الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

280 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

6522522

السيد المخزنجي:

المدرسة النبوية في التربية للدكتور/ منير الغضبان - أكاديمي وصاحب مؤلفات فكرية وإسلامية عديدة - صدر ضمن سلسلة «تهيئة الأجواء» باللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية - إدارة البحوث والدراسات - الديوان الأميري بدولة الكويت.

 

يقع الكتاب في (240 ص) مائتين وأربعين صفحة، من القطع المتوسط، ويحتوي على مقدمة وخمسة أبواب هي: تربية القائد تربية إلهية، معالم التربية في العهد المكي، ومعالم التربية في العهد المدني، والفتح المبين وانتشار الإسلام، ونصر الله والفتح.

في الباب الأول عرض المؤلف لمعالم تربية الرسول محمد  " صلى الله عليه وسلم"  وتتمثل في اختيار الله له من بيت شرف ونسب، ويتمه، ورضاعته، ورعيه للغنم بمكة واشتغاله بالتجارة، وما يؤخذ من ذلك من «فقه عمله وكسبه» عليه الصلاة والسلام، وحفظ الله تعالى له قبل البعثة ولقائه مع بحيرا الراهب... وشهوده حلف الفضول،... وزواجه من خديجة وتلقيه للوحي (القرآن) الكريم، ودروس من الوحي.

الباب الثاني معالم التربية في العهد المكي، وتضمن تسعة أمور وهي: الربانية، (شرح المفهوم)، ودعوة التوحيد واعتماد الحوار -منهجا- في الدعوة، وقيادات مكة تدير الحوار، والتربية في المواجهة، والمستضعفون في الأرض، ونماذج الانخلاع من الجاهلية وإعادة الصياغة -الإيمانية- على ضوء هذا الدين، والهجرة إلى الحبشة، وقريش تحاول إعادة المهاجرين إليها، وتخطيط ذكي جديد، ومؤامرة جديدة تتحطم، والشخصيات العظيمة ودورها في نصرة الإسلام (إسلام عمر بن الخطاب  "رضي الله عنه"  نموذجا)، وكف اليد ودورها في نصرة الإسلام. وكف اليد ونصرة الإسلام بأبي طالب وبني هاشم. والتربية على الثبات وتحمل الأذى والآلام، والشعب وفك الحصار... وتربية جديدة للأنصار حتى إقامة الدولة- عقيدة وسياسة... والقاعدة الصلبة للدولة الجديدة. «ثم معالم التربية فـي العهـد المدني» -موضوع الباب الثالث للكتاب- وتناول فيه المؤلف: التربية المسجدية والجهادية والقيادية، من خلال اثنين وعشرين خطا هي: التربية بالمعركة والحرب، والتربية بالمناورات الحربية، والتربية على الشورى، والتربية بإبراز النموذج، والتربية بالإعراض والترغيب في الآخرة، وتربية الأسرى... والتربية بالقدوة في استئصال العادات الجاهلية، وتربية المنافقين، والمحافظة على السمعة والسياسة والعسكرية، وبث الدعاة لنشر الدعوة، وتحويل الفاتكين المحاربين إلى دعاة مؤمنين، والاستفادة من الطاقات الجديدة، والقضاء على العصبية الجاهلية وتصعيد مفهومها، والقضاء على الخونة المتمالئين مع العدو، وإقامة «الرسول» الكريم  " صلى الله عليه وسلم"  العدل المطلق الذي قامت به السموات والأرض، ورعاية حقوق أفراد الأمة.

وفي الباب الرابع للكتاب (الفتح المبين وانتشار الإسلام) تناول المؤلف: جيل الدعوة - محمد رسول الله والذين معه -، وتربية جيل النصر في خيبر... التربية على العدل والسلام القائم عليه، والذي قامت عليه السموات والأرض. والباب الأخير (نصر الله والفتح) فقد عرض فيه المؤلف لنوعين من التربية هما: التربية الجماعية بعد -موقعة- خيبر، والتربية السياسية لصحابة رسول الله  " صلى الله عليه وسلم" .

مقتطفات

وفيما يلي بعض مقتطفات من أبواب الكتاب، ففي الباب الأول يشير المؤلف إلى أن تربية رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  هي تربية إلهية خالصة، لا دور لأي يد بشرية فيها، وهذا ما تؤكده الروايات الصحيحة التي ذكرت في «السيرة النبوية»، وفي حياته  " صلى الله عليه وسلم"  قبل البعثة، فمن رحمته تعالى أن يتوفى والده، وهو جنين في بطن أمه، والأب عادة هو الذي يربي، وأن يسترضع في بني سعد لأربع سنين بعيدا عن أمه التي تربي عادة كذلك، والسنوات الثلاث التي عاشها حتى وفاة أمه آمنة، كان الله تعالى قد نزع حظ الشيطان من قلبه، إذ لم يكن هذا لبشر قبله ولا بعده كذلك.

ويعلق د. منير الغضبان على ذلك بقوله: ولاشك أن موقف خديجة رضي الله عنها هو من أعظم المواقف التي شهدها تاريخ الأمة المسلمة، فكانت كما قال ابن هشام: «وآمنت به خديجة بنت خويلد، وصدقت بما جاءه من الله، ووازرته على أمره  " صلى الله عليه وسلم" ، أي شدت من أزره وعزيمته  " صلى الله عليه وسلم" ، وكانت أول من آمن بالله ورسوله، وصدقت بما جاء، فخفف الله بذلك عن نبيه  " صلى الله عليه وسلم" ، وكان لا يسمع شيئا ممن يكرهه من رد عليه، وتكذيب له فيحزنه ذلك، إلا فرج الله عنه إذا رجع إليها، حيث تثبته وتخفف عليه، وتصدقه، وتهون عليه أمر الناس، رضي الله عنهما. واستحقت على هذه المواقف العظيمة أن يقرئها ربها السلام، ويقرئها جبريل السلام، تحية من عند الله مباركة طيبة (ص61-62 من الكتاب).

التربية في العهد المدني

أما القطفة الأخيرة من «المدرسة النبوية».. فهي عن «معالم التربية في العهد المدني» وقد تمثلت في ثلاثة أمور، هي: التربية المسجدية، والتربية الجهادية، والتربية القيادية، حيث عرض المؤلف لما سماه بـ «الخطوط العريضة في التربية والبناء» والتي شملت اثنين وعشرين خطا، هي: التربية بالمعركة والحرب، التربية بالمناورات الحربية، والتربية والتدريب على الشورى، ولها ثلاث صور (ص203-205 من الكتاب)، ثم التربية بإبراز النموذج، والتربية بالإعراض، والتربية بالترغيب في الآخرة، وتربية الأسرى، واستثارة الطاقات الكامنة، وتكليف الأبطال بالمهمات الصعبة، والتربية بالقدوة، والتضحية بأقرب الناس إليه، والتربية بالقدوة في استئصال العادات الجاهلية، ثم تربية المنافقين -هذه الظاهرة الخطيرة التي برزت في الصف الإسلامي، وكان يمكن لها أن تودي بالصف الإسلامي كله لولا عظمة التربية القرآنية والنبوية التي قلصت حزبهم وأفشلت فتنتهم (ص214-217 من الكتاب). ثم المحافظة على السمعة السياسية والعسكرية، من خلال نموذجين هما: عمر بن الخطاب حينما طلب من رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  قتل ابن أبي، فــــرفض النبي  " صلى الله عليه وسلم"  ذلك. والثانية: إصراره  " صلى الله عليه وسلم"  على الخروج لمواجهة المشركين في غزوة بدر. ثم بث أو نشر رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  الدعاة -من الصحابة- لنشر دعوة الإسلام، وهؤلاء يقول عنهم المؤلف: صحيح أنهم لم يدعوا بلسانهم، لكنهم دعوا بدمائهم، وانتشرت أخبار ثباتهم، وحبهم لرسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  وحبهم للموت، واعتباره فوزا لهم، ولكراماتهم في من صعد إلى السماء، وأن محمدا وأصحابه طراز فريد من البشر، وثقتهم بدينهم وتمسكهم به، واستعدادهم للموت في سبيله يفوق كل وصف.

ثم: تحويل الفاتكين المحاربين إلى دعاة مؤمنين، والاستفادة من الطاقات الجديدة، ثم القضاء على العصبية الجاهلية. وهنا يشير المؤلف إلى أن أخوة الإسلام هي الميزان الذي توزن به أعمال الناس والأشخاص والقيم والأعراف والعصبية. والقضاء على الخونة المتمالئين مع العدو، وفي ذلك يشير المؤلف -على سبيل المثال إلى- العصماء بنت مروان التي كانت تعيب الإسلام وتؤذي رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  وتحرض عليه وتقول الشعر، وتطرح المحايض في مسجد بني خطمة، أهدر رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  دمها فقتلها عمير بن عدي، وأبوعفك اليهودي الذي كان يحرض على رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  ويقول الشعر، وقد نجم نفاقه فقصد إليه سالم بن عمير، فقتله بعد أن قال عليه الصلاة والسلام: «من لي بهذا الخبيث؟».

وبعد.. فالكتاب سياحة علمية ممتعة في السيرة النبوية، بذل فيه المؤلف جهدا محمودا لبيان أسس وملامح المدرسة النبوية في التربية الإسلامية، في مختلف جوانبها العقدية والسياسية والاجتماعية، في العهدين المكي والمدني، التي أدت إلى انتشار الإسلام خارج دولة الرسول  " صلى الله عليه وسلم" ، فأثمرت نصر الله عزوجل لرسوله والمؤمنين، وجاءت بالفتح المبين الذي تحققت به راية الإسلام وعمت بلاد المسلمين تجسيدا لرسالة الإسلام العالمية، ودينه الخاتم.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال