.com/catalogs/bookseries/other-books/education-and-the-arab-spring/

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال