tttaaaaaaal

القاهرة – محمد عبدالعزيز يونس:

لا يتوقف مجال تكنولوجيا التعليم عن الابتكار والتغيير واستحداث طرق تربوية جديدة تعزز من تفاعل الأفراد مع المحتوى التعليمي.. وهذا ما يستعرضه أحد الكتب العلمية في مجال تكنولوجيا التعليم (الـتّــلـعيـب GAMIFICATION اتجاه حديث في تكنولوجيا التعليم) للمؤلفين أ.د. إبراهيم يوسف محمد محمود، وأ.د. أسامة سعيد علي هنداوي، الأستاذين بجامعة الازهر الشريف.

ويُعد اللعب أحد أهم الأنشطة التي مارسها الإنسان عبر التاريخ بهدف المتعة وليس لأي هدف آخر، وفي المقابل نجد أن التعلم يعد أكثر الأشياء أهمية للجنس البشري؛ حيث يعتبر هو المسئول عن تنميته وتطوره في المجالات المختلفة عبر الأزمنة، ونظرًا لأهمية المتعة الناتجة عن ممارسة اللعب فقد تم توظيفه في التعليم لتحقيق نواتج التعلم المرجوة لدى المتعلمين، وبذلك ظهر مصطلح اللعب التعليمي؛ أو الألعاب التعليمية، ثم ظهرت الثورة التكنولوجية في النصف الثاني من القرن العشرين، وأثرت على الألعاب بصفة عامة، والألعاب التعليمية بصفة خاصة، وأصبحت الألعاب التعليمية الإلكترونية تسمح للمتعلمين باللعب وتجربة الخبرات التعليمية المختلفة لتحقيق نواتج تعلم أفضل، وذلك من خلال الاستفادة من خصائصها في متعة التعلم، والتغلب على المشكلات المرتبطة بالوقت، والمكان، والتكلفة، والسلامة والأمان.

ثم ظهر حديثًا مصطلح Gamification، والذي يعد نتاجًا لتطور الألعاب ولكنه ليس بلعبة؛ حيث يستفيد من توظيف عناصر الألعاب في المهام الواقعية المرتبطة بالأشخاص الحقيقيين، وذلك لتحويل المهام الواقعية الروتينية إلى مهام حيّة تفاعلية، ويعد مصطلح التلعيب Gamification من المصطلحات الشائعة والمستخدمة في الفترة الحالية بالعديد من المجالات نظرًا لفاعلية توظيفه في تغيير سلوك الأفراد بهذه المجالات، وهو من المصطلحات المهمة والمثيرة للجدل والنقاش؛ خاصة فيما يرتبط بتأييد؛ أو معارضة توظيفه في مجال التعليم، والتي قد ترجع في معظمها للفجوات المعلوماتية المتعلقة به باعتباره أحد الاتجاهات الجديدة، وعليه يحاول الكتاب الحالي سد الفجوات المعلوماتية المرتبطة بالتلعيب، وذلك من خلال تزويد القارىء بالفهم النظري والتطبيقي اللازم لتوظيف التلعيب الفعّال بمجالي التعليم والتدريب، وذلك من خلال المعلومات التي تتضمنها فصول هذا الكتاب.

ماهية التلعيب وعناصره

يتناول الفصل الأول: (ماهية التلعيب) من خلال عرض مفهوم التلعيب، وتطوره التاريخي، والفرق بينه وبين الألعاب، والألعاب التعليمية، وأسباب وأهمية استخدام التلعيب، وخصائصه، ومجالات استخدامه، وأمثلة على استخدامه في المجالات المختلفة، وعلاقة التلعيب بعلم النفس.

ويتناول الفصل الثاني: (عناصر التلعيب) من خلال عرض مفهوم عناصر التلعيب، وعناصر التلعيب التي تتضمن عناصر: الديناميكات، والميكانيات أو الآليات، والمكونات، وأنواع اللاعبين في التلعيب.

ويتناول الفصل الثالث: (توظيف التلعيب في التعليم) من خلال عرض مفهوم توظيف التلعيب في التعليم، وفوائد استخدام التلعيب في التعليم، وأنواع التلعيب في التعليم، وطرق توظيف التلعيب في التعليم، وتحديات استخدام التلعيب في التعليم وسبل التغلب عليها.

الأسس النظرية للتلعيب

ويتناول الفصل الرابع: (الأسس النظرية للتلعيب)، وتتضمن: النظرية السلوكية، والنظرية البنائية، والنظرية المعرفية، ونظرية التحكم الذاتي، ونظرية التدفق، ونظرية التعلم الاجتماعي (باندورا)، ونظرية النشاط، وسقالات التعلم أو الدعم، ونظرية الحمل المعرفي، ونموذج الدافعية.

ويتناول الفصل الخامس: (تصميم التلعيب) من خلال عرض مفهوم تصميم التلعيب، ونماذج تصميم التلعيب التي تتضمن نماذج: (نينج، و 6D ليرباخ وهنتر، وتوبي، ونموذج التلعيب الثماني لتشو، وهوانج؛ وسومان، وأورها وآخرين)، والمبادئ العامة لتصميم التلعيب.

ويتناول الفصل السادس: (التنافس في التلعيب) من خلال عرض تعريف التنافس، وأهمية استخدام التنافس في التعليم، وأنواع التنافس في التعليم، ومبادئ التنافس في التلعيب.

ويتناول الفصل السابع: (الدافعية في التلعيب) من خلال عرض مفهوم الدافعية، ووظائف الدافعية، والمبادئ النظرية للدافعية، وأنواع الدافعية، والعلاقة بين التعلم والدافعية والتلعيب.

التطبيقات التكنولوجية للتلعيب

ويتناول الفصل الثامن: (التطبيقات التكنولوجية للتلعيب)، وتتضمن: تطبيق كاهوت، وتطبيق كلاس كرافت، وتطبيق دولينجو، وتطبيق كلاس دوجو، وتطبيق بليكرز، وتطبيق أكاديمة خان، وتطبيق الحياة الثانية، ومنصة كورسيرا، وتقنية تقديم التغذية الراجعة الفورية، وتطبيق كويزز، وتطبيق البطاقات التعليمية الذكية Brainscape، وتطبيق نيربود، وتطبيق سوكراتيف، ومنصة الحكومة الرقمية للطفل.

ويتناول الفصل التاسع عرضًا للدراسات والبحوث العربية والأجنبية التي اهتمت بتوظيف التلعيب في التعليم، وتحليلها، وعرضًا لأهم مقترحات البحوث المستقبلية المرتبطة بتوظيف التعليب في التعليم.

وأخيرًا، فإن هذا الكتاب يساعد في وضوح مفهوم التلعيب في التعليم، وأبعاده المختلفة لدى القُرّاء من طلاب وباحثين مهتمين ومتخصصين في المجال التربوي بصفة عامة، ومجال تكنولوجيا التعليم بصفة خاصة.