504b91318f1 

القاهرة – محمد عبدالعزيز يونس:

بطريقة علمية وملهمة، وبالاستعانة بأمثلة حياتية، يستعرض كتاب "قوة عقلك الباطن"، طرقًا عدة لإطلاق العنان للقوى العقلية المدهشة من أجل بناء الثقة بالنفس، وتكوين علاقات اجتماعية منسجمة، وكذا تحقيق النجاح المهني، وجني الثروة، والتغلب على الخوف الطبيعي والمرضي، وكذا العادات السيئة، بل وتحسين عمليات الشفاء الجسدية، وتحسين الحالة العامة وزيادة السعادة.

والكتاب يعد من أفضل كتب تنمية الذات وأكثرها مبيعًا، وقد صدرت نسخته العربية عن مكتبة جرير بالمملكة العربية السعودية في 298 صفحة من القطع المتوسط، للمؤلف الإيرلندي الأصل جوزيف ميرفي، المولود في 1898م،  والذي يعتبر من أعلام تنمية القدرات البشرية، والذي قدم أكثر من 30 كتابًا من بينها هذا الكتاب "قوة عقلك الباطن".

ويجمع الدكتور Joseph Murphy في هذا الكتاب المتطور بين الحكمة الروحية المترسخة وبين التحليلات المبنية على حقائق علمية ثابتة لكي يوضح تأثير العقل الباطن.. ويقدم أيضًا تمرينات بسيطة وعملية وفعَّالة بإمكانها تحويل العقل إلى أداة فعالة من أجل تحسين الحياة اليومية، وبالاستعانة بقصص النجاح الواقعية الملهمة.

ويتساءل المؤلف: لماذا يوجد إنسان سعيد وآخر حزين، ولماذا يوجد إنسان فرح وثري، وآخر بائس وفقير؟ ولماذا هناك إنسان خائف وقلق وآخر مليء بالثقة والإيمان؟ ولماذا يحقق إنسان نجاحًا باهرًا بينما يفشل آخر فشلا ذريعًا؟ إلى غير ذلك من التساؤلات التي يؤكد المؤلف أن لها إجابة بلا شك، وهي ما دفعه إلى تأليف هذا الكتاب، والذي يشرح من خلاله أن الشفاء الذاتي للجسم سيظل أكثر الأدلة إقناعًا على وجود قوة العقل الباطن، وهو غرفة مظلمة كبيرة، وهو المكان السري الذي تتطور فيه حياتك الخارجية.. ومن أجل أن يتغير عالمك لا بد أن يتغير عقلك من الداخل إلى الخارج.

الكنز الذي بداخلك

ويشير إلى أن العقل الباطن يميل دائمًا نحو الحياة،  بينما الكثير من الناس يغطون في سبات عميق لأنهم لا يعلمون شيئًا عن المعين الذي لا ينضب بداخلهم من الذكاء اللانهائي والمحبة التي لا تنتهي، ومهما كان الشيء الذي تبحث عنه فإنك تستطيع أن تستخرجه من هذا المنجم، فقطعة صلب ممغنطة يمكن أن ترفع ثقلا يفوق وزنها بنحو اثنتي عشرة مرة، وإذا ما نزعت من نفس قطعة الصلب قوة المغناطيس تلك، فإنها لن ترفع ريشة.

ويشبه ذلك نوعين من الناس، أحدهما به قوة المغناطيس فهو يتمتع بالإيمان والثقة الكاملة في نفسه، ويعلم أنه ما وُلد إلا لكي ينجح ويحقق الفوز.

أما الآخر فليس بداخله قوة المغناطيس الجاذبة، ويملؤه الخوف والشك والتردد، وتسنح العديد من الفرص أمام عينيه فلا يستغلها ويقول لنفسه عبارات باهتة مثل: "ربما أفشل، قد أفقد أموالي، سوف يخدعني الناس".. فهذا النوع من الناس لن يحقق الكثير من الإنجازات في حياته، وسيبقى في مكانه دون تقدم يُذكر.

ومن النقاط المهمة التي يركز عليها:

عقلك الباطن شريك في نجاحك

ويؤكد المؤلف أن المعني الحقيقي والأعمق للنجاح هو تحقيقه في كل مجالات الحياة، ويمكن اعتبار النجاح هو فترة طويلة من السلام والبهجة والسعادة يعيشها الإنسان على هذه الأرض.. ولتحقيق النجاح لا بد من 3 خطوات أساسية:

الخطوة الأولى: هي إيجاد الشيء الذي تحب أن تفعله ثم تقوم به، فلا يمكن للمرء أن يعتبر ناجحًا في عمله إذا كان لا يحبه، وحتى إذا كان كل من حوله يصفقون له على هذا النجاح، فإذا رغب أي شخص أن يكون طبيبًا نفسانيًا، فإنه لن يكفيه الحصول على شهادة الطب النفسي وتعليقها على الجدار، بل إن كان متحمسًا لهذا المجال فعليه متابعة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث في هذا المجال، وحضور المؤتمرات واستكمال دراسة العقل البشري وآلياته، والمواظبة على زيارة عيادات الأطباء الأخرى والإطلاع على أحدث ما تنشره المجلات العلمية.. بعبارة أخرى سوف يعمل على معرفة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث وأحدث تقنيات العلاج النفسي، لأنه يضع في مقدمة أولوياته مصلحة مرضاه.

الخطوة الثانية لتحقيق النجاح: هي التخصص في مجال عمل بعينه، والاجتهاد للتفوق والنجاح فيه، على سبيل المثال إذا اختار شاب التخصص في العمل في مجال الكيمياء، فيجب عليه أن يركز على فرع من فروع هذا المجال، وأن يمنحه كل وقته واهتمامه، وأن يرغب في خدمة العالم من خلال هذا الفرع، فكلما زادت مكانة الفرد وأهميته كان لزامًا عليه أن يخدم العالم بأسره من خلال المجال الذي يتميز فيه.

الخطوة الثالثة لتحقيق النجاح: وهي أهم خطوة، وتقضي بأن تتأكد من أن الشيء الذي تريد أن تفعله وتحقق من خلاله نجاحك، لا يقتصر نجاحه عليك فقط، بمعنى أن لا تكون رغبتك أنانية، فيجب أن يكون النجاح مفيدًا للبشرية، يجب أن ترسم طريق الدائرة الكاملة، بمعنى آخر: يجب أن توجه رغبتك نحو إسعاد وخدمة البشرية، وستعود عليك الفائدة مضاعفة.. أما إذا كنت تعمل لمصلحتك الشخصية فقط، فإنك لن تكمل تلك الدائرة الأساسية، وقد تعتقد أنك ناجح، وقد تبدو ناجحًا بالفعل، ولكن تلك الدائرة الناقصة التي تدور حياتك فيها سوف تؤدي في النهاية إلى عجزك وافتقادك متعة النجاح الحقيقي.