2255 475 o

القاهرة – محمد عبدالعزيز يونس:

هذا الكتاب هو أحدث إصدارات سلسلة "قراءات صينية"، ترجمة محمد عبدالحميد حسين ومراجعة د.حسانين فهمي حسين الأستاذ المساعد بكلية الألسن جامعة عين شمس، والمشرف على السلسلة التي تصدر عن دار "صفصافة للنشر والثقافة".

وقد صدر للمترجم العديد من الترجمات من الصينية إلى العربية والعكس، وهو حاصل على "جائزة "الشباب للترجمة" من المركز القومي المصري للترجمة- 2013".. وكذا "جائزة الإسهام المتميز في ترجمة الكتب الصينية- 2016" وهي أكبر جائزة تمنحها الصين للمترجمين الأجانب.

الشيخوخة السكانية

ويعالج الكتاب مشكلة الشيخوخة السكانية التي تعد من أخطر المشكلات التي تواجه العالم حالياً، وتهدد مجتمعات كاملة بما فيها دول صناعية كبرى، فالأزمة هنا أزمة بقاء تتصل بوجود المجتمع من الأساس وتتعلق بقدرته على الحفاظ على أسباب نموه.

ومن هنا جاءت أهمية هذا الكتاب الذي يتناول الشيخوخة السكانية من نواحيها كافة، ويفند الجوانب المختلفة لها والأسباب التي تسرع من حدوثها أو تبطيء من تداعياتها، وكذلك يتناول الطرق التي اتبعتها الصين للتخفيف من وطأة تلك الأزمة على المدى البعيد.

وتتضاعف أهمية هذا الكتاب عندما يتناول تلك الأزمة من وجهة نظر الصين، تلك الدولة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بنموذجها الباهر في التنمية الاقتصادية، فهي الدولة النامية الأكبر في العالم، وهي الدولة التي تزاحم مصاف الدول المتقدمة منذ الثمانينات باقتصادها الذي بات اعتلاؤه قمة العالم مسألة وقت؛ وهي مضرب المثل في التعامل السليم مع المشكلات الاقتصادية والتنموية والسكانية؛ وبالتالي وبسبب كل هذا أصبح تعاطيها مع مشكلة الشيخوخة السكانية مثلاً تحتذي به الدول المتقدمة قبل الدول النامية، وإن كانت الدول النامية أكثر استفادة بحكم تشابه الظروف وتقارب التحديات، فمازالت الصين حتى الأن دولة نامية.

البحث عن مَخرج

وكون الصين دولة نامية فقد فرض عليها أن تواجه الشيخوخة السكانية خلال القرن الواحد والعشرين بينما هي تبحث عن مخرج من مأزق الدخول المتوسطة، والتي تحتاج خلاله إلى أقصى الطاقات والقدرات لتجاوزه والتخلص من تبعاته، وبالتالي جاء أيضاً نموذج الصين في المواجهة المزدوجة للشيخوخة السكانية ومأزق الدخول المتوسطة، وكذلك توظيف الجوانب الإيجابية للشيخوخة السكانية في سبيل التخلص من ذلك المأزق بمثابة نموذج نادر يجب دراسته ووضعه موضع التنفيذ.

ويتكون كتاب (التحول الديموغرافي في الصين ومأزق الدخول المتوسطة)، من مقدمة عامة، بالإضافة لسبعة مباحث تتكون من ثمانية وعشرين بابًا.

مآذق تنموية

وتبدأ المقدمة العامة بإجراء تحليل لسلسلة من مآزق التنمية خلال تاريخ التنمية البشرية، ومنها (مأزق الدخول المتوسطة). ويتبين من خلال ملاحظة تاريخ التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم- أنه بالرغم من العوامل المتعددة التي تتسبب في انزلاق الدولة إلى براثن (مأزق الدخول المتوسطة) مثل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.

إلا إن النقطة المشتركة هي عدم حدوث التغيرات في التركيبة العمرية السكانية، وظهور ما يعرف بظاهرة (السن الذهبي)، أو عدم الإدراك السليم لخصائصها ومميزاتها برغم الوصول إليها، وهي التغيرات التي تحدث في مرحلة التوجه للشيخوخة، أو في المراحل الأولى من الشيخوخة، والتي تتمثل- بشكل عام- في ارتفاع نسبة الشريحة العمرية القادرة على العمل وانخفاض نسبة الشريحة العمرية المعالة، سواء كبار السن أو صغار السن، وعدم استغلال الظواهر المتاحة في ذلك الوقت مثل (الربح السكاني)، و(العائد السكاني) في دفع التنمية.

والنتيجة ليس فقط الفشل في دفع التنمية، بل رفع معدلات البطالة مع ارتفاع نسبة القوى العاملة، وسيكون الأمر بمثابة حجر عثرة في طريق الاقتصاد الوطني، ومن ثم لا يمكن التوصل إلى حل للمشكلات التي تظهر أثناء الانتقال من [مأزق الفقر] إلى الدخل المتوسط، مثل التخلف الاقتصادي والتكنولوجي، وعدم منطقية الهياكل الإنتاجية، والاستقطاب الحاد بين الفقراء والأغنياء، والتمدن المشوه، وانتشار الفساد، وتفاقم الاضطرابات الاجتماعية، وغيرها من المشكلات، الأمر الذي يؤدي- في النهاية - إلى اندلاع تلك التناقضات المتراكمة، والسقوط في براثن (مأزق الدخول المتوسطة).

دكتور حسانين فهمي

مباحث أخرى

وتأتي بعد المقدمة العامة سبعة مباحث يتناول كل منها جانباً من المشكلة بشكل مفصل، وهم:

- الشيخوخة السكانية والنمو الاقتصادي.

- الشيخوخة السكانية والاستهلاك.

- الشيخوخة السكانية وتوظيف العمالة.

- الشيخوخة السكانية والتمدن.

- الشيخوخة السكانية والتحول الاجتماعي.

- الشيخوخة السكانية والضمان الاجتماعي.

- استطلاعُ رأيٍ شملَ أحوال رعاية المسنين والأوضاع الاقتصادية لرعاية المسنين الريفيين في 20 مقاطعة ومنطقة ومدينة في الصين.